أخر الأخبار
إنتصار مصري للقضية الفلسطينية بإصدار مشروع قرار أممي يدين الاستيطان اليهودى
إنتصار مصري للقضية الفلسطينية بإصدار مشروع قرار أممي يدين الاستيطان اليهودى


القاهرة-الكاشف نيوز:نجحت مصر، اليوم الأحد، فى إصدار مشروع قرار يدين الاستيطان اليهودى، فى مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، وكذلك استنكار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث بادرت مصر ومعها فنزويلا وماليزيا والسنغال وانجولا، بإصدار القرار الذى أحرج الدولة المحتلة دوليا.

وقال السفير المصرى لدى الأمم المتحدة عمرو أبو العطا، فى بداية النقاش إن المستوطنات ليست عقبة أمام السلام وحل الدولتين فحسب، إنما تقف فى اساس قضية غياب الدولة الفلسطينية، مضيفا أن إسرائيل تمارس سياسة هدم بيوت الفلسطينيين والنقل القسرى لهم والاستيلاء على اراضيهم فى الضفة الغربية، وأضاف: "هناك أجيال من الفلسطينيين لا تعرف شيئا غير الخوف ولا تتجرأ على التفكير فى مستقبل أفضل".

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الأحد، إن تل أبيب قاطعت النقاش الذى تم إجراءه فى مجلس الأمن مؤخرا لهذا الغرض، ولكن شارك فيه ممثلو جمعيات حقوق الإنسان اليسارية فى إسرائيل، وهو ما أشعل موجة من الغضب داخل إسرائيل بسبب الإحراج الذى سببته مشاركة تلك المنظمات.

وكان مجلس الأمن الدولى قد عقد جلسة خاصة لمناقشة وضع الاستيطان والاحتلال، مساء الجمعة الماضى، قال خلالها نائب السفير الأمريكى فى الأمم المتحدة، ديفيد فريسمان، أن "الولايات المتحدة قلقة بشكل عميق وتعارض بشدة البناء فى المستوطنات التى تقضى على السلام".

وأضاف فريسمان أن نشاط إسرائيل فى الضفة الغربية، خاصة البناء فى المستوطنات "يخلق واقع الدولة الواحدة"، موضحا أنه طرأ ارتفاع كبير فى هدم بيوت الفلسطينيين، خاصة فى المناطق C، وأضاف أن الولايات المتحدة تدعو الطرفين إلى انتهاج سياسة وخطوات من أجل دفع حل الدولتين وخلق واقع الدولتين على الأرض الآن.

فيما قال نائب السفير الروسى خلال النقاش أنه يمنع زوال العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، مضيفا: "يوجد إجماع بشأن عدم قانونية البناء فى المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين فى الضفة والعنف، نحن نشجب العنف ولا يوجد له أى مبرر. لكن البناء فى المستوطنات يجب أن يتوقف، فالبناء يتواصل منذ سنوات ويصل إلى مستويات جديدة. لقد وصلنا الى لحظة الحقيقة.. إذا كانت السياسة هى إقامة مستوطنات جديدة وتوسيع القائمة فإن الدولة الفلسطينية ستقوم على الورق فقط، ولن يتحقق حلم الفلسطينيين، هذا لا يتفق مع مصالح اسرائيل وفلسطين".

وأضاف نائب السفير الروسى: "إسرائيل تحتاج إلى الأمن، لكن من دون حل الدولتين سيتزايد تهديدها بشكل كبير"، قائلا: "إن بلاده معنية بدفع لقاء فى موسكو بين نتنياهو وعباس، مشيرا إلى أن الجانبين أعربا عن استعدادهما لذلك لكنه لم يتم تحديد موعد بعد".

وجاء رد تل إبيب شديد اللهجة على النقاش، حيث قال مسئول إسرائيلى رفيع المستوى إن الادعاءات أن وجود اليهود فى الضفة الغربية هو عقبة أمام السلام هى إدعاءات لا أساس لها، على حد زعمه
وأضاف المسئول الإسرائيلى وفقا لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية: هذه الادعاءات تنكر آلاف السنوات من الارتباط العميق بين شعب إسرائيل وبلاده، تماما كما تم عمله مؤخرا فى قرار اليونسكو العبثى - على حد وصفه- والتعامل مع المستوطنات اليهودية كعقبة أمام السلام، يكرر المطلب الفلسطينى الفاضح بأن تكون فلسطين خالية من اليهود"، على حد قوله.

وقال المسئول الإسرائيلى: "فى كل حالة أخرى كان سيتم رفض مثل هذا الطلب نهائيا من قبل المجتمع الدولي. لم يكن أحد مثلا سيفكر أن شرط السلام هو أن لا يكون عرب فى اسرائيل"، مضيفا: "إن مكان المستوطنات سيتحدد فى المفاوضات المباشرة بين الجانبين وليس من خلال قرارات الامم المتحدة. وتابع: المستوطنات ليست جذور الصراع ولا العقبة أمام إنهائه، فالعقبة الحقيقية هى الرفض الفلسطينى المتواصل للاعتراف بإسرائيل داخل آية حدود، هذا الرفض ينعكس فى المطالبة بتطهير الضفة الغربية من اليهود وبالتحريض الفلسطينى غير المتوقف على الارهاب".

وعرض المدير العام لمنظمة "بتسيلم" اليسارية الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان فى إسرائيل، حجاى العاد، مقطع فيديو حول الوضع فى مدينة "الخليل"، ومقطع اخر حول هدم بيوت الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وقال العاد: "إن 2016 هى السنة التى تم فيها هدم أكبر عدد من بيوت الفلسطينيين فى الضفة، وإسرائيل تسيطر على كل مجالات الحياة اليومية للفلسطينيين، الذين يتنفسون الاحتلال مع كل نسمة"، مضيفا: "هذا الاحتلال مهين جدا، لقد احتجنا إلى كثير من الوقت حتى وصلنا إلى هذا المستوى الكامل للاحتلال".

وأضاف العاد، أنه على مجلس الأمن القيام بخطوات الآن، بفعل واجبه الاخلاقي، من أجل بث رسالة تقول إنه لا يمكن لإسرائيل احتلال شعب آخر طوال 50 عاما، واعتبار نفسها ديموقراطية، قائلا: "كم من بيوت الفلسطينيين يجب أن يتم هدمه بعد حتى يفهم الناس أن الكلمات من دون عمل لا تؤثر بتاتا على إسرائيل؟ ملايين الاسرائيليين والفلسطينيين لا يعرفون واقعا آخر باستثناء الاحتلال، نحتاج إلى مساعدتكم، الفلسطينيون يجب أن يحصلوا على حقوقهم، يجب أن ينتهى الاحتلال ويجب على مجلس الامن العمل الان".

وتحدث السفير الفرنسى وشجب البناء فى المستوطنات من جهة، والعمليات ضد الاسرائيليين من جهة اخرى ودعا القيادة الفلسطينية إلى بذل جهود اكبر من أجل وقف العمليات، مشيرا إلى أن الوضع الراهن هو تدهور دائم كل يوم، مضيفا أن فرنسا لا تزال معنية بدفع مبادرتها لاستئناف المفاوضات بواسطة عقد مؤتمر دولى للسلام حتى نهاية العام 2016.

وشجب السفير البريطانى العمليات الارهابية ضد الاسرائيليين لكنه قال أن توسيع المستوطنات يشكل عقبة أمام السلام ويتآمر على إمكانية إقامة دولة فلسطينية متواصلة ومستديمة. كما شجب هدم بيوت الفلسطينيين فى الضفة وتطرق بشكل خاص إلى مخطط هدم سوسيا فى جنوب جبل الخليل، وقال أن الهدم من شأنه أن يؤدى إلى نقل السكان بالإكراه من خلال خرق القانون الدولي. ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى الامتناع عن ذلك ومنح الفلسطينيين تراخيص بالمباني.

من جانبه، هاجم سفير فنزويلا إسرائيل بشدة وقال إن مجلس الأمن يجب أن يخجل لأنه لا يفعل شيئا ضد إسرائيل التى تخرق القانون الدولى بشكل دائم، قائلا: "توجد قائمة لا تنتهى من الخروقات لحقوق الانسان التى يعانى منها الفلسطينيون، سيأتى اليوم الذى سيقدم فيه مجرمو الحرب هؤلاء إلى المحاكمة".

وقال سفير نيوزلندا أن بلده هى صديقة لإسرائيل مضيفا: "نحن نقول لهم، من فضلكم انهوا البناء فى المستوطنات وعودوا إلى المفاوضات. ونتوجه إلى الفلسطينيين ونطلب منهم وقف العنف".