أخر الأخبار
طفح الكيل
طفح الكيل

مر الأردن خلال الفترة الماضية بحالة حزن ووجع  , بسبب الحوادث المرعبة التي مرت بهذا الحمى العربي والذي يتمنى له البعيد قبل القريب الصمود والبقاء مرفوع الرأس امام هذا الانفلات والدمار العربي ,  وكم شعر الاردني بالفخر والعزة بما كتبه الاخوة العرب ودفاعهم عن الاردن ووقوفه مع اللاجئيين من غالبية دول الوطن العربي , بقي الاردن على قدر الطموح على مستوى شعبه والمستوى العربي وحتى العالم الخارجي راهن بكل قوة على هذا الدور في الوقوف الى جانب القضايا العربية  , وكان يكلف بمهمات غاية الصعوبة في سبيل العمل المشترك للخلاص من معضلة التطرف والطائفية وينجح باستمرار في تادية مهماته الانسانية .
للأردن أمكانيات يستطيع من خلالها أن يحمي حماه ويذود عن شعبه بكل قوة ومسؤولية , ولكن الحس الانساني ودولة البعد الحضاري يطغى ويفوق , من هنا يستطيع المراقب للاوضاع في الاقليم ادراك الحمل والعبء الكبير على عاتق الدولة الاردنية , وكم هو مكلف هذا الحمل على جميع الاصعدة , وقد وضع الاردن العالم الخارجي  في صورة تكلفة الملف السوري على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وعانى الاردني من مزاحمة أخيه السوري في رزقه ومصادر عمله وتحمل رغم انسحاب كثير من الجهات الدولية المهتمة بألشان السوري , وعمل بكل طاقاته على التوفيق بين قيمه واخلاقه وبين وضعه الاقتصادي والاجتماعي .
 حادثة الاعتداء الاخيرة على الحدود الاردنية من خفافيش الليل واصحاب الحقد الاسود على أفراد الاجهزة الامنية والتي وجدت لاجل فئة ضعيفة تحاول النجاة من حرب لا تفرق بين طويل وقصير وبين شاب وعجوز , كان دورهم وعملهم تسهيل مرور كبار السن وصغار السن ومداواة الجرحى وحملهم على الاكتاف في حال عجزهم عن المشي , قبل الاردن التعدي على الملف الاقتصادي والاجتماعي وخطف فرص العمل من الاردنيين أما ان يبلغ الامر التعدي على الوطن , والوقوف نداً للدولة الاردنية من قبل منظمات وعصابات متطرفة تعلم جيداً بان الاردن عندما يجد الجد هو كالصوان وصغيره يضحي بروحه ويقف في صف وطنه هكذا تربى الاردني منذ صغره , ولذلك برأيي قد طفح الكيل بعد ازدياد الاحداث وتنامى الغضب الداخلي على هؤلاء الشرذمة والعصابة التي تحاول ان تجعل لها موطئ قدم في بلد عندما يكشر عن أنيابه لا يأبه بكل السياسات  التي تهدف الى الاستكانه والتماشي مع خطط هدفها جر الاردن الى ساحات القتال وجعله قطاع حربي , لقد وصل الامر الى درجة التمعن جيدا واعادة النظر بكل خطواتنا السابقة , بل وقف هذه الخطوات واعلام شركاء الملف السوري والعاملين على معالجته بان الاردن بعد الاحداث الاخيرة في حل وسيدافع عن حماه .
المواطن الاردني يحق له الخوف على وطنه والتفكير بصوت مرتفع , بعد كل تلك الاحداث في العراق وسوريا وتضييق الخناق على عصابة داعش , هل سيكون المعبر الانساني واللاجئون هو سبيلهم للنفاذ الى الساحة الاردنية وتمرير خلايا انتحارية للقيام بأنشطة متطرفة داخل الاردن , أما وقد وصل الامر الى هذا الحد على دولتنا عليها ان تعلن وبكل لغات العالم بأن الاردن قام بدوره وبكل مسؤولية وضحى برزق مواطنية , على المنظمات الدولية والامم المتحدة بالذات تفعيل أدواتها لانهاء اللعبة الاممية ووقف الشحن العالمي لاطراف النزاع في الشرق الاوسط .