وكالات - الكاشف نيوز : لم تتمكن إسرائيل من إخفاء خيبة أملها الخميس إزاء قرار الولايات المتحدة بحجب بعض المساعدات عن مصر، وعبرت عن مخاوفها من أن تضر هذه الخطوة بوضع واشنطن بالمنطقة وتقوض معاهدة السلام مع مصر.
وانتقد مسئولون إسرائيليون كبار تعامل الولايات المتحدة مع مصر منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 2011، وحثوها على دعم الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش عقب عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو.
وقال جلعاد إردان وزير الدفاع المدني لراديو إسرائيل "يمكن أن نؤكد انزعاجنا من الطريقة التي يمكن أن تفسر بها مثل هذه القرارات في مصر وبالطبع من خطر العواقب على العلاقات مع إسرائيل."
وتحصل مصر على مساعدات عسكرية أمريكية قيمتها نحو 1.3 مليار دولار سنويا منذ وقعت معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979.
وقال مسئول إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه: نظرًا لحساسية القضية "نحن قلقون من أنه إذا توقفت المساعدات سيضغط الشعب المصري على حكومته للتخلي عن المعاهدة."
وأضاف المسئول الإسرائيلي "لا يشكل هذا مبعث قلق فوري. تعلم الحكومة المصرية أننا نؤيدها، لكن كان من الأفضل تجنب هذا."
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لم تقطع المساعدات، وستواصل الدعم العسكري فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ودعم الأمن في سيناء.
وبرغم عدم وجود ما يشير إلى أن تجميد المساعدات من شأنه أن يؤثر على قدرة مصر على الحكم يخشى الإسرائيليون من أن تبعث خطوة الولايات المتحدة بإشارة خاطئة لحلفائها في الشرق الأوسط الذين يتوقعون قيادة قوية من واشنطن في أوقات الإضطرابات.
وقال وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر الذي كان قريبا من مبارك "المفاجئ في هذه العملية كلها هي أن الأمريكيين يعملون بالضرورة، وعن غير قصد ضد مصلحتهم."
وأضاف "يجب إدراك أن هذه المنطقة ضعيفة للغاية؛ وللحفاظ على استقرارها يلزم وجود قوة عظمى لتأمينها." وقال إنه لن يفاجأ إذا بدأ حلفاء لأمريكا مثل السعودية في التطلع نحو روسيا.
وقال مسئول إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه إن من المحتمل أن تتحول مصر باتجاه روسيا أيضا.
وقال "أقول إن هذا مبعث قلق منطقي، فمصر متحالفة منذ عقود مع الولايات المتحدة، وسيسعد الروس بالحلول مكان الولايات المتحدة هناك مرة أخرى."
وتعتبر إسرائيل واشنطن أهم حليف لها على الإطلاق، ومن الواضح أنها تشعر بقلق من أن عملية صنع السياسة الأمريكية في الفترة الماضية - لاسيما ما اعتبر ترددا بشأن كيفية التعامل مع الحرب الأهلية السورية - تقوض سمعة الولايات المتحدة في المنطقة.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وجامعة تل أبيب ونشر اليوم الخميس أن 63% من الإسرائيليين يرون أن واشنطن تبدي ضعفا بشأن سوريا.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون وعاموس جلعاد أحد أكبر خبراء الإستراتيجية بوزارته في الولايات المتحدة عند إعلان قرار تجميد بعض المساعدات لمصر.
ولمح جلعاد مثل غيره من المسئولين إلى خيبة أمل إسرائيل إزاء القرار الأمريكي،
وقال أمام مستمعيه في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مؤسسة بحثية "أحاول ألا انتقد أصدقاءنا علنا".