أخر الأخبار
إيران لا تعترف بالشريف علي عراقياً !
إيران لا تعترف بالشريف علي عراقياً !

استهداف الشريف علي بن الحسين من قبل قوات «الحشد الشعبي» ، التي يقودها هادي العامري والتي يعتبرها العراقيون ، بمعظمهم إن ليس كلهم ، قواتا ايرانية تابعة لحراس الثورة وتأتمر بأوامر الجنرال قاسم سليماني الذي بات معروفا أكثر من الرئيس الإيراني حسن روحاني إن في إيران وإن خارجها ، يدل على مدى سيطرة الإيرانيين ، سيطرة مباشرة ، على هذا البلد العربي بحكم أن نحو ثمانين في المائة من أهله عرب وهذه مسألة لا يناقش فيها ولا يعترض عليها الا مناكف أو من لا يعرف حقائق الأمور في بلاد النهرين.
والهجوم الذي شنته قوات الحشد الشعبي على منزل الشريف علي بن الحسين لا يمكن أن يكون تصرفا فرديا لأحد قادة هذه القوات وهو لا يمكن أن يتم بدون معرفة هادي العامري الذي لا يحتاج إرتباطه بإيران وبحراس الثورة لا إلى أدلة ولا إلى براهين فهو نفسه لا ينكر هذا الإرتباط بل هو يتباهى به ويعلنه على رؤوس الأشهاد كما أنه يشن كل الحروب التي يشنها على مناهضي الإحتلال الإيراني للعراق حتى بإسم الولي الفقيه «المرشد الأعلى للثورة الإيرانية» على خامئني الذي له الولاء والطاعة وبلا أي نقاش من أتباعه ومن بينهم حتى المرجعيات العليا الذين وصلوا إلى مرتبة آية الله العظمى.
لقد طلب «المغيرون» من الشريف علي بن الحسين مغادرة العراق على الفور لأنهم لا يعتبرونه عراقيا ولأن هذا البلد العربي بات محرما على أيَ عربي لا يرتبط بتبعية لإيران وبالطبع فإن طلبهم هذا الذي أرفقوه بالتهديد والوعيد لم تتم الاستجابة له لا تلميحا ولا تصريحا فهذا الرجل عراقي بالوراثة منذ نحو مائة عام وهو لم يتخل عن هويته العراقية لحساب الجنسية البريطانية التي قبلها غيره من بعض الذين «يزايدون» عليه الآن بالانتماء العراقي وبالوطنية العراقية والذين لو توفر لهم عشر ما كان من الممكن أن يحصل عليه لتخلوا حتى عن دجلة والفرات وعن النجف وكربلاء... والكاظم والأعظم والعتبات المقدسة كلها !!
الشريف علي بن الحسين هو إبن خالة الشهيد فيصل الثاني الذي تفنن الرعاع والقتلة في سحله وسحل نوري السعيد الذي هو واحد من أهم رجالات القرن العشرين العرب وكان عمره عامين فقط عندما وقع ذلك الانقلاب الدموي «المشبوه» الذي باتت حتى غالبية العراقيين لا تذكره بالخير وباتت تتحسر على ما قبله بعدما مرَ العراق بكل ما مر به من ويلات ونكبات ومذابح ومآمرات وتأمر وانقلابات عسكرية ووجبات إعدام إختطفت أعمار أهم رموز ورفاق الحزب الذي أصبح مطية للأكثر استبدادا حتى من ستالين وكل الجلاوزة الذين عرفهم التاريخ.
لقد نجا الشريف علي ابن العامين من مذابح ذلك الانقلاب الدموي الأسود ، الذي سمي زورا وبهتانا ثورة لا يزال حتى بعض الذين دفعوا الثمن غاليا يحتفلون بذكراها السنوية حتى الان ، بأعجوبة وهو إنتقل مع أمه الى لبنان ثم الى بريطانيا حيث انضم لاحقا الى صفوف المعارضين للذين توكأوا على هذا الانقلاب وارتكبوا بعد وصولهم الى الحكم من الجرائم أكثر مما أرتكبه الذين سبقوه الى ان عاد الى وطنه العراق في مقدمة العائدين وهو يحمل وثيقته العراقية القديمة التي تشير إلى أنه من أم وابٍ عراقيين.
والسؤال هنا هو: كيف يقبل العراقيون الذين عاش أجدادهم وآباؤهم مع فيصل الأول وغازي وفيصل الثاني سنوات بلا مذابح جماعية ولا وجبات إعدام ولا زنازين الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود بأن يصل التدخل الايراني في العراق الذي لا عروبة بدونه ولا أمة عربية بدون شعبه الى هذا الحد... إلى حد الطلب من عراقي سليل المحتد بمغادرة وطنه ووطن آبائه وأجداده... وبأوامر وتعليمات قاسم سليماني.. هل يقبل العراقيون بأن يصل التعدي على سيادتهم وسيادة بلدهم إلى هذا الحد ؟... أحرام على بلابله الدوح... حلال للطير من كل جنس !.