عمان - الكاشف نيوز : قال القيادي في حركة "حماس"، د.أحمد يوسف، إن "الانتخابات الداخلية للحركة ستجري خلال الفترة الواقعة بين نهاية العام الجاري وبداية العام القادم، وسط غياب خالد مشعل عن قيادة المكتب السياسي، بدون مبارحته للمشهد العام".
وأضاف يوسف، لصحيفة "الغد" الأردنية، إن الانتخابات "ستجري وفق تقديم البرامج، بدلا من الاعتماد على المكانة الشخصية ورصيدها، فحسبّ، كما ستطرح أفكار ووجوه جديدة إلى واجهة المكتب السياسي، لإعادة صياغة الرؤية حول القضايا الحيوّية ومفاعيل العلاقات العربية، بدون استبعاد حدوث مراجعات خلال المرحلة المقبلة".
ونوه إلى "تحرك داخلي ونقاش دائر حول استحداث منصب الأمانة العامة للحركة، مما يسمح ببقاء مشعل ضمن منصب ثابت ومستمر، ويتيح الإستفادة من ثقل خبراته وإمكانياته المعتبرّة، في ظل ما يحظى به من إجماع داخلي ومكانة خارجية رفيعة".
وأوضح بأنه "وفقا للوائح الداخلية النافذة، والمجمّع عليها من مكونات الحركة مؤخرا، فإن مشعل خارج نطاق المنافسة على قيادة المكتب السياسي عقب انتهاء دورته الثانية، بما يستدعي تولية شخصية أخرى لمهام المسؤولية، ولكنه يستطيع الترشحّ مجددا غداة استكمال الدورة القادمة".
وقال إن مشعل "لن يغيب عن المشهد العام، فقد يكون الرجل الثاني في هيكلية المكتب السياسي، أي نائب الرئيس، أو رئيسا لمجلس شورى الحركة، إزاء علاقاته الداخلية المحمودّة والخارجية الوازنة، وإما أن يشغل منصب الأمين العام للحركة، لدى استحداثه".
كما يتطلع (مشعل) "لمنصب قيادي يستطيع من خلاله العمل لخدمة القضية الفلسطينية، والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني، ووحدة الصفّ الإسلامي، إزاء رؤية استراتيجية للتحرك ضمن الصفّ العربي الإسلامي تجاه المشروع الإسلامي، ولعب دورا معتبرا في تجميع الصفّ الإسلامي وإجراء الحوار مع الجميع، لاسيما مع تمزق الحركة الإسلامية وتشتت شملها وانقسام القيادات الإسلامية".
واستبعد ترشّح مشعل لقيادة منظمة التحرير؛ مضيفاً إنه "في ظل استمرار حالة الانقسام بدون توّقع انفراجة قريبة في المصالحة، وفي ظل منظمة شبه معطلة، فإن منصب رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، الذي طرحته بعض القيادات الوطنية والإسلامية، يصبح تطلعاً بعيد المنال".
وأوضح يوسف بأن الحركة تشهد "حراكاً نشطاً للتحضير للعملية الانتخابية، التي تجري ضمن دوائر الخارج والداخل في كل من قطاع غزة والضفة الغربية وسجون الاحتلال الإسرائيلي، كما تشهد منافسة على قيادة المكتب السياسي من قبل بعض الشخصيات".
واعتبر أن "طبيعة الحركة وحاجتها للتحرك في الساحة الخارجية، تجعل من القيادي فيها، موسى أبو مرزوق، من أكثر الوجوه الجمّعية قوة وقبولا، فيما يعدّ (نائب رئيس المكتب السياسي) إسماعيل هنية ضمن الأسماء المنافسّة والمترشحّة، والتي لها مسيرتها وتاريخها".
وتابع قائلاً أن "قيادة الحركة يجب أن تكون في الخارج، لسهولة التحرك وبناء العلاقات"، بينما "يتمتع أبو مرزوق بالفرصة الكبيرة".
وبيّن أن "الحوارات ما تزال مستمرة داخل الحركة، إلا أن المجالس الشوريّة صاحبة القول الفصل في متطلبات المرحلة القادمة، نظير الأحداث والتفاعلات الجارية ضمن المشهد الإقليمي العربيّ المضطربّ".
وأشار إلى أن "المكتب السياسيّ الجديد للحركة سيصّيغ طبيعة العلاقات العربية الإقليمية وأولوياتها"، مؤكدا على أهمية "استعادة العلاقة وتوطيدّها مع الأردن، بحكم العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين، ومكانة الأردن ودوره المركزّي في المنطقة".
وقال إنه "بالرغم من تلبسّ زيارة مشعل وبعض القيادات للمملكة جانبا إنسانيا، إلا أن "حماس" معنيّة بتطوير العلاقة البينيّة وتعزيزها".
وأكد حيوّية "ترتيب العلاقة مع مصر، عبر تجاوز الخلافات اللاحقة بمتغيرات المشهد الداخلي المصري، عقب العام 2013، صوبّ بناء علاقات وطيّدة، بحكم مكانتها الاستراتيجية المركزية، وتاريخية رعايتها وانشغالها بالقضية الفلسطينية، وسعّيها لتأكيد عروبتها بوصفها قضية الأمة العربية الإسلامية".
وتحدث يوسف عن أهمية أن "لا يكون الإرتباط التاريخي للحركة مع الإخوان المسلمين، ضمن إطار الأمة العربية الإسلامية، حجرّ عثرّة أمام استعادة العلاقة مع مصر لعافيتها"، مبيناً أن "هناك مبادرات لتحقيق المصالحة بين النظام المصري وألإخوان بما يخدم القضية الفلسطينية".
وقال إن "حماس" لا تتنكر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وإنما لا وجود لأي ارتباط تنظيمي أو إداري معها"، مشدداً على "وقوف الحركة إلى جانب أمن واستقرار الدولة المصرية". وعبّر عن أمله في "تحقيق مصالحة بين الدولة المصرية وتيار الإخوان"، مقدّراً "بعدم إمكانية تجاهل حركة كبيرة تعيش حالة من التغيير داخل جسمّها وقضية الفصل بين السياسي والدعوي، باعتباره حديثاً دائراً داخل المجالس".
وأشار إلى حيوّية "العلاقة مع إيران، بحكم كونها دولة مركزية في المنطقة لا يمكن تجاوزها، ولها دور في مستقبل الصراع العربي – الإسرائيلي"، مبيناً بأن "الحركة معنية بالحفاظ على مسافات متساوية مع الجميع وعدم خسارة أحد".
واستبعد وجود لقاءات قريبة بين حركتي "فتح" و"حماس"، معتبراً أن "الكرّة الآن في ملعب الرئيس محمود عباس، الذي أضاع فرصة ترتيب اللقاء مع مشعل في الدوحة، مؤخراً، بينما تكمن الإشكالية في وجود بعض الأشخاص حوله ممن لا يفكرون بالمصلحة الوطنية العليا"، بحسب قوله.
وأكد يوسف ضرورة "تحقيق المصالحة" في ظل العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني"، معتبراً أن "كلا الحركتين تتحملان مسؤولية عدم إنجازها، إلا أن الجزء الأكبر منها يقع على كاهل موقع الرئيس بحكم موقعه ككبير العائلة الفلسطينية وعمادة خيمة الاستقرار".