أخر الأخبار
ليبرمان وزيراً للحرب.. أي كارثة تنتظر المنطقة؟!
ليبرمان وزيراً للحرب.. أي كارثة تنتظر المنطقة؟!

الشيء الوحيد المتغير في رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ، الالتصاق والتمترس خلف اليمينية والصلف والخداع والكذب في كل مرحلة  مثل سابقتها .
حالة نتانياهو تثبت كل يوم لاذرع الدبلوماسية الدولية ، وحتى في الخريطة السياسية الاسرائيلية يوجد شبه اجماع على ذلك .
«عين التطرف ومركزه»  يظهر جليا بضم نتانياهو للمتطرف ليبرمان وزيرا للحرب في حكومته فاتحا اوسع الابواب لتكون الحكومة الاسرائيلية الحالية الاكثر يمينية وتطرفا .
بعد ضم ليبرمان ما الذي تنتظره جهود السلام وما الذي تنتظره المنطقة باسرها ؟!
المشهد يقول بوضوح ان دولة مثل فرنسا، التي تسعى لاحياء جهود السلام  في هذا الوقت ، وسط ايحاءات وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ان واشنطن تعمل حتى اللحظة الاخيرة لاجل السلام ، ان ينظروا بعين التشاؤم الى مصير جهودهم التي ستأكلها نيران اليمينية الاسرائلية .
 نتيناهو، الذي لا يتردد بالرفض والتشدق بالخزعبلات والادعاءات الفارغة حيال جهود السلام ، يطلق ايضا مراوغات مخادعة استعدادا لحضور اجتماعات واتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اي مكان .
هذه المناورة الكاذبة هدفها فقط  اجهاض المبادرة الفرنسية وليس رغبة في استئناف المسار السلمي بتاتا.
وفوق ذلك وحتى لا يخرج نتنياهو من جلده ،  عيّن ليبرمان ، وزيرا للدفاع وكأنه يرى فيه ما لم يستطع ممارسته من يمينية وتطرف ، وهو في بداية النهاية لوجوده في الحلبة السياسية -اي نتنياهو–وان كانت هذه النهاية ليست على المدى الفوري كما ترى مصادر دبلوماسية.
توصف حكومة نتانياهو باليمينية المتطرفة وهو وصف دقيق لكن الاكثر دقة ووضوحا انه بعد تعيين ليبرمان وزيرا للحرب في اسرائيل فان كلمتي اليمينية والتطرف ربما تصبح مفردات معتادة في الوقت الذي سيتولى فيه صاحب الدعوات العدوانية البغيضة بقتل العرب في كل مكان وقصف السد العالي وتسوية قطاع غزة الى ملعب كرة قدم اخطر وزارة في سلطة الاحتلال الاسرائيلي.
يعيد تعيين ليبرمان الى اذهان المراقبين تعيين شارون في بداية الثمانيات من قبل مناحيم بيغن وزيرا للدفاع ، وفي كلا الخطوتين اليوم وقبل ثلاثة عقود ، فان سلطة الاحتلال وحكومتها تجاوزت النقطة التي تقع في اقصى اليمين لان تقبع في غياهب لا يمكن تصورها من الذهاب لاقصى العدوانية والدمار.
هناك من المحللين يلفت نتانياهو الى انه بوجود ليبرمان على راس وزارة الحرب فعليه التحوط لامكانية ان يرى دبابات ليبرمان تحاصر مكتبه في وقت ما ، دلالة على التسابق في التطرف واليمينية الجارية في صنع القرار الاسرائيلي.
رمى نتايناهو بعرض الحائط جهود احياء السلام كافة ، ولن يتعامل مع الجهود الجديدة بطريقة افضل، بل بمنتهى الفضاضة ابلغ رئيس الوزراء الفرنسي ، فالس بانه لاحاجة لمؤتمر باريس اذ ان العاصمة الفرنسية يمكن ان تكون مكانا للقاء ثنائي مباشر مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ليس اكثر.
وخلال الايام المقبلة عندما يجلس ليبرمان على يمين نتانياهو ، فانه يمكن قراءة (السلام على جهود السلام ) والاستعداد فقط لاجواء وخطوات كارثية ، وليس صحيحا وفق القراءات كافة ان ليبرمان على راس وزارة الحرب لن يكون ليبرمان السابق ، الصحيح انه ان كانت اقوال ليبرمان العنصرية العدوانية في السابق تسبق افعاله ، فان افعاله العدوانية ستسبق اقواله هذه المرة.
الى حين تدمير نتيناهو ما تبقى من اي قيمة او امكانية لاي جهد لاعادة احياء السلام المجمدة ، تتويجا لمسيرته السياسية ، فان التوقعات بان ليبرمان في ذلك الوقت سيكون في ذات المكان ليحل محل نتانياهو في رئاسة الحكومة ، هذا الاحتمال يشير الى مشهد اكثر مأساوية وكارثية ليس فقط للسلام بل للشرق الاوسط كله !!