أخر الأخبار
لبنان الفروج المنتوف
لبنان الفروج المنتوف

 

راجح الخوري
في "قمة المانحين" التي عقدت في الكويت بداية السنة لبحث السبل الكفيلة بمواجهة مشكلة اللاجئين السوريين، تحدثت فاليري آموس عن "وضع كارثي يتدهور في شكل مخيف"، هذا الوضع صار الآن مرعباً، وخصوصاً في لبنان الذي ينوء تحت أعداد اضافية من السوريين الفارين، تكاد تتجاوز نسبة 30 في المئة من عدد سكانه، وهو أمر غير مسبوق في التاريخ .
عندما قال رئيس البنك الدولي جيم يونغ - كيم يوم الاربعاء الماضي "ان لبنان يتجه الى الكارثة"، كان يستند في تقديره الى ارقام غير صحيحة، مفترضاً ان لبنان يتحمل أوزار 760 الف لاجىء، اي ما يعادل نسبياً 56 مليون لاجىء يصلون الى اميركا كما قال، بينما بات عددهم يتجاوز مليوناً ونصف مليون، اي ما يوازي نسبياً 130 مليون لاجىء يهبطون على اميركا، بما يعني في النهاية اننا نتجه الى عملية تدمير امنية اقتصادية اجتماعية ستقلب التوازن الديموغرافي في البلد وترسّخ في النهاية مشكلة مدمرة، اين منها مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً ان قسماً من السوريين الذين وجدوا ابواباً للرزق في لبنان لم تكن متوافرة لهم في بلدهم لن يعودوا، وكذلك الذين دمرت بيوتهم من الصعب عودتهم، ولهذا لا أتردد في القول تكراراً ان لبنان بات اشبه بعبّارة كبيرة لن تلبث ان تغرق كما غرقت العبارة في اندونيسيا!
كل هذا في كفة وما يمكن ان يسمعه الوفد اللبناني الذاهب الى اجتماع صندوق النقد الدولي بعد ايام في كفة، وخصوصاً ان المديرة الاقليمية للبنك الدولي انغر اندرسن التي زارتنا لبحث سبل مساعدتنا على مواجهة اعباء اللاجئين، ستكون اول من يطرح على الوفد اللبناني السؤال عن قصة "فروج الدجاج المنتوف ... والكسّارة نقيض الحضارة"، او بالاحرى عن تلك الفضيحة الموصوفة التي ستدفع المانحين الى التساؤل:
الى هؤلاء الوزراء الشتّامين والمسؤولين الفضائحيين سنقدم المساعدات؟ الى بلد مشلول على شفير كارثة، ولا يتوانى بعض من وزرائه عن الانحدار الى التراشق بالاتهامات بالسرقة والسطو على المال العام، والتهرب الوقح من دفع الضرائب يمكن ان نقدم الدولارات؟ الى برميل الفساد المثقوب سنضخ التبرعات، ومن الذي سيمنع وزراء من هذا الطراز من سرقتها فلا تصل الى اللاجئين؟ وكيف الاطمئنان الى ان الذئاب الشرهة والمتوحشة والبشعة ستحنو على النعاج ولن تأكلها ؟
ولا من يستحي، ولا من يملك حداً ادنى من الاحساس. كسّارة إهانات للبنان، ولست ادري لماذا هذه السوقية المفوّهة وهذه الوقاحة الفظة وهذا الصلف الأرعن، ولماذا نتسوّل عالماً يتخوّف على لبنان اكثر من معظم مسؤوليه ووزرائه [انعم واكرم] ثم نكشف كم نحن نستحق الازدراء كي لا اقول اكثر!
*نقلاً عن "النهار" اللبنانية

راجح الخوري
في "قمة المانحين" التي عقدت في الكويت بداية السنة لبحث السبل الكفيلة بمواجهة مشكلة اللاجئين السوريين، تحدثت فاليري آموس عن "وضع كارثي يتدهور في شكل مخيف"، هذا الوضع صار الآن مرعباً، وخصوصاً في لبنان الذي ينوء تحت أعداد اضافية من السوريين الفارين، تكاد تتجاوز نسبة 30 في المئة من عدد سكانه، وهو أمر غير مسبوق في التاريخ .
عندما قال رئيس البنك الدولي جيم يونغ - كيم يوم الاربعاء الماضي "ان لبنان يتجه الى الكارثة"، كان يستند في تقديره الى ارقام غير صحيحة، مفترضاً ان لبنان يتحمل أوزار 760 الف لاجىء، اي ما يعادل نسبياً 56 مليون لاجىء يصلون الى اميركا كما قال، بينما بات عددهم يتجاوز مليوناً ونصف مليون، اي ما يوازي نسبياً 130 مليون لاجىء يهبطون على اميركا، بما يعني في النهاية اننا نتجه الى عملية تدمير امنية اقتصادية اجتماعية ستقلب التوازن الديموغرافي في البلد وترسّخ في النهاية مشكلة مدمرة، اين منها مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً ان قسماً من السوريين الذين وجدوا ابواباً للرزق في لبنان لم تكن متوافرة لهم في بلدهم لن يعودوا، وكذلك الذين دمرت بيوتهم من الصعب عودتهم، ولهذا لا أتردد في القول تكراراً ان لبنان بات اشبه بعبّارة كبيرة لن تلبث ان تغرق كما غرقت العبارة في اندونيسيا!
كل هذا في كفة وما يمكن ان يسمعه الوفد اللبناني الذاهب الى اجتماع صندوق النقد الدولي بعد ايام في كفة، وخصوصاً ان المديرة الاقليمية للبنك الدولي انغر اندرسن التي زارتنا لبحث سبل مساعدتنا على مواجهة اعباء اللاجئين، ستكون اول من يطرح على الوفد اللبناني السؤال عن قصة "فروج الدجاج المنتوف ... والكسّارة نقيض الحضارة"، او بالاحرى عن تلك الفضيحة الموصوفة التي ستدفع المانحين الى التساؤل:
الى هؤلاء الوزراء الشتّامين والمسؤولين الفضائحيين سنقدم المساعدات؟ الى بلد مشلول على شفير كارثة، ولا يتوانى بعض من وزرائه عن الانحدار الى التراشق بالاتهامات بالسرقة والسطو على المال العام، والتهرب الوقح من دفع الضرائب يمكن ان نقدم الدولارات؟ الى برميل الفساد المثقوب سنضخ التبرعات، ومن الذي سيمنع وزراء من هذا الطراز من سرقتها فلا تصل الى اللاجئين؟ وكيف الاطمئنان الى ان الذئاب الشرهة والمتوحشة والبشعة ستحنو على النعاج ولن تأكلها ؟
ولا من يستحي، ولا من يملك حداً ادنى من الاحساس. كسّارة إهانات للبنان، ولست ادري لماذا هذه السوقية المفوّهة وهذه الوقاحة الفظة وهذا الصلف الأرعن، ولماذا نتسوّل عالماً يتخوّف على لبنان اكثر من معظم مسؤوليه ووزرائه [انعم واكرم] ثم نكشف كم نحن نستحق الازدراء كي لا اقول اكثر!
*نقلاً عن "النهار" اللبنانية