أخر الأخبار
قمة “خيبة الأمل” و”الواتس آب”..!
قمة “خيبة الأمل” و”الواتس آب”..!

تشهد العاصمة الموريتانية نواكشوط انطلاق ما لا يمكن تسميته بالقمة العربية، حيث أن غالبية الحضور من وزراء الخارجية وبعض رؤوساء حكومات لا يملكون لا قرارا ولا موقفا سياسيا سوى ما يرسل اليهم عبر مواقع "التواصل الإجتماعي" أو من خلال رسائل "الواتس آب"، إن توفرت شبكة الانترنت داخل "خيمة القمة" او محيطها.. الغريب أن الجامعة العربية، أطلقت تسمية "قمة الأمل" على لقاء نواكشوط، حاولت من خلالها ارسال رسالة تفاؤلية للشعوب العربية، عن قادم الأيام التي قد تكون خيرا من "سنوات التيه السياسي - الإجتماعي" التي ضربت المنطقة، في مقتل كادت أن تمزقها تفتيتا وتقسيما بحيث يصبح الشكل والمضمون العربي جزءا من ماض.. ورغم إحباط المؤامرة الكبرى على الواقع العربي العام، بشكل كبير، فهي لم تنته بعد، بل أن بعض أركانها بدأ يعيد صياغة ذاته لتكرار ما فشل، منتظرا تطورا في آليات الدعم الأمريكي، ولذا كان من المتوقع أن تكون "قمة نوكشوط" ليس قمة للأمل فقط، بل و"قمة رد الإعتبار" للكرامة السياسية العربية، تمسكا بحاضر وتطلعا نحو مستقبل يرسم مشهدا يعيد الدور الإقليمي العربي لمكانته التي فقدها منذ فقدان الإمة زعيمها الخالد جمال عبد الناصر، وبالتالي فقدان مصر لدورها الإقليمي العام، كونها وحدها ولا غيرها من يملك مفتاح خلق "التوازن الإقليمي".. لكن المفاجأة، كانت في غياب غالبية حكام العرب عن قمة إنتظرها شعب عربي بفرح فطري، سعت الدولة أن تكسر "روتينية" المكان بأن تبني "خيمة كبرى" وخياما ملحقة، لتمنح القادة شعورا براحة إنسانية خالية من "البهرجة الممفتعلة" في قصور تثير الحنق الشعبي.. وبدلا من أن تصبح حقا "قمة للأمل ورد الاعتبار"، باتت عمليا "قمة خيبة الأمل واستمرار الإنكسار"، فالغياب الرسمي للقادة، ملوكا ورؤساء رسالة بأن الحدث ليس ضمن أولوياتهم السياسية، حتى رئيس دولة فلسطين، مع كل التقدير للحزن الشخصي بفقدان "شقيق عزيز" و"إنسان نبيل" يتسحق كل مكونات الحزان الإنساني، لكن فلسطين القضية والمسؤولية تبقى دوما فوق كل الأحزان الشخصية، ولا نعتقد أن روح عمر عباس ستكون في راحة ورئيس دولة فلسطين يغيب عنها لحضور "عزاء" فقيد خاص.! غياب قادة العرب، يمثل "إنتكاسة سياسية" غير مسبوقة في قمم العرب، مهما كان الرأي الشعبي في تلك القمم، لكن الحضور الدائم للغالبية المطلقة كان يؤشر على بعض "الهيبة السياسية" للعلاقة العربية العربية، اما بعد اليوم فالحديث عن "المشترك العربي" سيصبح مهزلة لا قبلها ولا بعدها.. الحاكم الذي لا يجد بضع ساعات فقط، لحضور جلسة إفتتاح، ثم يغادر هاربا من "نمط الحياة الفقيرة"، لا يمكن له أن يمنح الثقة بالحرص على المشترك العام، وهي رسالة من حكام العرب أن "القطرية" باتت هي الحرص الأول، وأن "القومية" ليس سوى جزء من "أطلال السياسة العربية"، بل وقد يعتبرها البعض "عيبا ونقيصة وتهمة" باعتبار أن "الكذب هو الحل".. دول الاتحاد الأوروبي، والتي لا يوجد ذات "المشترك القومي واللغة" كما هو حال دول العرب، لا يمكن غياب أي حاكم رئيسا أو صاحب القرار الأول، لأن ليس كل رئيس او ملك هو صاحب القرار في تلك الدول، في أي قمة أو لقاء يتم الدعوة اليه، الا في حالات نادرة جدا، وغياب قد يكون ضمن "أزمة سياسية ما"، دون ذلك، يحدث العكس تماما يذهبون بسرعة الحرص والوعي للبحث عما يجب أن يكون لمصالح بلدانهم، سواء اتفقت مع شعوبهم أم لم تتفق، لكنهم لا يمكن أن يعلنوا "اعتذر الحاكم الفلاني والزعيم العلاني لأسباب مجهولة".. تلك وحدها كافية لأن تنطلق حملة شعبية لإسقاط أي معتذر بلا سبب، فمن لا يحترم "المشترك" لا يمكن أن يكون "أمينا على الخاص"، مهما تلونت الكلمات.. تخيلوا لو أن موفدا أمريكيا أو ربما إسرائيليا أو يهوديا غربيا أعلن أنه سيشارك بصفة ضيف أو صحفي كبير..كم من الغائبين سيغيبون .. سؤال ليس للجواب.. يوما، غالبية من حكام العرب هرولوا الى باريس للمشاركة في مسيرة ضد الارهاب..أتذكرون..هرولة ليس قناعة ولكنها مكذبة سياسية خاصة.. منذ اليوم، والى حين إعتذار الغائبين عن تحقير الشعور العربي، لا قيمة لأي عمل عربي مهما اتخذ من مسميات.. وقبل النهاية.. الرحمة لروح الفقيد..قمما وجامعة ومصير كان يقال أنه "مشترك".. ملاحظة: خارجية دولة الكيان وجهت رسالة "قرصنة إذن" للجنرال السعودي عشقي، عندما نفى أن يكون جاء لزيارة اسرائيل..أصدرت بيانا أكدت لقاءه بمدير عام خارجية الكيان..كمان نفي منك بيطلع "الفيديو" يا "عشقي" خليك ساكت! تنويه خاص: خرج ألآف من الشعب التركي ليلة 24 يوليو في مظاهرة قد تشكل "قلقا حقيقيا" للحاكم الفرد..شعارها "رفض الإنقلاب وكمان رفض الديكتاتور"..صور المظاهرة علم تركيا وصور أتاتورك..رسالة شعبية لمن يريد أن يفهم أو عمره ما فهم!