أخر الأخبار
وللغرب «دواعشه» أيضا !
وللغرب «دواعشه» أيضا !

حتى قبل أنْ يصدر أي شيء عن التحقيقات، التي من المفترض أنَّ الجهات الأميركية المعنية قد باشرتها على الفور بالنسبة لاغتيال إمام مسجد الفرقان في نيويورك مولاما أوكنجي ومساعده ثارا أودينا، فإنه لا بدَّ بل يجب طرح سؤال، بعد تتابع مثل هذه الجرائم التي غدت تستهدف فئة معينة هي العرب والمسلمين في الغرب كله... أوروبا والولايات المتحدة، هو : أليس هؤلاء القتلة إرهابيون أيضاً مثلهم مثل أعضاء ومنتسبي «داعش» و»القاعدة» وباقي التنظيمات الإرهابية التي غدت معروفة ومحددة..؟!.

هناك حملات عنصرية ضد العرب المسلمين وضد كل «مُلوّنٍ» في معظم الدول الأوروبية إنْ ليس فيها كلها وفي الولايات المتحدة أيضاً ولعل ما يجب أن يقال أنَّ هذه الظاهرة وصلت إلى حد أنَّ هؤلاء «الدواعش» الجدد أصحاب الرؤوس الحليقة باتوا يعلنون عن أنفسهم بدون خوف ولا وجل وباتوا يعملون بالتنسيق بين بعضهم بعضاً وكل هذا بينما الجهات الرسمية المعنية تكتفي بالتغطية الإعلامية وبالتعليقات الوصْفية على غرار ما يفعله المعلقون الإعلاميون بالنسبة لمباريات كرة القدم في الملاعب الدولية .

لقد أصبحت هذه الظاهرة متفشية حتى في بريطانيا هذه الدولة العظيمة التي كانت ذات يوم قريب إمبراطورية لا تغيب عن أملاكها الشمس والتي حكمت شعوباً متعددة في كل زوايا وأركان الكرة الأرضية وهذا ينطبق على فرنسا التي احتلت الجزائر احتلالاً إلحاقياً لمئة وأثنين وثلاثين عاماً والتي هي من جاء إلى بلادها بآباء وأمهات وجدود وجدات هؤلاء الذين حولهم العيش على هوامش مجتمعاتهم الجديدة إلى قتلةٍ ومجرمين وإلى وقود لنيران «داعش» التي أشعلها في العالم بأسره وفي مقدمته الدولة العربية والإسلامية .

والمشكلة بالنسبة للغرب كله، أوروبا والولايات المتحدة، أنَّ هناك استسلاماً يثير الشكوك لظاهرة العنف الذي يستهدف العرب والمسلمين وأنه إزاء تفشي هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة لا توجد أي معالجات فعلية رادعة لا من قبل الحكومات والجهات الرسمية المعنية ولا من قبل هيئات ومؤسسات المجتمع المدني التي من المفترض أنَّ لها أدوارها الفاعلة في هذا المجال .

إن «داعش» تنظيم إرهابي لا ينبري لتبرير أفعاله الإجرامية إلا إرهابي مثله وهنا فإن المفترض أنْ يعامل القتلة العنصريين في أوروبا والولايات المتحدة كما يعامل هذا التنظيم الإرهابي هنا في الشرق الأوسط وفي كل مكان فترك المجرمين الذين إزدادت أعداد ضحاياهم في السنوات الأخيرة، وآخرها إمام مسجد الفرقان في نيويورك ومساعده، بدون عقوبات رادعة وترك هذه الظاهرة التي غدت متفشية في الغرب كله بدون معالجات فعلية سيوفر للمجموعات الإرهابية التي ترفع راية الإسلام، وهي أكثر من يسيء إليه، المبرر للقيام بالمزيد من أفعالها الإجرامية .. هنا وفي العالم كله .

لقد أصبح استهداف العرب والمسلمين .. وأي «ملون» أيضاً ظاهرة في الغرب كله وهذا في حقيقة الأمر سيشكل مع الوقت ومع تعاظم هذه الظاهرة إستنساخاً لـ»داعش» و»القاعدة» وكل التنظيمات الإرهابية مما يعني أنه ستكون هناك وقريباً حرباً كونية وستكون أقذر وأكثر دموية من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية .