أخر الأخبار
نقف مع السعودية
نقف مع السعودية

بالرغم مما أحل بنا من صراعات وتمزق ودمار فهناك ما هو أخطر, إنه البعد الإيدولوجي الذي بدأ يهدد الدول العربية وبالتحديد السعودية الشقيقة, وليس أقرب لهذا البعد من وصفه كنتاج لسياسة معينة بدأت تتضح مع ارتفاع التصعيدات التي طفت على السطح, ولعل أخطرها البعد الإيدولوجي الإيراني الذي تقوم على دعمه إيران في سوريا والعراق واليمن ودول أفريقية وامتدادها لأفغانستان وما هذا التزايد بنشر إيران لعناصرها المسلحة بتلك الدول ثم توجيه مناهجها التعليمية والطائفية والتبشيرية ونشرها على وسائلها الإعلامية وإطلاقها في المساجد وعلى المنابر إلا أحد الأساليب التي تصب بالنهج السياسي الإيراني وهو ما تنبهت له القيادة السياسية السعودية فالقيادة السعودية تعرف ما عليها فعلهُ وتدرك ماذا تعني السياسة الإيرانية التي إتخذت من تلك الأساليب استراتيجية لها لإنجاز إيراني لهدف غريزي يهدف أولًا وأخيراً لمحاربة الهوية العربية وهذا ما يمكن قوله أن هناك أكثر من سياسة إيرانية للتغيير بالمنهجية العربية والخصوصيات العربية, ولما كان التغيير بمنهجيات الشعوب يعتمد على مقومات أهمها محاربة الهويات وهذا يعلمه أهل السياسة, لذلك فان الأمر إذا ما تعلق بمستقبل إيران وعلاقتها السياسية والجوارية بمحاربة الهويات فقد فشل, فالسعودية نجحت بالإنجاز الأهم المتمثل بقدرتها على إفشال أي مخطط ضد الهوية العربية بما يعني أن لدى القدرة السعودية ما يوازي في عملها أن ترد على هذه السياسة الغريزية ما جعل منها العائق الأصعب لتنفيذ إيران من سياستها بالمنطقة.
فعندما تدافع السعودية عن نفسها , فهو الأخذ بمستلزمات الحفاظ على هويتها العربية , وهذه من الحقوق المشروعة لكل دولة أن تدافع عن هويتها وعن وجودها , فقيام السعودية بالتصدي لترويج الأفكار الضالة التي تعمل على تفكيك مجتمعها أو ضربها بيدٍ من حديد على كل من يثير الصراعات الطائفية على أرضها وملاحقتها لِمن لا ُيراعون حرمة أرض ولا سماء أو محاربتها لمن ُيروجون للضلالة ويدَعون الإسلام والعمل به فهذا دليل على أن هذه الدولة الشقيقة تعمل على كل ما يحفظ شعبها وأرضها بما يعني صلابة الهوية العربية السعودية بوجه كل من يحاول زعزعة أمنها وأمن الدول العربية والإسلامية جمعاء.
فلماذا كل هذه الشهادات الإعلامية الإيرانية بحق السعودية وهل اتخاذ إيران لإعلام طائفي نخبوي متدرب تنحصر مهمته بالإقصاء والتفتيت هو انعكاس لمن يقوم عليه , وإذا كان عكس ذلك, فلماذا لا يستنكر هذا الإعلام ما تقوم به إيران من أعمال قمعية بحق الأبرياء كعزلها لمنطقة الأهواز العربية عن العالم الإسلامي عزلاً تاما, لماذا لم يستنكر هذا الإعلام الاعتداء على القنصلية بالشاهد أو إعدامها لأحمد النعيمي لمجرد أنه مدح عمر بن الخطاب أو إبعادها للإعلاميين والصحفيين وعمليات التصفية السرية بينهم, أعمال أُخرى كثيرة تقول بأنها صُوَر هي أقرب للجرائم الجنائية والإرهابية, فالهجومات المسلحة على بيوت الله وتفجيرها وقتل الأبرياء فيها وما يتمثل بعمليات التحريض وإثارة النعرات, كلها ستبقى الشاهدة حتى يتبين الموقف الإيراني وحلفاؤه على حقيقته.
فلو كان هناك أي نوع من المقارنة بين من يغذي هذه الأعمال ويعمل على إثارة الفتن بين الشعوب وبين من يحافظ على أرواح الاخرين, فهي المقارنة بين من يدمر ويفكك الشعوب وبين من يحافظ عليها, وهذا ما يؤصل الضمير السعودي تجاه شعبه وأُمته العربية, فالسعودية الشقيقة بالنسبة لنا هي السلام وهي ضمير العرب والمسلمين ولن نتخلى عنها تحت أي ظرف أو مسمىً مهما كان.