رام الله - الكاشف نيوز : منذ مجيء محمود عباس علي رأس السلطة الفلسطينية، في الخامس عشر من شهر يناير عام 2005، أصبحت دولة فلسطين “عزبة” خاصة لعائلتة يرتعون فيها كما يشاؤون.
وفي السنوات الماضية وحتي تلك اللحظة أصبح نجلا أبو مازن ياسر وطارق، يفعلون ما يحلو لهما في داخل فلسطين وخارجها كما لو كان والدهما “شمشون الجبار”، حيث يتدخلان في كل شيء، سياسة أو غيرها، بيزنز، زيارات خارجية إلي عدى بلدان بالرغم من عدم شغلهم اى مناصب رسمية، وكذلك ازداد ثرائهم بشكل فاحش على حساب الفلسطينيين.
يوم أمس الاحد وفي خطوة اثارت استهجان الشارع الفلسطيني أوفد عباس نجله ياسر مبعوثا شخصيا له للقاء سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء الكويتي، والذي استقبله بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء
ياسر عباس ياسر هو النجل الأكبر للرئيس السلطة محمود عباس، حصل علي شهادة شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ولاية واشنطن في عام 1983، وذلك بعد أن أمضى قبل ذلك عدة سنوات في إحدى جامعات كندا، التي لم يتمكن من الحصول منها على شهادة الهندسة.
ويحمل نجل “أبو مازن” جواز سفر فلسطينيًا وجواز سفر كنديا، وحسب سيرته الذاتية التي نشرها تحت إسم “ياسر محمود”، فإنه عمل في عدة شركات للبناء والإعمار من الثمانينات إلى التسعينات، قبل أن يعود الى رام الله في عام 97، ليبدأ بتأسيس شركته الخاصة. ويملك ياسر عباس شركة “فلكون” للتبغ، لبيع السجائر الأمريكية في الأراضي الفلسطينية.
وحسب صحيفة “تورونتو ستار”، فإن ياسر يرأس مجموعة “فلكون” القابضة، وهي شركة متعددة الأجنحة تملك الشركات التالية: فلكون للمشاريع الكهربائية والميكانيكية، وهي شركة تتعاقد لإنشاء مشاريع كهربائية وميكانيكية وتسمى FEMC، وأسست عام 2000 في غزة، ولها فروع في الأردن، وقطر، و الولايات المتحدة، والضفة الغربية، ونجح عمل هذه الشركة نجاحًا كبيرًا بمساعدة العم سام، وكذلك استلمت شركة عباس، من (USAID)، وكالة المساعدات الأمريكية في العام 2005، مبلغ مليون و890000 دولار لبناء مصارف للمياه العادمة في مدينة الخليل.
وحسبما يقول ياسر محمود عباس في سيرته الذاتيه، فإن شركة “فلكون” القابضة التي يملكها، تمتلك اذرع أخرى منها: شركة فلكون للإتصالات الدولية وشركة فلكون للإستثمارات العامة، ولا يعرف الكثير عن نشاطات هذه الشركة.
أما النجل الاصغر للرئيس عباس فهو قليل الظهور مقارنة بأخيه الأكبر، وحسبما تشير سيرته الذاتية فهو يتبع خطى اخيه حيث عمل في نفس الشركة التي عمل فيها شقيقه الأكبر في بداية التسعينات. والان يمتلك طارق شركة “سكاي” للاعلانات والتي كانت أرباحها في عام 2010 حوالى 7.5 مليون دولار وقد تلقت هذه الشركة مساعدة مقدراها مليون دولار من برنامج المساعدات الامريكية usaid لدعم الراي العام في الاراضي الفلسطينية لموقف الادارة الامريكية.
وكانت تقارير صحفية في مفاجأة من العيار الثقيل، كاشفه عن قيام طارق عباس، بشراء فندق ‘فور سيزون’ الذى يعتبر من أرقى الفنادق في العاصمة الأردنية عمان، بمبلغ 28 مليون دينار أردني .
وذكرت التقارير أن نجل عباس وقَّع عقد شراء الفندق برفقة رئيس مجلس إدارة ‘ فور سيزون’ وبحضور رجل الأعمال الفلسطينى الشهير منيب المصرى، ومجموعة من رجال الأعمال الفلسطينين والأردنيين الذين شاركوا بدعوة خاصة من مدير فندق ‘فورسيزونز’.
وكانت مجلة “فورن بولسي” الأمريكية نشرت تقريرًا عن ياسر نجل عباس، بشأن قيامه بسرقة اموال المساعدات الامريكية للسلطة الفلسطينية والاثراء غير المشروع.
وذكر موقع الصحيفة ان ياسر محمود عباس كان قد رفع ما يعرف باسم “قضية التشهير” على شنزر في أعقاب ما نشره في مقالة له في مجلة “فورين بوليسي” قبل حوالي عامين، الذي جاء فيه “أن هناك علاقة بين أعمال ياسر عباس المزدهرة وبين قوة عائلته السياسية”.
وتشير الصحيفة إلى “أن ياسر محمود عباس قد اعتاد بصورة منهجية على تهديد الصحفيين الذين يتحدثون عن أعماله بالمقاضاة، وقام بنفس الخطوة في قضية “شنزر”، وقد رفضت الصحيفة التي نشرت مقالة شنزر،
كما رفض الأخير بالتراجع عن الأقوال التي وردت في المقالة، مما حدا بياسر عباس لتقديم دعوى التشهير القضائية، وقال في الدعوى المقدمة “إنه ليس شخصية عامة مهمة كي يجري نقاشا لمدى طهارة أعماله”.
وتساءلت الصحيفة: “هل أبناء رئيس السلطة قد أثروا أنفسهم بتلك الأموال عبر علاقاتهم السياسية؟ وهل هناك قسم من دولارات دافعي الضرائب الأميركيين في ممتلكاتهم، هو جزء من النقاش الدائر؟”.
وأفادت الصحيفة “أن تهم الفساد في السلطة بصورة عامة وفيما يتعلق بأبناء أبو مازن بصورة خاصة ليست جديدة، وهناك معلومات مفصلة حول هذه القضية بأيدي جهاز المخابرات الإسرائيلية، بيد أن الجهات ذات العلاقة رفضت حتى الآن الإدلاء بأي تفاصيل خشية انهيار سلطة أبو مازن”.
وفي فضيحة فساد أخري لنجل عباس كشفت تقارير أنه تم تسوية بين غازي الجبالي، قائد عام الشرطة الأسبق الهارب من غزة، وبين ياسر نجل عباس، حصل بموجبها الأخير على 3 ملايين دولار، مقابل إسقاط كل تهم الاختلاس الموجهة للأول.
وأوضحت التقارير أن الجبالي، الموجود خارج فلسطين، منذ عدة سنوات، والذي كان متهما بالفساد المالي وسرقة ملايين الدولارات من خزينة السلطة الفلسطينية، توصل إلى تسوية مع ياسر عباس، تم تعيينه بمنصب مستشار لعباس، ومنحه جواز سفر دبلوماسي.
وأكدت التقارير أن هذه التسوية تمت عام 2008، وبقيت طي الكتمان لتجنب فضيحة حصول ياسر عباس على 3 ملايين دولار، ووقف الملاحقة لغازي الجبالي الذي دأبت وسائل إعلام “فتح” على نشر حكايات عن فساده المالي والأمني.
وأشارت التقارير إلى أن فساد أبناء عباس، أحد أبرز أسباب الخلاف بين القيادي محمد دحلان وعباس.
كثيرًا ما يتدخل نجلي عباس في السياسة حيث أطلق طارق عباس عدة تصريحات غريبة مؤخرًا، نجل عباس، طالب والده بحل السلطة الفلسطينية وتسليم مسؤوليات الضفة الغربية إلى الاحتلال الإسرائيلي. وكان أخر تدخلات نجلي عباس، هي زيارة ياسر إلي الكويت، حيث التقي سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء، وبحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك في قصر بيان.
وياسر عباس زار كازاخستان اكثر من مرة كمبعوث خاص حسبما قال مسؤول في ادراة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش انه ‘كان يرافق والده في الزيارات الرسمية’. وفي واقعة أثارت استياء الشارع الفلسطيني، كان ياسر محمود عباس نجل الرئيس انضم إلى الوفد الرسمي المشارك في القمة العربية الـ 25 التي افتتحت أعمالها في الكويت.
وظهر ياسر خلف والده ضمن الوفد الفلسطيني الرسمي الذي استقبله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في القاعة الرسمية التي تستضيف أعمال القمة.
وجذب هذا الظهور الانتباه رغم عدم تواجد ياسر لاحقا ضمن الوفد الرسمي خلف عباس أثناء انعقاد القمة. وظل ظهور نجل عباس نادرا لسنوات قبل أن يتخذ منحنى آخر منذ نحو عام فيما ظلت أعماله التجارية محل غموض وتكهنات في ظل توسع نطاقها بشكل متصاعد. وكذلك جذب ياسر الانتباه أكثر من مرة بسبب تصريحاته عن الشأن السياسي الفلسطيني،
حيث دعا والده خلال زيارتة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك اوباما، إلى حل السلطة الفلسطينية وتسليم مقاليد الأمور إلى الكيان الإسرائيلي في ظل ما اعتبره عدم وجود فرص حقيقية لتحقيق التسوية المنشودة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى درجة اصطحاب عباس لحفيده في زيارته الرسمية الأخيرة لنيويورك والتقى الحفيد بالرئيس أوباما.
وفي يناير الماضي أعلن عن فوز ياسر برئاسة أعرق النوادي الرياضية في الضفة الغربية (مركز شباب الأمعري). وسبق أن أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والنائب عن الحركة محمد دحلان أن خلافاته الحادة مع الرئيس عباس خلال العامين الأخيرين سببها توجيهه انتقادات إلى أبنائه وأنشطتهم التجارية وإستغلال نفوذهم أسوأ إستغلال.