أخر الأخبار
ارفع رأسك أنت أردني
ارفع رأسك أنت أردني

الإنسان الأردني هو أثمن العناصر على أرضنا.. وإذا كانت إرادة الله قد شاءت أن تهب لكل شعب من الشعوب عنصرا أو أكثر من عناصر الخير التي تساعده على البقاء والنمو.
فهناك شعب يجد مصدر الخير في الطبيعة التي حباه الله بها، أو في موقعه الجغرافي بين دول ومناطق العالم، أو في اثاره التاريخية، أو في وفرة المياه،أو المناظر الطبييعية الخلابة، أو في البترول يتفجر من ارضه، أو المعادن الثمينة التي تحتويها جباله.
فإن في الاردن بالاضافة إلى ما حباه الله من الكثير من هذه النعم إلا أن العنصر الرئيسي لتقدم ونمو شعبه سوف يظل دائما كامنا في الانسان الذي يعيش على أرضه. هذا الإنسان الذي قدم للعالم واحدة من عجائبه السبع.. البتراء.. والذي علم البشرية منذ فجرها مبادئ العلوم والفنون والحضارة. هذا الإنسان الذي جعل من بلده منارة للعالم خلال فترات كثيرة من التاريخ.
هذا الإنسان الذي قدم بين صفوفه كل البارزين تقريبا على مستوى المنطقة العربية التي تحتل بلاده جزءا منها في الأدب، في الدين، في الرياضة، في الاقتصاد، في الطب، في العلوم، في الرسوم، في الموسيقى.
هذا الانسان الذي قاد المنطقة في كفاحها ضد الاستعمار حتى تم القضاء عليه في كل بلادها.. ثم قاد المنطقة في الأخذ بأسباب الحضارة الحديثة حيث اعتمدت على عمله وخبرته كثير من دول المنطقة في بناء نهضتها وتحولها التاريخي من حياة العصور الوسطى الى حضارة القرن العشرين.
هذا الإنسان الذي نجد الكثير من ابنائه يحتلون مواقع القمم وميادين النبوغ العلمي في مجالات الطب والهندسة والاقتصاد وعلوم الفضاء بأوروبا وامريكا.
هذا هو العنصر الثمين الذي وهبه الله للأردن.. قبل أن يهبه الموقع الجغرافي الفريد.. أو الخضرة التي تكسو واديه الطيب.. ولا مناص للأردن من الاعتماد على هذا العنصر أولا واخيرا لتحقيق تقدمه وبناء نهضته.
ولكي يتحقق ذلك فلا بد أن نجعل من هذا العنصر كيانا جديرا بالاعتماد عليه.. ولا بد أن تهيء له كافة الظروف التي يتيسر له من خلالها تقديم كل ما عنده من بذل وعطاء.. وهذه الظروف تشمل كافة نواحي الحياة التي يتأثر بها هذاالانسان سلبا أو ايجابا مثل التعليم، الإسكان، الغذاء، الرياضة، العلاج.. الخ. لاسيما وانه يختزن في داخله شموخا لا يتوقف وطموحا سياسيا لا يقف عند حدود لأنه يرسم بالوعي صورة للحدث الذي عاشه وتفاعل معه ويؤرخ للأجيال وقائع مراحل تاريخية في حياة العرب ستبقى مثلا ومنابر للرأي لأجيال عديدة تمتد على مدى عقود الزمان.
وعلى أساس من ديمقراطية الكلمة نقول أن الإنسان الأردني الذي اثار غيرة وحنق الكثيرين يجمع بين الرافضين لطروحاته وارائه وبين مؤيديه ويضع على عتبات المرحلة كثير من الحقائق التي تفتح العيون وتعطي الدروس والعبر لهذا الجيل وللأجيال القادمة. خاصة ما يشعر به هذا الإنسان من فيض الاعتزاز والفخر بأن الله اكرمه بقيادة هاشمية، اّل البيت–وهم سلالة رسول الله محمد هذه السلالة النقية الطاهرة–امتدادا شريفا من الإيمان والخلق والخصال المضمخ بالفضائل المعطر بالمواقف المزين بالشمائل النبيلة. ولأنه ايضا الإنسان الوفي الذي شهد له الوطن بالنزاهة والأمانة والكفاءة وتحدي الصعاب وهو قرة عين القائد الأعلى الملك المعزز عبدالله الثاني ولأنه موضع ثقته ولهذا خاطب جلالة الملك حفظه الله ورعاه هذا الإنسان قائلا: (ارفع رأسك أنت أردني). واليوم أصبح هذا الإنسان مكلفا بانتهاج سياسة موضوعية في كل ما يتصل بإعادة ترتيب البيت الأردني وإعادة النظر في الأوليات التي فرضتها الاحداث والتطورات السياسية والاقتصادية من أجل منعة الأردن واستقلال قراره الوطني والوقوف حصنا منيعا في وجه التيارات وقطع دابر كل مدبر للنيل من قلعة صموده وكبريائه واستشراف مستقبله. وأن هناك مسؤوليات جساما تضاعفت الأن على كاهل هذا الإنسان لرد الجميل لهذا الوطن العزيز به ليرفع من شأنه بالتكامل والتضامن والتعاضد والمشاركة الفاعلة الأكيدة وصولا إلى النموذج الذي يسكن وجدان كل منا لأردن العز والمجد والمنعة التي لا تتحقق إلا بالجهود الخيرة الكبيرة.
ولتكن هذه الخطوات حافزا للإنسان الأردني ليكون الجندي المجند خدمة وانتماء.. وعطاء ووفاء لكل ذرة من ثرى هذا الوطن وأن يبقى على العهد الذي قطعه للوطن ولقيادته على نفسه بصدق الانتماء والولاء.