أخر الأخبار
الانتخابات المحلية.. ورقة في مهب الريح !
الانتخابات المحلية.. ورقة في مهب الريح !

لسنا عراة هوية وبالطبع لسنا حفاة انتماء لروح القضية فهي القلب ، وكما هو معروف اختلاف الآراء لا يفسد للقضية ود وأصحاب الرؤى المضادة يتفقون جميعاً على الأغلب أن فلسطين هي القبلة التي تستحقنا ونستحقها حتى إن سحقنا وبتنا رماداً. هذه ليست كلمات مثالية كما قد يقرأها البعض وإنما تهدد بمنزلق قد يجرفنا نحو هاوية للبعد عن التفكير في قضايا وأزمات خنقت الشعب بأكمله في الخارج والداخل. الشعب الذي استيقظ اليوم ليرى في الديمقراطية طوق نجاة لتخليصه من سنوات عجاف من الحصار والانقسام فمنذ اللحظة الأولى التي تم الإعلان فيها عن إجراء انتخابات المجالس المحلية والبلدية في الأراضي المحتلة خلال أكتوبر المقبل حتى أصبحت حديث المواطنين المعذبين والمهمومين من تعقيدات الحياة ولقمة العيش والفقر والبطالة ومن حصارهم وغياب الأفق السياسي لأي حل لقضيتهم أو إنهاء للصراع السياسي الداخلي أو الصراع مع الاحتلال راسمين آمالًا كبيرة على العملية الديمقراطية بدفع الحياة في أرواحهم من جديد. وحتى لا نكذب على أنفسنا وعلى شعبنا علينا أن نطرح سؤالين مهمين ونبحث عن إجابتهما: هل نحن بحاجة إلى انتخابات محلية من أجل انهاء الانقسام ؟ وهل الانتخابات المحلية ستغير من الواقع البغيض السائر بنا إلى المجهول؟ ربما نجد الإجابة في عيون من اكتوى وحرم الحياة الكريمة في غزة، فنحن لا حاجة لنا لانتخابات تزيد الشقاق شقاقاً فالمواطن لا يريد بالتأكيد أشجاراُ زاهية تزين الشوارع أو حتى مصابيح إنارة تمهد للسيارات الفارهة المحزبة الطريق لتواصل قضم الحقوق بالجملة، وإن ما يريده المواطنون ديمقراطية متكاملة الأركان والرؤى تحقق الطموح وتتبنى التطوير على أسس واضحة من الشراكة والتنمية بين مختلف القطاعات. والأهم من ذلك كله، لماذا لا نؤسس لمرحلة عنوانها فلسطين والقدس؟ لماذا لا نبدأ بانتخابات تشريعية ورئاسية تحدد ملامح الحكم في المرحلة المقبلة وأن يُبنى على نتائجها بشفافية ونزاهة؟ لماذا يراد لنا كفلسطينيين أن نضل الطريق ونصورغزة بسنغافورة الشرق بعد سنوات طويلة من الحصار، هل كنا نكذب حينها عندما كنا نحدث العالم عن الدمار ؟ كيف سيصدقنا العالم بعدها في حال لم تتم الانتخابات، إن أكبر إنجاز لابد أن يهدى هوللشعب الصامد رغم كل شيء. بلا شك ننتظر نقطة تحول كبير تصحح المسار الذي تكسوه ملامح الألم والوجع والانكسار وذلك يحتاج إلى إرادة فلسطينية حرة تتوج بعرس ديمقراطي يخدم الشعب الفلسطيني الذي يستحق قيادة ومستقبل أفضل بعيدًا عن الأيدولوجيات المشوهة والغريبة. علينا أن نخاف أكثر من أن تكتمل بالانتخابات حلقات الانقسام وتتجذر أكثر لتجرح في عمقنا، وألا نجرب الضياع الذي عرفنا من قبل كي لا نلدغ من ذات الجحر مرات ومرة إهمالا للمثل القائل " اللي يجرب المجرب عقله مخرب "؛ هل الإحساس المتواتر كورقة الشجر في مهب الريح هو ما نحياه فلا نمسك بغصن فتي يسندنا لنبقى شامخين رافعي الرؤوس من جهة ولم نتهاوى إلى أديم الأرض لنعيش حياة أخرى تحت التراب من جهة أخرى فلا هي حياة أوموت إنها مرحلة العدم التي نمر بها بلا غرابة ، وأمام ذلك كله يبدو أن نقطة البداية غير واضحة في خط الزمن الفاصل بين زمنين كلاهما إن تجاوزنا الانتخابات المحلية مر ..! علينا بالفعل في هذه الموجة ألا ننسى قضيتنا الأهم وهو دحر الاحتلال والانعتاق وحرية تقرير مصيرنا