أخر الأخبار
العداوة تنقلب لتفاهمات: تركيا وروسيا
العداوة تنقلب لتفاهمات: تركيا وروسيا

بعد شد وتصعيد في علاقات الدولتين إثر حادثة اسقاط قوات الدفاع الجوية التركية لطائرة سوخوي 24 روسية، في 24 نوفمبر 2015، يعود الطرفان للجلوس معاً، عقب اعتذار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لنظيره الروسي، ويعتبر وزيرا خارجية البلدين في منتج سوتشي أن العداوة السابقة انقلبت إلى تفاهمات حول المسألة السورية وضرورة الحل السياسي في سوريا. لم يتوقع الاتراك أكثر مما قدمه رئيسهم في الفترة التي صمدها في تمنعه عن محادثة الروس وتكرار وعده ووعيده، مع أنهم راهنوا على صلابة موقفه وتهديده بانتقام آخر إذا تكرر تغول الطائرات الروسية باتجاه الأراضي التركية، روسيا أيظاً لم تتقدم أكثر في التصعيد،وهنا أخذت اللعبة السياسية تتحرك، في ظل تعسر الحل السوري وفي ظل تنامي التهديد الإرهابي لتركيا التي شهدت حوادث مفجعة في الشهور الأخيرة وآخرها تفجير مطار أتاتورك. البعض رأى أن خطوة الاعتذار التركي غير مبررة، وأن أردوغان لم يصمد كثيرا، وجر بلاده لمواجهة خاسرة من الأصل مع السيد بوتين، وأنه في النهاية كان  عليه أن يصغي للقوى المتضررة من سياسته، وينحني لصلابة الموقف الروسي الذي عبر عنه الرئيس بوتين بعدم رفع العقوبات والقطيعة بدون اعتذار رسمي، هنا وضع القيصر الجديد كل مصادر قوته في سبيل رد الاعتبار، وقد حدث ذلك له، ولكن أيضا لروسيا مصالح متبادلة مع تركيا في طي صفحة الخلاف. هنا أيضا يؤخذ عامل البرود في العلاقات الروسية الإيرانية، برغم أنه تعاظمت ايجابيا في بداية العام وشهدت زيارة بوتين لطهران واهداء المرشد الأعلى نسخة من صورة عن مصحف قديم، لكنها في ظل التعنت الإيرني في المسألة السورية وفي ظل تخوفات إيران من وجود روسي دائم في الساحل السوري باتت فاترة أكثر، وفي جانب معادلة الصراع تقرأ خطوة الاعتذار التركية في ظل التوتر على الحدود الإيرانية مع اكراد كردستان ومع تزايد تهديدات أكراد تركيا في تصعيد نظالهم ومواجهتم للسلطات التركية التي لا تريد حربا جديدة أيضا في الجنوب. الرئيس أردوغان برأي البعض بدا براغماتيا بشدة، تحركه مصالح بلاده ومصالح الاقتصاد بالدرجة الأولى والأمن، وهو متحالف مع قوى اقليمية، ووقع اتفاقا مع اسرائيل أيضا، لعودة العلاقات المنقطعة منذ ست سنوات، بما يجعله أكثر واقعية، وأكثر رغبة بتقليل أعداد  بلاده، وهو أمر لا يراه خصومه جديرا بالتقدير، بيننما يحسبه مؤيدوه له.