أخر الأخبار
استراتيجية الرباعية العربية في التعامل مع الملف الفلسطيني
استراتيجية الرباعية العربية في التعامل مع الملف الفلسطيني

بات الفشل الصفة السائدة للنظام السياسي الفلسطيني ، تمضي السنين كأنها شهور من عمر القضية الفلسطينية ،و الأجيال الشابة والناشئة ، من نكبة إلى نكسة، و من نكسة إلى انتكاسة ،و من فشل إلى رسوب ،فهل من منادي و هل من مجيب و لسان حال المواطن منادياً إلى متى هذا الوضع ،و لسان حال القيادات مجيبة إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها . وطنيا و سياسيا فإن فقدان الأمل في أيدولوجيات الأحزاب و الفصائل الفلسطينية في تحقيق التطلعات و الآمال الوطنية أو حتى تحقيق المتطلبات الحياتية هو سيد الموقف ، إذن فقدان الأمل دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتوصيف حاله الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أنها فقدان الأمل لدى الفلسطينيين و رغبة في تحقيق الأمن لدى الإسرائيليين ، في حديثه المتكرر عن قدرة و رغبة الدولة المصرية على الوساطة لإيجاد صيغ لحلول نهائية لهذا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي و العربي الإسرائيلي بالعودة لتفعيل مبادرة السلام العربية قد يكون هذا الهدف الذي يسعي العرب للوصول اليه في تدخلهم في الملف الفلسطيني ، ولكن كذلك لم يخفي العرب هذه الاستراتيجية في التعامل مع الملف الفلسطيني على أساس خطوات و مراحل تراتبية تبدأ بتحقيق المصالحة الفتحاوية الداخلية بين الرئيس عباس وفريق الموالين له والتيار الإصلاحي داخل حركة فتح والموالين لمحمد دحلان ، ومن ثم تحقيق المصالحة الوطنية بين فتح وحماس وإعادة تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة ، وصولا الي إيجاد صيغ لحلول نهائية في الصراع العربي الإسرائيلي . هذه الاستراتيجية المعلنة لا تحتاج لهذا الكم من الصراع والتصادم الداخلي والخارجي لتحقيق أولي مراحلها المتعلقة بالمصالحة الداخلية الفتحاوية وحرف هذه الاستراتيجية عن مسارها بسياقات وهمية وادعاءات متعلقة بإستقلالية القرار الوطني الفلسطيني وضغط العواصم العربية و..الخ. ولا اعتقد ان هناك فلسطينيا واحدا يرفض هذه الاستراتيجية في سياقها الوطني المتعلق بالوحدة الفتحاوية والوطنية . قد يبدوا للوهلة الأولى من رفض الرئيس عباس وفريق موالاته لتحركات الرباعية العربية أن هناك العديد من الصيغ السرية والمتآمرة علي القضية الفلسطينية ، التي يسعي العرب لتمريرها علي القيادة الفلسطينية متعلقة بإدارة المرحلة الانتقالية ما بعد حكم ابو مازن، في المقابل لم يُخفي العرب انفسهم هذه الحوارات المتعلقة بإدارة المرحلة الانتقالية عن ابو مازن شخصياً في حوارات مباشرة معه، علي اعتبار أنها الطريق الأمثل لإحداث التغير في النظام السياسي الفلسطيني وتحقيق الوحدة الفتحاوية والوطنية الشاملة والعودة للاحتكام لصندوق الانتخابات بمشاركة الكل الفلسطيني وإعادة توزيع السلطات الثلاث بمشاركة اوسع في صنع القرار الفلسطيني، وإعادة الأمل للفلسطينيين في جدوي عملية السلام في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ، وأن هذه المرحلة تحتاج الي شخص ذو إمكانيات خاصة الحد الأدنى منها انه شخص يتوافق علية الجميع في اطر النزاع القائم في داخل فتح ومنظمة التحرير بمسمي نائب الرئيس ، اي من كان المرشح لهذه المهمة من وجهة نظر اطراف عربية و فلسطينية ،ولكن الي حين الوصول لهذه الصيغ لكل حادث حديث فقد تأتي هذه الصيغ بشكل توافقي إيجابي فلسطينيا، وقد تأتي بشكل تأمري سلبي فلسطينيا . وختاما مازال المستقبل مجهول الي ما ستؤول اليه هذه التحركات العربية حول إصلاح النظام السياسي الفلسطيني، وكذلك مازال الحاضر يخفي العديد من الأسرار التي لم تكشف بعد لصفقات سرية لقيادات فلسطينية مرتبطة بأجندات عربية واقليمية و أدوار لدول خرجت عن سياق الإجماع العربي في التعامل مع الملف الفلسطيني.