أخر الأخبار
الخرف السياسي والإسهال الاعلامي
الخرف السياسي والإسهال الاعلامي

لماذا هذه الغضبة المجنونة على مؤتمر يعقده أحد مراكز الدراسات و الإبحاث المصرية من جانب حركة فتح و الناطقين بإسمها ؟؟ ألا تعقد المراكز البحثية الإسرائيلية و الأمريكية مثل هذا المؤتمر الذي يأخذ على عاتقه مناقشة القضية الفلسطينية و في صلبها واقع و مستقبل حركة فتح ؟؟ و لماذا الحساسية المفرطة التي وصلت إلى درجة الهوس و إطلاق التهديدات الفارغة بقطع رواتب الناس و معاقبتهم في حال مشاركتهم في هذا المؤتمر ؟؟ غريب أن تصاب الرئاسة الفلسطينية بهذا الهوس السياسي من منطلق إعتقادها بأن كل همسة أو عمل أو قول يتعرض لفلسطين أو حركة فتح يقف وراءه النائب محمد دحلان ،،، كيف لرجل واحد أن يصبح كابوس يلاحق الرئيس و أركان قيادته ليل نهار .. ألم تفصلوا دحلان من الحركة فلماذا كل هذا الخوف و الهلع و الذعر ؟؟ أنتم تقولون أنكم تمتلكون كل الشرعيات و تمنحونها لمن تشاؤون و تمنعونها عن كل ما لا يتماهى معكم عنوة أو رغبة ، و تتزيدون على ذلك بأن دحلان و من معه لا يؤثرون عليكم ؟؟ إذن لماذا تخافون منهم و تحسبون حسابهم وفيهم المطرود و المفصول و عندكم الشرعية و السلطة ،، أما قيادة هذه .. بهدلتوا حالكم مع المصريين و الإردنيين و كل العرب ، كيف لهذه النوعية من القيادة أن تعيش حالة الفصام بين ما تدعيه و ما تخفيه ، فهي تنكر الواقع ولا تعترف به و تعتقد بذلك أن الأخرين لا يرون إلا ما ترى ... ومن ثم تدعي الصواب ... والله عيب. الواثق من نفسه و صوابية موقفه لا يكون بهذه الحال المتردية ، و ما دمتم كذلك لماذا لا تحسموا أمركم بلا مخاتلة و تضليل ، إذا كان دحلان غير ذي تأثير ومن معه لا يمثلون لكم شيئا وهم خونة و أعداء لفلسطين و يجب إجتثاثهم وما يقومون به رجس من عمل الشيطان ، و أنتم ملائكة العصر و حماة الوطن و القضية فلماذا هذا العويل و الملطمة المفتوحة بضجيج لا يتوقف يغطي على صوت الإستيطان و التهويد و القتل الإسرائيلي ،،، دعوا الشعب يحدد و الميدان مفتوح أمام الجميع للتنافس و لكن بشرف بعيدا عن إستخدام كل أشكال النفوذ و السلطة و السلطان لإرهاب الناس و قمع الحريات و مصادرة الإرادات ، لذلك لن يفلح القول أن دحلان ومن معه من الفتية المؤمنة بقضية عادلة و رؤية واضحة أصبحوا أكثر خطرا على القضية الوطنية من الإحتلال الإسرائيلي ، قد يكونون خطرا على مصالحكم الشخصية و إمتيازاتكم المكتسبة على حساب الشعب و قضيته الوطنية ... وهذا أكيد طبعا ... لذلك فإن الإدعاءات الهشة و المزاعم الكاذبة لن تجدي نفعا و ستذهب أدراج الرياح . إن الطامة الكبرى عندما يصاب المستوى القيادي الأول بحالة مرضية مزمنة على المستوى النفسي تجعله حبيس الوسواس القهري ، و أسيرا لشيطان الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ، لدرجة سعيهم لإحياء الأموات و توظيف الأشباح و عقد التحالفات غير المقدسة ، إنه الخرف و التخريف السياسي بعينه ، فهم على الملأ عندما تراهم يتنافخون إعلاميا و يوزعون التهم و التوصيفات بالخيانة و التآمر و الدس تظن للحظة أنهم قوة عظمى قادرة على إخضاع الكون لإرادتهم و أهوائهم ، لكنك ما تلبث أن تكتشف أنهم أوهى من بيت العنكبوت ، بل إن الغلو يدفع الواحد منهم نكاية في الطهارة أن يبول في سرواله ، كيف بكم أمام ندوة يشارك بها خليط من الطيف الوطني الفلسطيني بدعوة من مركز مصري للدراسات و الأبحاث تأخذكم عنجهية الضعيف لإستعداء دولة عربية بحجم جمهورية مصر العربية ، من المعيب السماح لحالة الإنفلات الأهوج لبعض الناعقين المصابين بإسهال إعلامي مزمن فيه من الردح و قلة الأدب و غياب الوعي ما يخجل منه أي فلسطيني ، بل الأدهى من ذلك أنهم باتوا يوزعون شهادات الوطنية و الشرف على الناس ، ونصبوا من أنفسهم قضاة وحكام لقياس مستوى وطنية البشر ، في الوقت الذي يبتلعون فيه ألسنتهم عندما يتعلق الأمر بالجرائم اليومية للإحتلال الإسرائيلي و يحسبون حروفهم و كلماتهم بما لا يؤثر على تصاريح ال vip )) بحوزتهم و يحرصون على عدم إغضاب " بولي – الرئيس الفعلي للسلطة كما قال د. صائب عريقات " ، قليلا من حمرة الخجل يا هؤلاء مع أن الدونية ثقافة !! أما أمين سر المجلس الثوري الأخ أمين مقبول نقول له على رسلك أخيرا سوف تحصل على جائزة الترضية بأن تصبح عضوا في لجنة مركزية قادمة لتحقق أمنية حياتك إذا قيض للمؤتمر العام السابع الإنعقاد وفق الكتالوج المرسوم له بمدخلاته و مخرجاته و نتائجه التي تكاد تكون معروفة سلفا ، فلا داعي للمغالاة في تقديم فروض الولاء و الطاعة عبر النيل من مناضلين تعرفهم و يعرفونك جيدا ، وتدرك في قرارة نفسك أنك لن تستطيع أنت أو غيرك النيل من فتحاويتهم أو وطنيتهم ، إن اللجنة المركزية التي ستكون عضوا فيها ليس أكثر من " لجنة بطالة مؤقتة " تواجه بركان له بداية بلا نهاية إلا بعقد المؤتمر العام الثامن لحركة فتح حيث يمكن إستعادة وحدة الحركة و إسترداد هيبتها ، و إلى حينذاك ستجري في النهر مياه كثيرة ، لأن هذه الحركة الشامخة بإرثها و موروثها النضالي لن تسكت على ضيم أو تخنع لمن يريد وأدها و دفن مشروعها الوطني في مقبرة الأحلام الشخصية.