أخر الأخبار
الإخوان المسلمين.. فكر بحاجة إلى تفكير
الإخوان المسلمين.. فكر بحاجة إلى تفكير

في ضوء المتغيرات والتحولات السياسية في المنطقة العربية وما يجري داخل أوساط جماعة الاخوان المسلمين من انشقاقات ونزاعات داخلية قوية ، بدأت تظهر عليهم تحركات ولهجة غريبة تفوح منها رائحة التهديد والانتقام واستعراض القوة ، وعلى أثرها حاولت بعض قيادات الجماعة المتذاكية اخفاء الامر من خلال وسائل الاعلام المدعومة من قبلهم والتي تعمل على الترويج للجماعة بانها لا تزال متماسكة ووسطية الا انه من خلال تصريحات قياداتهم التي عبرت بشكل مباشر عن وجود الفكر المتطرف لديهم فقد تم كشف مخططاتهم الداعمة للتطرف والارهاب.

ما جرى في من اغلاق مقرات للإخوان المسلمين نتيجة رفضها بتصويب اوضاعها القانونية والانضواء تحت الجمعية المرخصة ، اظهر لديهم تصريحات غريبة على مختلف المستويات ، وان القريب والمراقب لمواقع التواصل الاجتماعي لاحظ بروز تصريحات عن (العمل السري، الجهادي ، بيعة الموت) وهذا ما أقلق المجتمع ، حيث ان هناك اسبقيات تؤكد وجود هذا الفكر لديهم واحتمالية حدوث التغير في مسار جماعة الاخوان او ظهور نواياهم الحقيقية التي كانت تخفيها خلال السنوات الماضية ، كيف وهذا التنظيم أول من قام بزيارة بيت عزاء الارهابي ابو مصعب الزرقاوي ، كيف لا وهم لم يصرحوا او يعلنوا حتى اللحظة بأن داعش تنظيم ارهابي ولا يمت للإسلام وتعاليمه بأية صلة ، كيف لا وهم اخر من حضروا الى بيت عزاء الشهيد معاذ الكساسبة حفاظاً على ماء وجههم ، ونفذوا استعراضاً مخيفاً في عمان لا ينساه الاردنيين خلال ذروة الحراك ويستغلون اية ظروف من اجل مصالحهم واجنداتهم الخاصة.

في مصر وبعد اسقاط نظام مبارك تصدر الاخوان المسلمين مشهد الثورة واستغلوا بساطة الشعب المصري وحجم معاناته مع الحكم السابق وأوهموا هذا الشعب بانهم قادرين على تحمل المسؤولية والعبور بمصر وأهلها الى بر الامان تحت شعار الاسلام هو الحل ، ولكن سرعان ما تكشفت حقيقة تنظيم الاخوان وأتضح ان امكانياتهم وقدراتهم لم تتعد مرحلة المعارضة والخطابة واللعب بمشاعر الناس وانهم الافضل من بين المكونات والاحزاب السياسية والفصائل ضناً منهم بأنهم قدم ملكوا الارض ومن عليها ، وفي الوقت المناسب انتفض الشعب المصري العظيم بكل مكوناته لينقذ بلده ومنجزاته وتاريخيه من هذا الحكم الفاشل بعد ان أدرك ان حكم الاخوان لا يصلح وبقائهم سيهدم كل ما بناه المصريين ، والمتابع للشأن المصري يلاحظ ان هذا الشعب لم يندم للحظة واحدة بعد اسقاط حكم الاخوان والحمد لله على ما قام به هذا الشعب من خلال شبابه الذي عبر عن سخطه على نظام الاخوان وثار عليه ، ولكن التغير الغريب والمفاجئ على فكر الدعوة الاخوانية التي كانت تروج له تحول الى فكر يدعو الى الارهاب والانتقام من النظام المصري بشتى الوسائل والطرق حتى لو أثر ذلك على شعب ودولة مصرية ككل وهدم تاريخ بناه الاجداد والاباء المصريين.

ان الامر المريب ليس فيما تم الحديث عنه بل بالاجتماعات التي عقدت مؤخراً في تركيا وجمعت قيادات اخوانية من مختلف دول العالم بهدف توحيد عمل الجماعة التنظيمي ووضع خطط انقلاب منفصلة لكل دولة تتناسب مع طبيعتها ومنها (مصر ، سوريا ، العراق ، الاردن ، ليبيا ، الجزائر ، ودول وسط افريقيا) وتم الاتفاق فيما بينها ان تقوم كل جماعة بإعادة ترتيب صفوفها والسيطرة على قواعدها واقامة تحالفات مع الاطراف المقربة من أفكار الاخوان في ساحتهم ، كما وتم تشكيل لجنة تعنى بمتابعة كل دولة على حدة لرصد ما انجزته على أرض الواقع للأهداف الموكلة اليها.

ما يجري داخل هذا التنظيم يدعونا جميعاً الى وقفة تأملية لكل ما يجري واعادة تقييم الامور بشكل موضوعي لنشاطات وآليات عمل التنظيم الاخواني الذي بدأ يجنح نحو التطرف ويظهر عليه وعلى تصرفاته الافكار المتطرفة.