أخر الأخبار
هل انتهى تنظيم داعش حقاً ؟!
هل انتهى تنظيم داعش حقاً ؟!

لم تعد قدرات تنظيم داعش، مثلما كانت، فهناك تغيرات جذرية، على الميدان، تؤشر على واقع جديد يرتسم خلال الفترة المقبلة، لكن الكلام، عن نهاية كاملة للتنظيم، يبدو كلاما متسرعا الى حد كبير لاعتبارات مختلفة. تركيا التي بدأت عمليات في شمال سورية ضد التنظيم، اضافة الى عمليات الروس ونظام الاسد، وعمليات التحالف الدولي، ستؤدي الى اضعاف التنظيم الى حد كبير، خصوصا، اذا توقفت عوامل دعم واسناد التنظيم، عسكريا وماليا وبشريا، فهذه العناصر الثلاث اهم، من العمليات، واذا استمرت العمليات دون تجفيف هذا المثلث، فلا شيء سوف يتغير جذريا. هذا يعني ان التغيرات التركية حصرا، ستلعب دورا محوريا بخصوص الملف السوري، حتى لو كان ذلك في حقيقته مقايضة على ورقة الاكراد، لكن من جهة اخرى يقع التنظيمات في كوارث كبيرة جدا، حين يقرر استهداف تركيا، فهو بذلك، يستدعي كل خصومه، في لحظة واحد، ولا يترك لذاته اي مخرج نجاة. ما نراه في سورية، نراه في العراق، فالتنظيم ضعف جزئيا، ومعركة الموصل آتية ولن تتأخر، واذا تمكنت بغداد من التفاهم مع اكراد العراق، بشأن وضع الموصل بعد تطهيرها، فالاغلب ان الاكراد سوف يشاركون في هذه العمليات، لتحرير الموصل. المفارقة هنا، ان الاكراد سيدفعون الثمن في سورية وتركيا، مقابل الخلاص من داعش، وفي العراق سوف يشاركون في الحرب ضد داعش، فهم في سورية وتركيا ضحية، وفي العراق شركاء وليسوا ضحية، وهذه مفارقة كبيرة جدا. لكن السؤال الاهم: هل قرر الرعاة السريون لداعش ان يتخلوا عن التنظيم وتوظيفاته، بعد انتهاء مهماته، وهذا هو السؤال الذي يفك غامض الغيب بخصوص وضع التنظيم. في الاغلب ان هناك رعاة للتنظيم، على الاقل على مستوى قيادي محدد، وربما الافراد والعناصر، في حالات كثيرة، لا يعرفون لمن يصبوا خدماتهم نهاية المطاف، فالعنوان المعلن، غير العنوان السري، الذي تمكن الرعاة بدهاء شديد، من اخفاء حقيقته. لا يمكن هنا، الا ان نقول ان نهاية داعش ستكون فعليا، في حال توقف الجميع عن اعادة انعاش التنظيم لغاياتهم، فكلما تلقى التنظيم ضربة، تعرض لاحقا الى عملية انعاش سرية، ماليا وعسكريا وبشريا، ودون توقف الرعاة الرسميين للتنظيم، عن لعبتهم، سيبقى التنظيم، قابلا للتمدد والحياة والخروج من غرفة الانعاش، وما يمكن قوله بصراحة، ان كل المعادلات تميل لصالح انهاء التنظيم، باستثناء ما تريده ثلاث دول، ما زالت مصرة على منفعة التنظيم الجزئية، في بعض القضايا، ما دام الامر قابلا للسيطرة. ثم بعد هذا الامر، يبقى السؤال حول العناصر الفردية المتأثرة بأدبيات التنظيم، وهؤلاء نراهم في كل مكان في العالم، ويظنون انهم بمجرد ارسال ايميل مبايعة للخليفة الالكتروني، الذي لا يعرف احد، اذا ماكان حيا او ميتا، ومن يدير كل العملية نيابة عنه، يصبحون اعضاء في التنظيم، وينفذون عمليات، تؤدي الى صب اللعنات على مليار مسلم في العالم، في مشهد مريع، يؤكد اصحابه انهم يخدمون الاسلام، ويلعنون اهله!. نهاية داعش، لن تكون الا بتجفيف مثلث المال والسلاح والعناصر، عبر كف يد الرعاة السريين واقناعهم بأن الاوان قد آن لتوقف كل هذه العملية، ثم يبقى الملف العالق بخصوص العناصر المنفردة، التي تنام عادية، وتصحو داعشية.