أخر الأخبار
مقابلة الملك مع BBC التدخل الروسي والخطر الحقيقي
مقابلة الملك مع BBC التدخل الروسي والخطر الحقيقي

المقابلة التي منحها جلالة الملك لتلفزيون BBC لم تكن مقابلة أخرى يوضح فيها جلالته أبعاد السياسة الأردنية وثوابتها، بل ذهبت لأبعد من ذلك، إذ أعطت إشارات واضحة لتوجهات السياسة الأردنية بعـد اليوم التي على مؤتمر لندن أن يأخذها بالاعتبار، وفيها وضع لبعض النقاط على الحروف.
الموضوع السوري الذي كان جامداً لخمس سنوات أصبح متحركاً بسرعة بعد التدخل الروسي، ولا يجوز أن يواجه بما يسمى (موقف الأردن الثابت)، فموقف الأردن متحرك أيضاً، يتجاوب مع المتغيرات والظروف الموضوعية كما دلت المقابلة الممتازة التي حددت الاتجاه.
حاولت مديرة المقابلة أن تستدرج جلالة الملك لاتخاذ موقف سلبي من روسيا، ولكنه رد بأن التدخل الروسي في سوريا هو الذي حرك الاوضاع وحفز جميع الأطراف على الذهاب إلى جنيف للبحث عن حل سياسي وإنهاء الصراع، مما لم يكن وارداً قبل هذا التدخل.
هذه الإشارة الإيجابية تجاه الدور الروسي في سوريا تعكس رضى الأردن عن تجاوب روسيا مع متطلبات الأردن فيما يتعلق بترتيبات الاوضاع في الجنوب السوري بما يضمن أمن الأردن بعد الاستكمال الوشيك لتحرير جنوب سوريا وطرد المنظمات الإرهابية التي سيطرت هناك لفترة طويلة وأدت إلى لجوء أعداد كبيرة من المواطنين السوريين.
ولا بد من الوقوف طويلاً عند مطالبة الملك للمجتمع الدولي بالاتفاق على الأولويات في الموضوع السوري ، وطرح السؤال الكبير: هل مصدر الخطر الحقيقي الواجب محاربته هو النظام أم داعش، أو بعبارة أخرى النظام أم الإرهاب؟ وهو السؤال الذي يتهرب كثيرون من طرحه أو الإجابة عليه بحجة رفض الخيار بين السيئ والأسوا.
لا يمكن وضع النظام في كفة ووضع المعارضة المسلحة في الكفة الثانية، فهناك معارضات متعددة يتبع كل منها دولة إقليمية أو دولية تزوده بالمال والسلاح، هي التي تحركه وتقرر مواقفه، مما يجعل الإتفاق مع (المعارضة) أمراً في غاية الصعوبة.
في سـوريا عشرات المنظمات المسلحة التي يسميها البعض معارضة، ولكن القوة الحقيقية التي يحسب لها حساب مركزه في داعش ( تنظيم الدولة الإسلامية ) والنصرة ( تنظيم القاعدة في بلاد الشام ) وهما خارج دائرة الحلول السلمية، وأي اتفاق مع المعارضات المتفرقة، لا يعيد السلام إلى سوريا فسوف يستمر الصراع مع النصرة وداعش وحلفائهما من التنظيمات الإرهابية.