أخر الأخبار
خجل الرجل يؤرق الزوجة ويعرض العلاقة الزوجية للفشل
خجل الرجل يؤرق الزوجة ويعرض العلاقة الزوجية للفشل

عمان - الكاشف نيوز

يعاني البعض من الرجال من صعوبة التعبير عن مشاعرهم والبوح بما يكتمونه بداخلهم من أحاسيس تجاه الشخص الآخر، بسبب شعورهم بالخجل على الرغم من إظهار عكس ذلك، وهذه الظاهرة تعد من أبرز المشكلات التي تعاني منها الزوجة لأنها تسبب لها الكثير من الإزعاج والقلق وتؤرقها بشكل كبير، وفي هذه الحالة تجد الزوجة صعوبة في كيفية جعل الزوج يعبر عن مشاعره.

صعوبات نفسية تقف حجر عثرة أمام تعبير الرجل عن عواطفه

كشفت دراسة برازيلية أجريت في مجال العلاقة الزوجية، أن أغلب النساء لا يستطعن إقناع أزواجهن بالتعبير عن مشاعرهم، مشيرة إلى أن عدم تعبير الرجل عن مشاعره للمرأة بشكل واضح وصريح تحول إلى مشكلة اجتماعية أسرية يعاني منها الكثير من النساء، وتؤدي في أغلب الأحيان إلى حدوث خلافات حادة، من شأنها أن تقود إلى الطلاق وتدمير الحياة الزوجية بشكل كامل.

وأوضح الباحثون أن هناك اعتقادا سائدا بأن الرجل بطبعه يكره الحديث عن عواطفه، لكن هذا الاعتقاد مجرّد خرافة، فبالفعل هناك البعض من الصعوبات النفسية التي تقف حجر عثرة أمام تعبير الرجل عن عواطفه ومشاعره، ولكن يمكن التخلص من هذه العوائق بمساعدة الزوجة، عن طريق تشجيعه على التعبير عن مشاعره بشكل صريح ومفتوح، ولكن يظل الأمر نسبيا، لأن بعض الرجال غرست في أذهانهم فكرة أنه من الخطأ أو من عدم الرجولة بوح الرجل بمشاعره وعواطفه أمام المرأة، لأن هذا من شأنه أن يقلل من هيبته ومكانته أمامها.

وأكدت الدراسة أن الرجال لديهم القدرة على فتح قلوبهم والحديث عن مشاعرهم، ولكن مع المرأة الصحيحة وليس مع الكل، حيث أن الرجل لا يحب ما يعرف باسم “الحدة العاطفية”، وهي مقتصرة على النساء، فالرجل يمكن أن يتأثر وتبرز مشاعره وعواطفه، ولكنه لا يحب البكاء عندما يعبّر عن ذلك، على عكس المرأة التي تضخم وتبالغ أحيانا في التعبير عن مشاعرها وعواطفها وإخراج ما بداخلها، وهذا هو الشيء الذي لا يحب أن يمارسه أو أن يكون ذلك جزءا منه، كما أن هناك حقيقة لا بد من معرفتها، وهي أن الرجل يمكنه التعبير عن مشاعره للمرأة المناسبة التي تمنحه الأمان حول الاحتفاظ بسره عندما يبوح لها، فالرجل لا بد أن يشعر بالراحة والأمان مع زوجته لكي يتحدث معها عن مشاعره وأحاسيسه تجاهها.

عدم تعبير الرجل عن مشاعره للمرأة بشكل واضح وصريح تحول إلى مشكلة اجتماعية أسرية يعاني منها الكثير من النساء، وتؤدي في أغلب الأحيان إلى حدوث خلافات حادة، من شأنها أن تقود إلى الطلاق وتدمير الحياة الزوجية بشكل كامل

من جانبها، تقول هبة قطب، استشارية الطب الجنسي والعلاقات الأسرية في مصر “معظم الرجال يترددون عند الاعتراف بمشاعرهم والتحدث عمّا يختلج في صدورهم، كالمخاوف والأحلام والعواطف، لأنهم يعتقدون أنها تجعلهم عرضة للخطر، وهذا يعدّ من ضمن أسباب إخفاء الرجال لمشاعر الحب، مما يجعلهم غير مستعدين للبوح بها، مشيرة إلى أنه على المرأة في هذه الحالة عدم التظاهر بأنها تعاني أو تنزعج من بعض المشاعر التي يتحدث عنها زوجها، لأن شعوره بذلك من شأنه أن يؤدي إلى صراعات بين الطرفين”.

وتضيف استشارية الطب الجنسي والعلاقات الأسرية أنه “على المرأة أن تظهر حيادية تامة، وفي حال أنه أراد معرفة رأيها عليها أن تكون حريصة على عدم إطلاق الأحكام أو التسرع في استخلاص النتائج، مشيرة إلى أنه على الزوجة أن تشعر زوجها بأنها تشاركه كل مشاعرها، ولا تشعره بأنه المسؤول عن الجوانب السلبية لهذه المشاعر، فعليها أن تعرف الفرق بين مشاعر الرجل ومشاعرها، وكذلك الفروق في التعبير عن هذه المشاعر بينهما، فالرجل يمكن أن يحذف أشياء كثيرة، عكس المرأة التي تصر على المزيد من التفاصيل، وهو ما يؤدي إلى شعوره بالملل من التفاصيل الكثيرة التي لا ضرورة لها.”

وتضيف قطب “يمكن للزوجة استخدام بعض الطرق لجعل الرجل يعبّر عن مشاعره، ويتمثل ذلك في أن تحاول المرأة إثارة موضوع عاطفي عندما تكون منشغلة بعمل شيء معين، لكي لا يشعر الرجل بأن زوجته تقصد عمدا سحب الأحاديث منه حول مشاعره، فربما لهذه الموضوعات التي يتم إطلاقها بشكل عفوي أن تجعل الرجل يظهر عواطفه بشكل عفوي أيضا، كما أن الرجل يفضل أن يلقي كلاما رومانسيا للمرأة الجميلة، لذلك على المرأة أن تهتم بجمالها بشكل يومي لتجد زوجا رومانسيا، وعلى الزوجة أن تشعر زوجها برجولته واعتمادها عليه بشكل كلي، لأن هذا الأمر يجعل الرجل في حالة من النشوة التي تخلصه من الخجل الذي يشعر به، فعلى المرأة أن تقوم باستغلال الجانب الإيجابي في علاقتها بزوجها، حتى تحصل على ما تريد وتضيف مزيجا من المرح والمتعة لعلاقتها الزوجية”.

وحول تأثير خجل الرجل على العلاقة الزوجية، يؤكد ناصر عبدالهادي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة أن خجل الرجل قد يعرّض العلاقة الزوجية للفشل، فهناك صعوبة حقيقية في جعل بعض الرجال يتحدثون عن مشاعرهم بشكل صريح، وهو ما يوجد نوعا من الجمود العاطفي يؤثر سلبا على الحياة الزوجية، لافتا إلى أن هناك رجال يلجؤون للقيام بمشاهدة الأفلام الإباحية وإقامة علاقات غير شرعية للتخلص من خجلهم، وهو ما يأتي بنتائج عكسية تزيد العلاقة الزوجية سوءا وتوترا، وربما تؤدي إلى انهيار الأسرة بأكملها.