أخر الأخبار
في الحرب الأهلية لا توجد عقيدة قتال قومية !
في الحرب الأهلية لا توجد عقيدة قتال قومية !

حتى الآن لا تعرف الأنظمة طبيعة العمل العسكري في مواجهة الارهاب، خاصة بعد ان ينغرس في المدن المكتظة. وحين نرى الدبابات المصرية، وجنود الجيشين الثاني والثالث في شمال سيناء، نتساءل: ألا توجد مخابرات «تعرف» تجمع الارهابيين، واسماءهم، ومكامنهم؟!. ألا توجد قوات عسكرية مدربة على قتال الشوارع؟!.
الجيش العراقي يحشد فرقتان حول الفلوجة، ومنها الدبابات والمدافع وطائرات سلاح الجو والحلفاء. وهذا النوع من الحشد سيدمر المدينة، وستكون ضحيته سكانها الذين تحولوا الى رهائن في يد الارهابيين.
الظاهر ان الجيش والأمن العراقي لا توجد فيه وحدات لقتال المدن، والا لما كان هناك حاجة الى تطويق المدينة من كل جهاتها،لان ذلك يمنع هرب المدنيين خارج نطاق المعركة. فاذا اضيف لحشد الجيش مجموعات الميليشيا المذهبية، وجنرالات ايران الذين فشلوا طيلة ثماني سنوات في مواجهة الجيش العراقي.. فاننا امام دمار كامل ومذبحة.. وتطهير عرقي.
والأميركيون في التأهب لاقتحام الرقة يدربون ويسلحون ميليشيات كردية لا عقيدة قتالية لها الا جغرافية «الوطن الكردي».. وهذا معناه تطهير عرقي، في مدينة كان يعيش فيها اكثر من مليون سوري.. والمطلوب الآن ان تكون جزءاً من كردستان سوريا. والغريب أن الأميركيين يرسلون جنودهم بلباس الباشمرجة حتى يمنعوا التطهير العرقي. وهذا نمط من الهبل الاستراتيجي.. فماذا كان سيتغير لو ان ضباطاً إيرانيين وجماعة حزب الله، وابو العباس كانوا مع الجيش السوري في حمص، او اللاذقية؟!.
لا رقابة من طرف ثالث على الحرب الاهلية في العراق وسوريا بغض النظر عن الاسماء والمسميات. فالعقيدة القتالية هي في سوريا عقيدة مذهبية، وعنصرية، وهي في العراق عقيدة عسكرية غير عراقية وقد تكون شيعية او سنية او كردية لكنها ليست عقيدة تبني العراق الموحد، او سوريا الموحدة.. وليست عقيدة الدولة المدنية التي تأمل شعوبها بان تكون دولة ديمقراطية.. نصف ديمقراطية.. ربع ديمقراطية.
الميليشيات ليست جيش الدولة. قد تكون جيش الحزب الشيوعي الذي قاده لينين، او تيتو، او ماوتسي تونغ، او هو شي منه. لكن توحد المقاتلين العقائديين هو الضمان للعقيدة القتالية التي تصنع الدولة.
.. في لبنان، لا يمكن لحزب الله ان يكون إلا جزءاً من جيش الولي الفقيه الإيراني. هو ليس رديفاً للجيش او جزءاً من الدولة اللبنانية ودستورها، ومؤسساتها الديمقراطية. فوجوده في الحكومة او في مجلس النواب يخدم نظرية ليست مجهولة. ويسميها حزب الله «بالثلث المعطل» جهاراً نهاراً.