أخر الأخبار
الدولة الاميركية مشلولة واوباما يندد ب”حملة” جمهورية “ايديولوجية”
الدولة الاميركية مشلولة واوباما يندد ب”حملة” جمهورية “ايديولوجية”
واشنطن - الكاشف نيوز : اتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما خصومه الجمهوريين في الكونغرس بانهم تسببوا الثلاثاء بشلل جزئي لادارات الدولة الاميركية عبر القيام ب"حملة ايديولوجية".
وحض اوباما في مداخلة في حديقة البيت الابيض الجمهوريين على وضع حد لهذا الشلل الذي بدأ ليل الاثنين جراء عدم توافق الكونغرس على قانون للموازنة.
واولى اثار هذا الشلل الاول منذ 17 عاما ظهرت في واشنطن ونيويورك او في الحدائق الوطنية.
وفي نيويورك، لم يتمكن الاف اسياح من الوصول الى ليبرتي ايلاند حيث يرتفع تمثال الحرية.
وقال شيرام باراميشوارن بغضب "وصلت البارحة من سياتل (شمال غرب الولايات لمتحدة)، اشتريت بطاقتي امس عبر الانترنت، كان يمكنهم ابلاغي وتعليق المبيعات".
وفي العاصمة الفدرالية حمل بعض الموظفين الذين طلب منهم البقاء في منازلهم، على نواب الكونغرس مثلما فعلت كريستين بوغمان في الخمسين من العمر الموظفة في وكالة حماية البيئة. وقالت لوكالة فرنس برس "كان امامهم ستة اشهر للتصويت على الموازنة لكن ذلك لم يكن كافيا على ما يبدو! ليس كافيا ابدا".
وكان امام حوالى 800 الف موظف اعتبروا غير اساسيين من اصل اكثر من مليونين، اربع ساعات صباح الثلاثاء للتوجه الى مكاتبهم وترتيب شؤونهم والغاء اجتماعاتهم والعودة الى منازلهم من دون ضمان بقبض رواتبهم مع مفعول رجعي.
ومن وزارة الدفاع الى وكالة حماية البيئة، طلب من كل الهيئات الفدرالية خفض عدد العاملين لديها فورا الى الحد الادنى. ويعمل البيت الابيض مع 25 بالمئة من فريقه وتوقفت هيئة الاحصاء الاقتصادي عن العمل ولهذا السبب لن تنشر معطيات مرقمة بشان القطاعات الاقتصادية.
ومن النتائج الاخرى للشلل ان المدافن العسكرية الاميركية في العالم حيث سقط جنود اميركيون في الحربين العالميتين الاولى والثانية وخصوصا اثناء الانزال في النورماندي اقفلت بدورها موقتا.
واستثني من الاجراء الامن القومي والخدمات الاساسية مثل العمليات العسكرية والمراقبة الجوية والسجون.
وعلى الرغم من مداولات مكثفة بين مجلس الشيوخ حيث الغالبية من الديموقراطيين وبين مجلس النواب حيث الغالبية من الجمهوريين، لم يتم تبني اي مشروع قانون مالي في الوقت المحدد مع بدء العام المالي 2014 الذي بدأ عند الساعة 00,00 الثلاثاء (04,00 ت غ الاثنين).
وبلغ الفشل اوجه بعد 33 شهرا من المواجهات بشان الموازنة بين الديموقراطيين والجمهوريين الذين استعادوا السيطرة على مجلس النواب في كانون الثاني/يناير 2011 بعد انتخاب عشرات النواب من حزب الشاي الشعبوي.
لكن توقف وكالات الدولة الفدرالية عن العمل لن يكون له سوى انعكاس محدود على اكبر اقتصاد في العالم خلافا لما يمكن ان يفعله مأزق مستمر حول زيادة سقف الديون. وينبغي ان يخضع هذا الامر لاتفاق بحلول 17 تشرين الاول/اكتوبر والا فان الولايات المتحدة لن تتمكن من مواجهة اي من واجباتها المالية.
ورفض الجمهوريون في مجلس النواب التصويت على موازنة لا تلغي تمويل اصلاح الضمان الصحي الذي يعتبر النقطة الرئيسية في البرنامج الاجتماعي للرئيس.
ورفض مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه حلفاء اوباما الديموقراطيون هذه المحاولات.
الا ان احد الاوجه المهمة من هذا الاصلاح دخل حيز التطبيق الثلاثاء حيث بات بامكان ملايين الاميركيين الذين لا يتمتعون بتغطية طبية ان يسجلوا اسماءهم على الانترنت للاستفادة من تغطية صحية مدعومة اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2014.
واغتنم اوباما فرصة مداخلته للاشادة مرة اخرى بفوائد هذا لاصلاح الذي نشر في 2010 واكدته المحكمة العليا في 2012.
واضاف اوباما ان "هذا الشلل الجمهوري كان يمكن تفاديه، اريد ان يفهم كل الاميركيين لماذا حصل". وقال "لقد اصابوا الحكومة بالشلل باسم حملة ايديولوجية لمنع ملايين الاميركيين من امكان الحصول على العلاج بكلفة معقولة".
واثار اول يوم تسجيل من جهة اخرى حركة دخول كثيفة جدا على العديد من المواقع.
وفي ولاية نيويورك حيث اكتظ موقع التسجيل، سجل مليونا زائر في الساعتين الاوليين من بدء التسجيل و"شجع" المسؤولون مستخدمي الانترنت على المحاولة لاحقا عندما يتم حل هذه المشاكل.
وقبل بضع ساعات من تنديد اوباما ب"حملة ايديولوجية" يشنها برايه الجمهوريون، اعرب رئيس مجلس النواب جون بوينر عن اسفه لان مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديموقراطيون "ما زال يرفض عرضنا".
ورفض مجلس الشيوخ الاميركي مجددا طلبا من مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون يتعلق بالموازنة صباح الثلاثاء ذلك ان العديد من النواب اعتبروا ان حل الازمة غير مرجح في الايام المقبلة.
وتبنى مجلس النواب ليل الاثنين الثلاثاء مذكرة ترمي الى دعوة اللجنة التي تعادل اللجنة المختلطة المتساوية التمثيل بين اعضاء في مجلس الشيوخ واخرين من مجلس النواب، الى الاجتماع لوضع تسوية بهدف تمويل الدولة الفدرالية طيلة بضعة اسابيع.
ولجهة الراي العام، فان اسطلاع كينيبياك اشار الى ان 77 بالمئة من الاميركيين يرفضون اللجوء الى اقفال جزئي لانشطة الدولة من اجل تجميد تطبيق اصلاح الضمان الصحي.
الا ان الشلل الموقت للدولة الفدرالية لم يؤثر على الاسواق المالية الرئيسية في العالم. وبدأت وول ستريت يوم العمل بزيادة طفيفة جدا في غمرة البورصات الاوروبية والاسيوية. لكن الاسواق بقيت حذرة عبر التركيز على موعد 17 تشرين الاول/اكتوبر بالنسبة الى سقف الديون.