أخر الأخبار
التهديدات والزمجرات الأميركية تمخـض الجبـل فولـد فـأراً !
التهديدات والزمجرات الأميركية تمخـض الجبـل فولـد فـأراً !

بالطبع.. يجب ألاّ يكون مُستغرباً أن يتواصل تمادي «الحوثيين» والذين يقفون وراءهم، إيران وأيضاً روسيا، في إستهداف المدمرات والبوارج الأميركية التي تعبر باب المندب وتتنقل بين بحر العرب والبحر الأحمر، فالميوعة السياسية التي إتبعها باراك أوباما وبخاصة منذ بداية ولايته الثانية، حتى بالنسبة للقضايا الدولية الملتهبة التي تشكل تحديا للولايات المتحدة كدولة، هي التي تشجع الإيرانيين بدفعٍ ودعمٍ من الروس على هذا التمادي في إهانة هذه الدولة «العظمى» التي من المفترض أنها إنْ هي أطلقت «نَحْنحة» خافتة وخفيفة ترتجف فرائص فلاديمير بوتين ومعه الولي الفقيه في طهران.
إنَّ من لديه معرفة ولو محدودة بألاعيب الأمم ومناورات الدول لا بد وأنه أدرك أنَّ إستهداف المدمرات والبوارج الأميركية في الوقت الذي كانت تجري محادثات لوزان الفاشلة هو من قبيل الإمعان في إظهار ضعف إدارة الرئيس باراك أوباما الذي، على غير ما كان متوقعاً من مشاوراته مع قادة أجهزته الأمنية، قد أرسل وزير خارجيته جون كيري إلى لقاء هذه المدينة السويسرية بتعليمات باهتة بإن عليه أن يركز على ضرورة الحل السلمي للأزمة السورية وأن يبتعد، ليس بقدر الإمكان وإنما قطعياً، عن التطرق، ولو تلويحاً، إلى الحلول العسكرية !!.
«من يهن يسهل الهوان عليه» ويقينا أنَّ «كُساح» إدارة الرئيس أوباما السياسي المبكر تجاه الأزمة السورية وميوعة المواقف التي إتخذتها وإتبعتها هذه الإدارة تجاه هذه الأزمة التي كانت قد تحولت منذ أيامها الأولى إلى أزمة دولية مصيرية وإلى أزمة إقليمية حاسمة هو ما جعل روسيا تتحول إلى دولة عظمى وإن مؤقتاً وهو ما جعل الروس يعودون إلى هذه المنطقة الإستراتيجية وبكل هذه القوة، بعد غياب بقي مستمراً ومتواصلاً منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي، ويحولون سورية كلها إلى قاعدة عسكرية ويملأون شواطىء البحر الأبيض المتوسط الشرقية بأساطيلهم وبمدمراتهم الحربية.
كان الإعتقاد أن أوباما في نهايات ولايته التي إقترب موعد رحيلها، غير مأسوف عليها، «سيشرب حليب السباع» ولو بمجرد التلويح بالقوة دون أنْ يستخدمها لكن يبدو :»أن الطبع يغلب التطبُّع»، كما يقول المثل العربي وأن من شبَّ على أمرٍ سيشيب عليه ويقيناً أنَّ كل هذا قد عرفه الروس وقد تأكدوا منه ولذلك فإنهم، في الوقت الذي أْوصى فيه الرئيس الأميركي وزير خارجيته بأن يركز على حلِّ الأزمة السورية سلمياًّ ويبتعد عن مجرد الإشارة إلى الحلول العسكرية، قد بادروا إلى إرسال المزيد من مدمراتهم الحربية إلى الشواطىء السورية وإلى تكثيف غارات «قاصفاتهم» الإستراتيجية على حلب وعلى غيرها.. وأيضاً إلى دفع إيران لتوجيه إهانة جديدة لأميركا في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب.
ربما أن هناك من يجد عذراً للرئيس باراك أوباما على أساس أن إدارته قد أصبحت بكل هذا الضعف وأنها غدت :»بطة عرجاء» نظراً لإحتدام معركة الإنتخابات الرئاسية لكن المفترض أنَّ حتى المتابع العادي لا بد وأنه أدرك مبكراً أن الرئيس الأميركي قد أصبح هذه «البطة العرجاء» منذ بدايات ولايته الثانية وربما قبل ذلك وأن فلاديمير بوتين الذي أصبح يسعى لإستعادة «أمجاد» الإتحاد السوفياتي، عندما كان في ذروة تألقه وقوته، قد إستغل هذه الفرصة وفعل كل هذا الذي فعله ولا يزال يفعله في سورية وفي الشرق الأوسط فأظهر الولايات المتحدة بأنها لم تعد على ما كانت عليه بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي وإنتهاء الحرب الباردة !!.