أخر الأخبار
هل بدأت مراسم تفكيك «إسرائيل»؟
هل بدأت مراسم تفكيك «إسرائيل»؟

كتبت بالأمس مقالا عن مشروع قانون يحاول تمريره يمينيون يهود في الكنيست الصهيوني، وأنهيت المقال، بهذه العبارة: إن تم (تنفيذ هذا المشروع)، فسيكون أول «مراسم» حفل تفكيك كيان العدو، أما كيف، فهذا ما نتحدث عنه غدا، إن شاء الله! والحقيقة أن كثيرين استهجنوا مني هذا المنطق، والحق معهم، خاصة وأن كيان العدو يعيش قمة علوه وزهوه، فكيف يكون ضم أراضي الضفة الغربية رسميا للكيان، بداية حقيقية لإنهاء الكيان وتفكيكه؟ لن أتولى أنا إقناع القارىء بوجهة نظري، بل سأحيله إلى تقرير صهيوني بعنوان: مصير  إسرائيل  :  انقلاب المجتمع الدولي على مبدأ دولتان لشعبين  وقد نشر هذا التقرير معهد «رئوت»  المختص بقضايا الأمن والرؤية الصهيونية في «إسرائيل». وهو يكشف قلق النخبة الصهونية من «خطر» تخلي الدول الكبرى عن مشاريع تقسيم دولة فلسطين التاريخية إلى «دولتين»، وجنوحها نحو تأييد «حل الدولة الواحدة باعتباره هو الحل الوحيد الأخلاقي والعادل والممكن». التقرير ترجمه عن اللغة العبرية المحامي محمد ماضي، من مدينة حيفا، ونشره موقع «أجراس العودة، ولا غنى طبعا عن قراءة نص التقرير الكامل، لكنني سأحاول هنا أن أطلع القارىء على خلاصته، حيث يرى إن «انقلاب المجتمع الدولي» على حل «الدولتين» يقصد به خطر تخلّي دول مؤثرة وهيئات مركزية دولية عن دعم حل «الدولتين» أو أيّ حل آخر يرسّخ مبدأ الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن ثم تبنّي حل «الدولة الواحدة» على أساس «صوت واحد لكل واحد». و يرى التقرير إن انقلاب المجتمع الدولي سيصبح رسميًا، فيما لو أعِدّ قرار في الأمم المتحدة يلغي أو ينقض اقتراحَي مجلس الأمن رقم 181 (خطة التقسيم) ورقم 1397 (الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل)، ويدعو بدلاً من ذلك إلى إقامة دولة واحدة في «أرض إسرائيل الانتدابية» [في دولة فلسطين التاريخية] على أساس «صوت واحد لكل واحد». ويلاحظ التقرير، أن هناك انقلابا لدى بعض النخب الفلسطينية، بشأن مسألة إنهاء الاحتلال، ومفاده أن المصلحة الفلسطينية تكمن في استمرار الاحتلال الإسرائيلي. ويقول أن ثمة نشاطا في أوساط فلسطينية مختلفة في المجال السياسي ومجال الإرهاب، لإفشال الخطوات الهادفة إلى إنهاء الاحتلال، انطلاقًا من تقدير هذه الأوساط بأن  العبء السياسي والاقتصادي والإداري والديموغرافي الذي يسببه الاحتلال، سوف يتسبب في انهيار إسرائيل، ويلاحظ أن منحى الانقلاب الفلسطيني يشكل تعبيرًا عن تآكل مبدأ «الدولتين» وعن الانسداد السياسيّ. وكلما أصبح الانقلاب الفلسطيني تجاه الاحتلال أكثر جلاءً بحيث يصبح انقلابًا رسميًا ـ أي : دعوة رسمية من جانب الحركة الوطنية الفلسطينية إلى إقامة دولة واحدة ـ ازداد خطر الانقلاب الدوليّ على مبدأ «الدولتان». ويسوق التقرير مسألة العلاقات بين من يسميهم «عرب إسرائيل» وإسرائيل ويلاحظ أنها تمر بعملية تدويل. إذ تنتقد أوساط دوليّة سياسة إسرائيل تجاه «الأقلية العربية» داخلها، كأنما لا يتعلق الأمر بمسألة إسرائيلية داخلية.  (تتوقع التقديرات أن يتضاعف السكان العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال عشرين سنة. وبحلول عام 2020 ـ وفقًا لهذه التوقعات ـ سوف يشكل العرب في «أرض إسرائيل» 54 في المئة)   ويخلص التقرير إلى القول، إن التقاء عاملَي التوتر المستمر بين إسرائيل و»الأقلية العربية»  داخلها، ومنحى تدويل مسألة عرب الداخل، يعزز النقد الموجّه إلى إسرائيل وتعريفها كدولة يهودية، ولربما يكون له تأثير على منحى انقلاب المجتمع الدولي على صيغة «الدولتين» كحل للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وبالتالي بداية تفكك الكيان، أو المشروع الصهيوني برمته! وللحديث صلة، حيث لم نتعرض لواقع الانفجار الديمغرافي، فيما لو تم تنفيذ حل الدولة الواحدة!