أخر الأخبار
دروس وعبر ... من عملية اربد
دروس وعبر ... من عملية اربد

ما كشفه اللواء حسين الزيود والد الشهيد راشد في بيت العزاء وبحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل الزبن، شيء خطير جدا، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها وتدميرها بفضل وفعل جنودنا الاشاوس، اشد خطرا وضررا  من كل ما يخطر على بال بشر، وان نجاحها ـ لا سمح الله ـ في تنفيذ جزء من مخططها كان سيحيل البلد الى جحيم، لكننا نحمد الله ونشيد بقدرة قواتنا واجهزتنا الأمنية ووعيها وبالتالي باحباط ذلك المخطط الشرير. لن ادخل في تفاصيل ما اعلنه اللواء الزيود ـ وهو عسكري برتبة لواء ـ امام آلاف المعزين الذين جاؤوا من كل اركان الوطن للقيام بالواجب، لكنني ساتوقف عند بعض المحطات البارزة من العملية النوعية التي سجلت قواتنا الأمنية فيها دورا اكبر من دور البطولة العادية، كما هو حال كل العمليات التي نفذتها، والتي جعلتنا على ثقة تامة بانها لا تقبل باقل من التميز وبادنى من مرتبة البطولة، وتطورت تلك الحالة لتصبح يقينا يسكن ضمائر الأردنيين، وقناعة لا يقبل الأردني باقل منها. من ابرز المحطات التي أرى ان التوقف اجباري على اعتابها، تلك الصورة التي بدا عليها التنظيم الإرهابي الذي تتبع له الخلية المجرمة، فهي تضع في سلم أولوياتها معاداة المسلمين،بدليل الأهداف التي كانت تخطط لضربها، والتي كشف عنها اللواء الزيود،وهي اهداف تؤكد لمن يتابعها انها خلية فقدت أي حس بالإنسانية، وسلمت الشيطان زمام امرها، الامر الذي يتطلب جهدا موحدا من البشرية كافة لعزل من يمارس نشاطات تخدم تلك الفئة سواء اكان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر. اما على المستوى المحلي فاعتقد انه حان الوقت لـ» التعبئة العامة» ولكن ليس بالأسلوب التقليدي، وانما من خلال ان يكون كل واحد منا رجل امن، وان نستجيب لدعوات وبرامج الامن العام التي تقوم على فكرة توصيل اية معلومة امنية الى المرجعيات المختصة وبالطرق التي تم الإعلان عنها. ومن المحطات أيضا، تعزيز حالة التلاحم التي ظهرت خلال الازمة، والتي امتدت من مقبرة بلدة غريسا بلواء الهاشمية، والى بيت عزاء الشهيد راشد حسين الزيود، ومن ثم الى كل بيت ومتجر ومكتب وشارع. فالحالة التي تكررت اكثر من مرة، تجذرت واثمرت كحالة وطنية فريدة تجاوز تاثيرها حدود الاعتزاز، وتحولت الى حالة من التعبئة الوطنية والى سلاح مهم من اسلحتنا لمواجهة العدو الذي اجمعنا على بشاعته. ويبدو انها ـ هذه المرة ـ كانت بطعم ونكهة خاصة، حيث قدم والد الشهيد ابنيه الاخرين كمشاريع شهداء، وقدم احد الأبناء ـ وهو برتبة ملازم في القوات المسلحة ـ نفسه كمشروع شهيد،  ونذر نفسه بين يدي جلالة الملك بان يكون مشروع شهيد فداء للوطن، وهي الحالة التي لا اشك بان أي اردني لا يمانع في تطبيقها ملبيا لنداء الوطن، ليس فقط كرسالة للعدو الشرير، وانما كواقع معاش وممارسة عملية. والمطلوب هنا ان نسد بعض الثغرات التي تكشفت من خلال الممارسة، بحيث يكتفي كل مواطن بدوره، وان لا يتجاوز باتجاه أدوار الآخرين، وان يصار الى تغليب المصلحة العامة على كل ما سواها من مصالح آنية خاصة. لن افصل كثيرا في مجال الثغرات التي تكشفت اثناء ساعات الازمة التي بددتها سواعد قواتنا الأمنية، والتي يتوجب علينا سدها، لكنني أرى ان اهم عامل في هذا الصدد هو الثقة بالجيش والامن، والالتزام بالمرجعيات المختصة وبحيث لا يقفز احدنا على اختصاص الآخر، وان تكون اجتهاداتنا في حدود المعقول وتحت سقف المظلة الرئيسية لمؤسسات الدولة، وان نقرن بين الدعاء بان يحمي الله الوطن وقيادته واجهزته العسكرية والأمنية وبين العمل المخلص لتوظيف كل الجهود في خدمة الرسالة الوطنية الكبرى ... رسالة حماية الوطن والمواطن،وقطع الايادي التي تمتد للوطن بسوء.