أخر الأخبار
لماذا تهديد العراقيين وإخافتهم بحزب البعث؟!
لماذا تهديد العراقيين وإخافتهم بحزب البعث؟!

لم يجد حيدر العبادي ،رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات العراقية المسلحة ، ما يحرض به على متظاهري المنطقة الخضراء، إلاّ بمن وصفهم بأنهم «بعثيون» يجب التصدي لهم والقضاء عليهم ويقيناً أنّ كل من سمع هذا الكلام لا بدَّ وأنه إستعان بإبتسامة عريضة إقتربت من حد «القهقهة» إستخفافاً بهذا الإدعاء الذي لا بُد وأنّ العراقيين كلهم قد إعتبروه إفتعالاً لمشكلة غير موجودة الهدف من إفتعالها تجنب الإعتراف بحقيقة أنَّ هناك صراعاً زعامياًّ داخل الطائفة الشيعية الكريمة وصراعاً بين العروبيين وبين  من ولاؤهم الأول والأخير للولي الفقيه.. لا بل لإيران الفارسية ، التي أصبح عنوانها حراس الثورة .. وقاسم سليماني .
إنه لا شك في أَّنَّ هناك إنتعاشاً لـ»البعث» في العراق.. وربما في دولٍ أخرى كان لهذا الحزب وجود ، وإن كبقايا الوشم في ظاهر اليد، فيها والسبب هو كل هذا الهجوم المتعدد الأطراف على العرب كعرب وعلى العروبة كإنتماء وهو كلَّ هذه الإختراقات التي حققتها إيران الفارسية وليس الشيعية في بلاد الرافدين وفي سوريا ، قلب العروبة النابض ، وفي لبنان من خلال هذا الحزب ، حزب نصرالله ، المذهبي الكريه.. وأيضا في اليمن الذي كان ذات يومٍ سعيداً.. وأصبح «تعيساً» منذ أن أصبح قائده وزعيمه الأوحد هو علي عبدالله صالح الذي ترقّى من مجرد»رقيب» صغير إلى جنرال بنياشين أكثر من نياشين المشير برنارد مونتغمري الذي كان أحد أبطال الحرب العالمية الثانية .
ربما أن بعض الاشقاء العراقيين يتحاشون الإعتراف بحقيقة أنّ هناك في بلاد الرافدين من أصبح «يترحّم» على صدام حسين وعلى أيام صدام حسين بعدما أصبح هذا البلد العربي «مقاطعة « فارسية يتحكم بـ»عربها» هادي العامري وقاسم سليماني والتنظيمات المذهبية التي يحاول الإيرانيون المصابون بـ»عقدة» العرب التاريخية الرد من خلالها وعلى أساس المعادلة التي أوجدها بول بريمر ومعه الذين جاءوا خلف جنازير الدبابات الأميركية على ذي قار وعلى القادسية وعلى تاريخ طويل من المفترض أن الإيرانيين يتمسكون به ويحترمونه لأنه كان تاريخ «شراكة» بينهم وبين أشقائهم العرب الذين برسالة الإسلام أخرجوهم من الظلمات إلى النور . 
الآن هناك في العراق «مكارثية» فارسية ضد العرب والعروبة  وتحديداً ضد العرب السنة الذين بقوا مستهدفين من قبل كل هذه الشراذم العرقية والمذهبية على إعتبار أنهم صدام حسين وأنَّ صدام حسين هُمْ وهذا جعل حال هؤلاء كحال المستجير من الرمضاء بالنار وجعلهم «يتحسرون» على مرحلة كانت قد وفَّرت لهم الإعتزاز بعروبتهم وكل هذا مع أن سلبياتها وأخطاءها وخطاياها هي من أوصل هذا البلد ، الذي يعتبر جدار الأمة العربية الشرقي ، إلى ما وصل إليه . 
هل يعقل يا ترى أنْ يصبح العربي حتى العربي العراقي، الشيعي والسني، في هذا البلد العراق:غريب الوجه واليد واللسان..؟ أليست هذه مهزلة من مهازل التاريخ؟... إنَّ هذا هو ما يجعل حتى الذين ذاقوا الأمرين والذين فقدوا أعزَّ  أعزائهم في المرحلة السابقة التي إمتدت منذ عام 1968  وحتى عام 2003 «يتحسرون» على هذه المرحلة ... ويتحسرون على «البعث» وعلى صدام حسين ... وإنْ على اساس :»ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى عدواًّ له ليس من صداقته بُد»!!
 كان على»الجنرال»!! حيدر العبادي القائد العام للقوات العراقية المسلحة (يا حرام) ألّا يستعين بـ»البعبع» البعثي لتحريض الناس على «الصدريين» الذين دأبوا على إجتياح المنطقة الخضراء منطقة بول بريمر لأن العراقيين العرب الأقحاح الذين يعتبرون أن العروبة هي كيانهم وهي هويتهم باتوا تحت ضغط ما قاسوه منذ الغزو الأميركي لبلادهم « يتحسرون « على صدام حسين وعلى أيام صدام حسين وإنْ من قبيل :»كالمستجير من الرمضاء بالنار « . 
لقد إنتهى البعث بنسخته القديمة .. لكن على هؤلاء الذين حوّلوا العراق العظيم إلى مستوطنة فارسية مثلها مثل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية أن يدركوا أن هذه اللحظة المريضة من التاريخ العربي سوف تنتهي في النهاية ومهما طالت وأن هذه الأمة العظيمة .. ذات الرسالة الخالدة سوف تنهض من هذه الكبوة كما نهضت من كبوات سابقة كثيرة .. وإن هناك أكثر من ذي قار وأكثر من القادسية على الطريق.. وإنَّ بلاد الرافدين لن تطول غربتها وإن سوريا ستبقى قلب العروبة النابض وإن اليمن سيعود سعيداً... وإن لبنان الكبير سيبتلع ضاحية بيروت الجنوبية .