أخر الأخبار
الدبلوماسية الوقحة
الدبلوماسية الوقحة

لا شك أن العلاقات الدولي شأن لا يفهمه الأفراد تحتم على السياسيين القيام بممارسات قد لا تستوعبها شعوبهم خصوصا إذا كانت عاطفية ،لا شك أن ما قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس من إرسال برقية تعزية لإسرائيل في وفاة أحد مؤسسيها شمعون بيريز هو عمل بروتوكولي بحت يتعلق باللياقة في التعامل بين دولتين تحاولان صنع السلام ،ورغم إثارة تلك التعزية الرأي العام الفلسطيني الذي رأى فيها إنها إهانة إلى دماء الشهداء الذين شارك في قتلهم بيريز على مدار حياته كعسكري خدم بلاده كما يليق بها ،لم يستطع الفلسطينيين إستيعاب تلك الدبلوماسية المتعلقة في برقية تعزية و إنقسموا بين مؤيد و معارض و لكنهم إتفقوا جميعا أن بيريز قاتل رغم أن البعض يرى فيه أنه رجل وطني و قائد كبير بالنسبة للإسرائيليين، توالت الأحداث سراعا و خرجت بعض التصريحات من الأطر القيادية في فتح تأسف لوفاة رجل السلام مما أثار عاصفة من الإستهجان على تلك التصريحات التي لا لزوم لها ،لتفاجيء قيادة السلطة الشارع الفلسطيني يطلبها المقدم لنتنياهو للمشاركة في جنازة بيريز لقد سبب ذلك الطلب حالة من السخط داخل الشارع الفلسطيني و توالت ردود الأفعال التنظيمية و الشعبية عليه و انتشرت التصريحات المعارضة و الرافضة لتلك المشاركة و الساخرة منها أيضا ،ولكن القيادة التي لا تأبه لرأي شعبها أو مطالبات شركائها لم تلتفت للوراء و إعتبرت أن تلك المشاركة جزء من الدبلوماسية التي لا تعرف العواطف و يجب أن يتم الأمر كما هو مخطط له،لقد تناسى القيادة و هي تذهب للمشاركة في دفن بيريز أنها تجاوزت كل الخطوط الدبلوماسية بل و أصبحت تمارس الدبلوماسية الوقحة أمام شعبها الذي ما تزال بصمات العنف الذي مارسه عليه بيريز ظاهرة و ما تزال دماء شهداء قانا تزكم أنوفهم ، قد يكون بيريز العسكري صاحب المشروع النووي الإسرائيلي أصبح يوما جزء من عملية السلام التي لم يكتب لها النجاح بعد و لكنه رغم كل شيء يبقى العدو الأكثر مكرا في مراوغة الفلسطينيين لقد ثعلبا حقيقيا يعرف كيف ينقلب على السلام وقتما يريد و يلوح بورقته متى وجد أن هناك حاجة له على القيادة الفلسطينية و الرئيس محمود عباس الذي بدأ عليه ملامح الحزن الشديد في جنازة العدو الصديق أن يعتذر لشعبه عن دبلوماسيته الوقحة هو و الوفد المشارك في تلك المهزلة التي أساءت لمشاعر كل الفلسطينيين.