أخر الأخبار
مع الحسين بن علي وموكب العروبة
مع الحسين بن علي وموكب العروبة

إذ كانت المناسبات التي تعرض للشعوب طبيعية في بعض الأحيان ليتخذوا منها وسيلة ذات مغزى يعلنون فيه مبدأ من المبادئ او يؤيدون فكرة من الفكر، فإن بعض الجماعات والشعوب الحية تخلق المناسات خلقاً وتبتكر الحوادث للإعلان عن مشاعرها والمطالبة بحقوقها والتذكر والتفكر بأيامها المجيدة. فلا ريب أن يكون الثاني من حزيران موكباً باسم العروبة والنهضة والثورة والخلاص، وهو يوم الحسين بن علي، رحمه الله فهو مطلق نهضة العرب، فقد كان رجل التاريخ واللحظة التاريخية التي رأى فيها العرب فرصة للخلاص من التتريك والاستبداد، نعم الحسين كان سيد المرحلة وسيد العرب، ومع أن البعض ظن بأن الصفحة الضخمة التي فتحها الحسين بن علي للنهضة والعروبة قد طويت بخذلان الغرب له وعدم التزامهم بوعودهم إليه، وأنه بنفيه إلى قبرص، فإن حلمه بالاستقلال والتحرر العربي سينفى معه. نقول لا، فاليوم يعود الحلم حضورا وواقعا في الأردن وارث النهضة العربية، ونقطتها المضيئة في الزمن الصعب، يجدد الأردنيون في هذا اليوم انتماءهم للعروبة عيشاً وفكراً وممارسة، وها هي راية الحسين بن علي ونهضته ترتفع في عمان، وها هو الأردن من خليج العقبة إلى نهر اليرموك يردد ذات المقولات الداعية للنهضة والاستقرار والمستقبل، وها هي حدوده تحاصر بالاضطرابات ولكنه لم يغلق الباب على لاجئ أو طالب حماية. هنا الأردن حيث ما زال الأردنيون على ذات الروح بالرغم مما اصابهم من تعب وفقر وتحديات. اليوم يدوي صوت الحسين بن علي من جديد، يرتفع الصوت ليس بصوت العرب ولا بجهدهم فقط، بل بعزم الأردنيين وقيادتهم، يرتفع بروح الحسين بن علي الحاضرة وهو المجاهد الأول عن العروبة، يرتفع بقبول التحديات والمواجهة مع الحاضر وظروفة القاسية، يرتفع بصوت جند الاردن كل صباح :الله الوطن المليك، يرتفع بجهد سيد البلاد الملك عبد الله الثاني،وعزم كل معلم وطبيب ورب أسرة يبذل لكي يبقى الوطن منيعاً آمناً. نعم عاش الأردنيون النهضة العربية بتمام قرنها، وهم اليوم في طليعة التعليم والمعرفة وفي الحرية، وهكذا كانت غاية النهضة فهي من أجل المعرفة والتنوير ورفض التخلف، وعاش غيرنا ممن اتهمونا ذات زمان بالرجعية والتبعية والعمالة للغرب، عاشوا وما زالوا في انتظار وعود التقدم والحرية وفي نفق من الظلام. نعم نحن اليوم نستعيد الزمان، ونستذكر المجد، والشهداء، شهداء الثورة وقادتها على أرضنها من الجفر والقويرة والعقبة والطفيلة ووادي موسى والأزرق وغيرها، ويحضر الجيش العربي بهياً مكللاً بالمجد وملتصقاً بالعروبة في أجمل حلة واجمل انجاز. فسلام على الجيش وراث النهضة العربية، وسلام على الحسين مفجر النهضة وسلام على قادة الثورة وابطالها من آل هاشم والعرب والأردنيين.