أخر الأخبار
كيف تتحول الكراهية للحب
كيف تتحول الكراهية للحب

عمان - الكاشف نيوز

كثيراً ما يقال أن الثنائي المتحابين اليوم كان يكره أحدهما الآخر بشدّة. كانت هي لا تطيق شخصيّته وطريقة تعامله مع الآخرين وتصفه بالسمج، وكان هو يجدها فتاةً ساذجة، بسيطة، أو ربما قويّة، ولا تصلح لأن تكون فتاة أحلامه. يستمر الوضع على هذا المنوال، ومن ثم يتبدل كل شيءٍ فجأة. يصبح خصما الأمس عصفوري حبّ في قفصٍ قلبيٍّ واحد. هذا ما يعيدنا الى فكرة أن اتخاذ مواقف متحجرة وصارمة من المفاهيم والامور التي تصادفنا في الحياة هو مسألة خاطئة للغاية لا تؤدي سوى الى التقوقع والانغلاق على الذات. لكن الأسباب التي تدفع الثنائي الى الوقوع في الحب رغم العلاقة الاجتماعية او الشخصية السلبية التي كانت تحكم يومياتهما او افكارهما، قد تكون خارجة عن اطار المألوف وتدخل في خبايا نفسية ونماذج خاصة من الطباع التي يحكمها عنصر المزاجية في الخانة الاولى. وفي هذا الإطار، اليكم أبرز الأسباب التي تساهم في التقاء الخصوم على مائدة الحب.

• الكره كان ينتج من حبٍّ خفيّ هي معادلة منطقية مفادها أن الانسان لا يريد الاعتراف بالمشاعر الحقيقية التي تحوم حول عقله، لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بعدم تقبّله فكرة الوقوع في الحب أصلاً، او ربما لأنه رسم في عقله صورةً لفارس(ة) أحلامٍ مغاير. ويساق الفرد في هذه المرحلة الى اخفاء الاحاسيس التي تنتابه، حتى يأتي الوقت الذي لا يستطيع الاستعلاء عليها، فيسلّم للأمر الواقع ويتحول الكره فجأةً الى حبّ. في هذه الحالة نحن لا نتحدث عن كرهٍ صريح بل عن حبٍّ سبّب استعراضاً على اساس انه نوعٌ من الكره، لكنه في الواقع ليس كذلك. في غالب الأحيان، تنتهي هذه الأنواع من العلاقات سريعاً في حال لم تكن ناتجة من اقتناع ذاتي رغم المشاعر التي قد تكون عاملاً موقتاً. في هذه الحالة، قد تظهر مشاعر الكره من جديد، لكن هذه المرّة تتخذ طابع الجدية وليس الهزل.

  • الانتقال من النقيض الى النقيض هواية نتحدث هنا عن طبيعة او شخصية صعبة تتحكم بالفرد، ولا يستطيع السيطرة عليها، وهي تنتج اجمالاً من ترسباتٍ ماضية تلقي بثقلها على كاهله فيتحول الى انسانٍ متقلب الى درجة الانتقال من النقيض الى النقيض في ثوانٍ. قد تعكس هذه الحالة عدم استقرارٍ نفسي خصوصاً في حال قاربنا المسألة من زوايا علاقاتٍ اجتماعية. العلاقات العاطفية تدخل هي أيضاً في البازار، لكنها تبقى أقلّ تعقيداً عليها لأن منطق الحب يرتبط أحياناً بالتفرّد. وفي هذه الحالة، العودة الى النقيض من النقيض، احتمالٌ واردٌ في أي لحظة.

• الاحكام المسبقة… غلطة لن تستطيع التعرف إلى الآخرين الا في حال دخلت عالمهم الخاص. الحكم الاجتماعي المبرم الذي قد يصدر على اشخاصٍ لمجرد اطلاقه كارثة بحد ذاتها، لأنه ينذر بأن خيارات الفرد وقراراته غير صائبة. واذا كان الكره للشخص الآخر ناتجاً من حكمٍ مسبق، فإن الوقوع في حبّ الشخص نفسه ناتجٌ من نظرةٍ مسؤولة.