أخر الأخبار
وديع الصافي لمثواه الاخير حاملاً معه لبنان “قطعة سما”
وديع الصافي لمثواه الاخير حاملاً معه لبنان “قطعة سما”
ناديا إلياس  
تحتضن بلدة نيحا في قضاء الشوف الاثنين إبنها البار الفنان وديع الصافي الذي لطالما غنّى “جبلنا بدمنا ترابو جبلنا” وذلك بعد وداع رسميّ وشعبيّ في كاتدرائية مارجرجس المارونية في وسط بيروت تتخلّله غصة وعتب شديدان من محبي الفنان الكبير لعدم مبادرة الدولة اللبنانية الى إعلان الحداد ولو ليوم راحة وتنكيس الاعلام لمن رفع علم لبنان عالياً في الخارج ولمن ارتبط اسمه بوطن الارز لبنان.
ومنذ إعلان وفاة الصافي لم تهدأ حركة التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي اشادت بصاحب الصوت الهادر الذي إهتزّت لعظمته أعمدة بعلبك والمسارح اللبنانية والعالمية والذي شكّل مع الشحرورة صباح تحفة فلكلورية تراثية و فنية لا تمحوها الذاكرة الفنية كما تعامل مع سفيرتنا الى النجوم السيدة فيروز والاخوين الرحباني فطبعوا تاريخا ً فنياً مشرقاً.
وكما مواقع التواصل الاجتماعي كذلك الشاشات اللبنانية التي أفردت مساحات واسعة من وقتها لاسترجاع محطات مضيئة من مسيرة الراحل.
وكلمة وداعاً ايها الصافي ردّدها في اليومين الماضيين معظم الفنانين والمحبين وعشاق الراحل الذي غّنى الوطن والارض والطبيعة والسلام، فأغنى المكتبة الموسيقية والاذاعات والتلفزيونات بأرشيف فنّي عريق لا ينسى كيف لا؟ وصوت الصافي صدح في كل الارجاء:” لبنان يا قطعة سما على الارض ثاني ما الك، وعندك بحريّة يا ريّس وغيرها وغيرها من الاغاني التي نرددها في كلّ يوم.
وقد أجمعت التعليقات على أن وديع الصافي الذي تربّى على الحانه وصوته جيل كامل من اللبنانين والعرب استطاع ان يبني بحقّ مدرسة فنيّة مكتملة العناصر قوامها الصوت الكبير الذي يدخل الى اعماق النفس مترافقا ً مع اعذب الكلمات والالحان التي تدخل القلب والاذن من دون استئذان . فزيّن ليالينا وامسياتنا بأعذب الالحان متناسين سواد الايام الصعبة التي عصفت بنا.
ويروي احد المقربين من الصافي الذي آلمه رحيل بيّ الاغنية اللبنانية ان ّ الصافي في ايام الحرب اللبنانية أمضى غربة ًاضطرارية في فرنسا سمع صوتاً يقول له ” المزامير يا وديع … المزامير يا وديع “، فانهمرت دموعه وبدأ بتلحين الاغاني الدينية واهمها ارحمني يا الله, المجد لك ايها المسيح, ويا مريم يا ام ّ الله.
 كما نقل عن الراحل ما قاله للفنان انطوان غانم رئيس صندوق التعاضد للفنانين “يلومونني الناس لانيّ تركت لبنان في زمن الحرب والمحنة “، وكان غانم يرّد عليه في كلّ مرة “التحف الثمينة هي التي تنقذ اولاً اثناء الحروب من اجل حمايتها”.
اما عن تعليق الصافي على الفن في عصرنا هذا، اذ اصبح كل من لحنّ مقطوعة موسيقية يطلق عليه لقب مطرب كان تحديد الصافي للطرب على الشكل الآتي “المطرب الحقيقي هو الذي يقودك الى التصّوف في الطرب”.
 حّب الراحل العملاق لوطنه لبنان حب غير مسبوق هذا ما اجمع عليه ابناؤه الذين عبّروا عن اعتزازهم لوالدهم الذي ترك ارثاّ عميقاً ومحبة صادقة للبنان الذي لم يتوان عن ترداد اسمه هو الذي احب وعشق لبنان واخلص له بجنون فغّنى له حتى الرمق الاخير من حياته.
والفنان وديع الصافي الذي بات اليوم قطعة من السما هو الذي جبل بموته تراب الوطن الاغلى من الذهب ضجّت بوداعه مواقع التواصل الاجتماعي التي تناولت مسيرة الفنان المضيئة و المشرقة وعلى سبيل المثال :
” لوين يا وديع عمهلك ……. عمين تارك ارضك واهلك…. اتاري الاحباء على غفلة بيروحوا وما بيعطوا خبر”….قالها اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي كتحية وفاء لرجل الاسطورة لمبدع اعطى الكثير الكثير للوطن هو الذي غنى “جبلنا بدمنا ترابو جبلنا …..الله معك يا بيت صامد في الجنوب”.
كلمة حق ّ تقال ان لبنان لن ينسى العملاق وديع الصافي وهو الذي رفع اسمه عالياً واختصر هوية الاغنية اللبنانية واسّس مع السيدتين فيروز وصباح نهضتها ، وسيفتقد حضور وصوت الصافي المدوّي على المسارح والمحافل هو الذي قضى حياته في العطاء الفني لحناً وكتابة واداء فكانت له العديد العديد من الالحان والاغنيات التي ستبقى على الدوام عمارة فنية وفريدة محفورة في كل ّ من عشق واحّب الراحل لانها تحاكي الوجدان والنفس والقيم والاخلاق والابداع وتحمل صور الوطن والفلكلور والتراث .
وحملت الكتابات ايضا عتبا ً ولوما ً كبيرا ّ على الدولة اللبنانية لعدم مبادرتها في اعلان الحداد الوطني على الفنان الذي غنّى وطن الارز فسالوها بعتب شديد:”وينك يا دولة … عمهلك…فلماذا انت غائبة ومقصّرة عن اعلان الحداد الوطني أفلا يستحق منك هذا الرجل الكبير ان تعلني الحداد العام كمبادرة حسن نيّة لمن رفع اسم لبنان عالياّ في كل اصقاع الارض.
رحل الفنان وديع الصافي على قاب قوسين من المبادرة التي كان سيقوم بها صندوق التعاضد الموحّد للفنانين وهي تخصيص التفاتة تقديرية لصرحين من لبنان هما وديع الصافي والشحرورة صباح.
ولك ايها المبدع الاسطورة يقولها ويرددها لبنان الرسمي والشعبي نم قرير العين يا صافي لان امثالك العظام وان رحلوا سيبقوا في ذاكرة التاريخ لحناً وانشودة عذبةعلى جبين الوطن.