أخر الأخبار
نتنياهو ..”طرزان أفريقيا” المعاصر!
نتنياهو ..”طرزان أفريقيا” المعاصر!

لا نعتقد أن "قادة الأمر" في بلادنا المنكوبة حكاما ومريدين، أنظمة وفصائل، من كل أطياف مسميات اللغة التي باتت غريبة بلحنها وعمقها ودلالاتها عنهم، لم يعلموا أو يقرأوا عن زيارة رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، بيبي نتنياهو الى القارة السمراء، بعد "حرمان سياسي" على دولة الفصل العنصري الحديث، وآخر كيانات الاحتلال والارهاب المنظم.. نتنياهو، يعلم تماما قيمة وأهمية تلك الزيارة، والتي هي أول زيارة لرئيس وزراء من الكيان العنصري للقارة الأفريقية منذ عشرات السنين، حيث كانت تلاحق في حينه، باعتبارها الحليف الأبرز لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ولا غيرها كان يجرؤ على إعلان علاقته بذلك النظام، عسكريا وأمنيا وإقتصاديا، "تعاون في سياق التماثل العنصري"، توافق في الممارسة والفكر، لذا ما كان يجرؤ أي من قادة الاحتلال في حينه التجول في القارة التي كانت "عمقا للحركة التحررية العربية من زمن ناصر"، ولاحقا من "زمن ياسر عرفات"، الذي كان يستقبل في كل منطقة فيها كرمز لها قبل أن يكون رمزا لشعب فلسطين.."برذر عرفات - الأخ عرفات" "افريقيا قارة صاعدة، بعد عقود يمكنني القول إن إسرائيل عادت إلى افريقيا وأن افريقيا عادت إلى إسرائيل"، جملة "قالها رأس الطغمة الفاشية - العنصرية نتنياهو لدى وصوله الى أوغندا، واختار تاريخا لتلك "الزيارة التاريخية" كما وصفها، مرور 40 عاما على مقتل شقيقه الإرهابي في عملية عنتيبي الشهيرة عام 1976.. نتنياهو، بلا إضاعة للوقت استخدم موضوع الأمن، كفاتحة لرحلته، وعقد قمة مصغرة لبحث "المسائل الأمنية"، مقدما كيانه أنه الأكثر أمنا في المنطقة، والأكثر خبرة والتي يمكن أن تقدمها للدول الأفريقية..وبالتأكيد سيكون اتفاق روما التركي الاسرائيلي "نموذجا" له تسويقا لما سيقول. وبالتأكيد، سيكون مشهد الارهاب العام في منطقتنا المنكوبة، سلاحا "تبيضيا" لسمعة الكيان وقوته، وسيكون هو "البديل الآمن" عن الدور المصري خلال فترة النمو التحرري العام في القارة الأفريقية، وبالتالي ستصبح دولة الكيان "الحارس الأمين" للقارة الأفريقية..وهو ما يفسر جزءا من العبارة النتنياهوية "اسرائيل عادت الى أفريقيا..". وبالقطع، البوابة الأمنية ستفتح كل الأبواب أمام تطوير العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين الكيان والقارة الأفريقية، بما يسمح بترجمة عبارة نتيناهو ".. افريقيا عادت إلى إسرائيل"..عبر الشركات الاسرائيلية ورجال الأعمال الموالين لها، او المنتمين للديانة اليهودية بفكر صيهيوني، لترسيخ علاقات إقتصادية بكل ما يبنى عليها من علاقات ومواقف سياسية - ثقافية، إجتماعية وأثر ذلك على الرؤية المقبلة لشعوب القارة من قضية الصراع في المنطقة والموقف من الاحتلال الاسرائيلي والقضية الفلسطينية.. قديما خلال زمن الخالدين جمال عبد الناصر وياسر عرفات، كانت القارة الأفريقية "محررة" من النفوذ الصهيوني وكانت أي بلد تقيم صلة ما أو يكتشف أنها على صلة ما بذلك الكيان العنصري تقوم قيامة شعوب القارة قبل قادتها.. نجخ ياسر عرفات بلا أموال وثروات طائلة ان يبني جسورا تعيش في ذاكرة شعوب القارة، قبل شعب فلسطين وشعوب الأمة، كان لا ينقطع عن التواصل مع شعوبها، زائرا بدرجة مقيم، يقدم "العون الممكن" بما بقدرات الثورة والمنظمة، كان دائم تحفيز الأشقاء على تحويل رأس المال الإستثماري نحو القارة التي كان يعتبرها "منجم الذهب السياسي والاقتصادي"، وبها سيكون "ربح وفير" وستتراكم "ثروات رجال الأعمال" أضعافا عنها من تلك الذاهبة للإستثمار في الغرب الاستعماري.. الآن، هل يتذكر الفلسطيني متى كانت آخر زيارة للرئيس محمود عباس لدول أفريقية، وما هو شكل العلاقة معها، ودور الديبلوماسية الفلسطينية في محاصرة دور الكيان المشبوه.. بالتأكيد، لا مقارنة بين زمن الزعيم الخالد وزمن الرئيس الراهن، ولكن هناك بعضا مما يمكن عمله أو يمنح شعوب القارة أملا بأن رئيس فلسطين، خليفة ياسر عرفات لا زال يحمل لهم الخير والوفاء لما كان لهم من مواقف خالدة لدعم الثورة والدولة والمنظمة..وليت وزارة الخارجية الفلسطينية تعمل كشفا بآخر تصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 حول قرار الاعتراف بدولة فلسطين عضوا مراقبا، القرار التاريخي 19/ 67، ليعلموا أن غالبية دول القارة كانت لفلسطين ومعها وفاء لوفاء الخالد معها.. بعد شهر وليس أكثر، سنرى خريطة التصويت على اي قرار له صلة بفلسطين القضية، وانتقال حركة الأيدي بعد أنتقال حركة الأرجل .. ربما لا زال هناك أمل في حركة سريعة لتطويق آثار حركة الكيان، تبدأ بتعزيز دور المقاومة الشعبية الشاملة في الضفة والقدس، وتعزيزها بروح كفاحية في قطاع غزة، لتكون الرسالة الفلسطينية أن أمن الكيان بيد أهل فلسطين..تحتاج انتفاضة عمل وروح وثقافة للرسمية الفلسطينية، وإعادة سبل التواصل معها كما هي مع غيرها الإوروبي الأمريكي على الأقل.. لتبادر فلسطين بالتنسيق مع مصر لبحث سبل مواجهة الخطر الصهيوني على القارة الأفريقية..وسبل ذلك كثيرة..المهم التحرك، ولتبدأ بترتيبات عقد قمة عربية افريقية للجانب الإقتصادي - الاستمثاري.. الأهم بداية الحركة وليس البقاء في إطار حركة "اللطم والندب وانتظار المصير"..للحفاظ على لقب "برذر عرفات بدلا من أن يصبح "كوماريد بيبي"! ملاحظة: كشفت وسائل اعلام عبرية الصفقة المالية السرية في اتفاق روما التركي الاسرائيلي، ويبدو ان بعض من السلطة في رام الله متورطين في تلك الصفقة مقابل رشوة ما..هذا بلاغ للنائب العام للتحقيق بما نشر..كتل المجلس التشريعي لن تلتق والسبب معلوم جدا! تنويه خاص: أصدرت "حماس" بيانا فجر الثلاثاء دانت فيه العملية الانتحارية قرب الحرم النبوي الشريف..البيان جاء متأخرا جدا، ربما بعد تدخل قطري، لكن الأهم أن بيان حماس لم يصف العملية باعتبارها " إرهابية" بل وصفها بـ"الإجرامية"..والفرق أوضح من واضح..فلما يا قيادة حماس!