أخر الأخبار
ماذا يجري في حلب ؟
ماذا يجري في حلب ؟

النظام السوري و المعارضة يتبادلان الاتهامات بخصوص مجريات الأحداث في حلب بينما الحقيقة تائهة بين الجثث و الأنقاض و المواقف الهلامية للدول الكبرى و باقي الأطراف الاقليمية.
الولايات المتحدة أرادت من روسيا أن تلجم نظام الأسد فيما روسيا تدفع باتجاه انتصار عسكري للنظام السوري يقلب الطاولة على المعارضة السورية و يحسم اتجاه المفاوضات لصالح نظام الأسد.
اعلام الطرفين يتسابق في كيل الاتهامات للآخر فيما يتعلق بقصف المستشفيات و المدنيين بينما مناصروا الطرفين يتسابقون في تحميل مسؤولية الدمار و الضحايا لطرف دون آخر.
الدول الكبرى من جانبها اكتفت بانتقادات خجولة و كأن الخجل يخفي رغبة مبطنة بتفوق عسكري لصالح النظام السوري!
المعارضة السورية ما عادت ذات وزن يذكر في ميزان الأحداث بل تحولت إلى الحلقة الأضعف و ربما سينتهي ضعفها إلى تلاشي حالما تضمحل مصادر الدعم لا سيما و أن الصراع على الأموال بات عنوان علاقة أطراف المعارضة ببعضها البعض.
المعارضة السورية في تجربة الصراع السوري على مدى خمسة أعوام أثبتت فشلها في خلق أرضية تمكنها من استلام السلطة لتكون بديلاً للنظام الحاكم و حال المعارضة السورية لا يختلف كثيراً عن حال المعارضات في البلاد العربية.
الربيع العربي كان القشة التي قصمت ظهر البعير فأظهر مدى تفكك هذه المعارضات و سهولة أن تكون ألعوبة في أيدي الأطراف الاقليمية المؤثرة.
المعارضة السورية تعيش أسوأ أوقاتها بالتزامن مع ما يجري في حلب و يبدو أن كثيراً من الأطراف الاقليمية و الدول الكبرى باتت لا تمانع من أن ينتهي دور المعارضة في الصراع السوري فتتقلص عناصر الصراع لتشمل النظام السوري و جبهة النصرة و «داعش».
«داعش» لم تعد مصدر قلق حقيقي لا سيما و أن قواها خارت بعد اصطياد قادتها الواحد تلو الآخر بالتوازي مع الضربات العسكرية التي انهكتها، و بالضرورة أن النظام السوري سيستخدم كرأس حربة لانهاء «داعش» و جبهة النصرة بالتزامن مع تحجيم المعارضة الذي سيتتوج بالحسم العسكري للنظام السوري في حلب.
السؤال الكبير في هذه الأثناء يتعلق بمستقبل وحدة سوريا في ظل التطورات و فيما اذا كان نظام الأسد سيتابع انتصاراته ليكمل اعادة السيطرة على كامل الأرض السورية...
نظام الأسد يعلم أن سوريا الموحدة لم تعد خياراً على خارطة المنطقة و أن الامتداد الكردي خلف ستار الأحداث لا بد أن يتنهي إلى تجربة الحكم الذاتي في شمال العراق و قد لاحت نذره في الأفق قبل أشهر قليلة.
هل نشهد انسحابا مفاجئا لـ«داعش» من أماكن تواجدها في سوريا باتجاه الموصل؟ و هل يمتلئ الفراغ الذي تتركه «داعش» بالوجود الكردي؟
لننتظر و نرى...