أخر الأخبار
فتح تنتصر بأبنائها الشرعيين
فتح تنتصر بأبنائها الشرعيين

أعلن ما يسمى " تيار دحلان " بشكل سريع ومباغت وقد يكون صادم للبعض وبشكل لا يحمل التأويل أو اللبس في المعاني: انحيازهم وبكل إمكانياتهم و طاقاتهم البشرية لحركة فتح ليقطعوا الطريق على كل المراهنين بخسارة فتح في صراعها مع الذات وبخطوتهم هذه يكونوا قد نقلوا المعركة الانتخابية إلى مربع آخر تماما وهو الصراع على البرامج والقاعدة الانتخابية وتحديد الرصيد الفعلي لكل فصيل سياسي لاعب على الساحة الفلسطينية فهل سيؤثر قرارهم هذا على الرغبة في الاستمرار في الانتخابات الأيام قد تجيب على هذا التساؤل. إعلان تيار " دحلان " غير المشهد الانتخابي بشكل جذري وتحديدا في قطاع غزة والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وحتى القدس التي يمتلك فيها ثقل واضح وأعاد لفتح توازنها الطبيعي وخلصها من حالة العرج التي كانت ستصيبها لو دخلت المسرح دون هذا الموقف وبكل الثقل الجماهيري التنظيمي والشعبي الذي يمثله هذا التيار في فتح وهو في ذات السياق غير المشهد أيضا لدى حماس التي كانت ستكون أكثر راحة في ظل انقسام فتح واحتمال تعدد قوائمها الانتخابية كما انه خلص عدد كبير من كوادر فتح من عقدة الصراع مع الذات وأكد لهم انه تيار إصلاحي وليس تيار استئصالي أو إحلالي وبظني أن هذا التيار وبهذا الموقف الفتحاوي العميق سيخرج من هذه المشهد أكثر قوة وتجدرا داخل فتح واحتضان للمئات بل الآلاف من كوادر الحركة الرافضة واقعها الحالي . مرة أخرى يرسم هذا التيار في فتح صورة لافتة بانتمائه لها بعيدا عن المصالح الذاتية وبإنكار تام للذات فعلى الرغم من المؤشرات القوية التي كانت تؤكد أن هذا التيار كان قادر على حصد حصة فارقة في الانتخابات المنوي عقدها في كل من غزة والضفة الغربية وتوجيه صفعة لمتنفذي فتح ورغم انه خاض التجربة سابقا في عقر دار الحركة وأمام كافة مؤسساتها وقرع الخزان بمطرقة وحصد منها حصة لافتة إلا انه يتراجع أمام مصلحة فتح العليا لان فتح في المرة السابقة خاضت الانتخابات أمام نفسها وكأنه استفتاء داخلي أما هذه المرة كانت ستسقط فتح وليس عدد من متنفذي المركزية كما حدث سابقا . رغم كل الأصوات الناعقة التي حاولت أن تمتطي المشهد وتستبق الأحداث بنثر بذور الفتنه وتوتير الأجواء أملا في اجترار ردات الفعل الشخصية إلا أن هذا الإعلان أجهز على كل أصحاب الخطب العصماء والفعل القليل ليظهر بوضوح من هم أبناء فتح الشرعيين وأبناء السفاح فيها والذين أوجدتهم العتمة و الليالي الظلماء في مشهد عرضي من تاريخ هذه الحركة العملاقة . بالدم كتبوا انتمائهم لفتح وبإنكار الذات وتقديم المصلحة العامة على الخاصة أكدوا هذا الانتماء ورغم كل محاولات إقصائهم وكل الظلم الذي تعرضوا له استمروا في ترديد تحيى فتح ورغم الإصرار على محاولات تغيبهم عن المشهد قالوا فتح باقية والأشخاص لزوال فهل سيعود مغتصبي فتح خطوات للوراء من اجل فتح وهل سترتقي مركزية فتح بنفس القيمة والحجم ونرى الرجل المناسب في المكان المناسب وهل سيعي البعض المتخاذل بان فتح فقط ستنتصر بأبنائها الشرعيين ما يسمى "تيار دحلان " قدم الكثير من استحقاق فتح عليه ويبقى ما سيقدمه الآخرين وسيستمر قلم التاريخ في الكتابة وليختار كل أين السطر الذي يود أن يكتب اسمه فيه .