أخر الأخبار
قذائف المقاطعه و تناسيم العين السخنة
قذائف المقاطعه و تناسيم العين السخنة

انتهت اعمال المؤتمر او الندوة او ورشة العمل التي نظمها المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط و التي كانت تحت عنوان ( مصر و القضية الفلسطينية) . هذا المؤتمر الاكاديمي و السياسي المنعقد في منتجع العين السخنة بالقرب من مدينة السويس على ساحل البحر الاحمر حيث صدرت التعليمات من " المقاطعة" بقصفه بالمدفعية الثقيلة ، بحيث يستهدف فكرة انعقاد المؤتمر بحد ذاته من خلال التشكيك بالنوايا الخبيثة التي تقف خلفه و قصف الشخصيات التي ستشارك فيه باعتبارها شخصيات "مشبوهه" و غير وطنية تشارك في مؤامرة على "الشرعية" وتبريرا لهذا الهجوم تم الصاق المؤتمر بالنائب ( الجن) محمد دحلان، على اعتبار انه هو الذي يقف خلف هذا المؤتمر و الذي ستكون مخرجاته غير وطنية و تهدف الى الاسراع بالتخلص من الرئيس عباس و فرضه رئيسا قادما على الشعب الفلسطيني ليس من خلال صندوق الاقتراع بل من خلال دبابات الرباعية العربية.

لم يكن لديهم وقت للانتظار لما سيناقشه المؤتمر و ما سيطرحه من اوراق بحثية سيما ان المشاركين سواء من الجانب المصري او الفلسطيني يعتبرون من خيرة السياسيين و الكتاب و الاكاديميين والباحثين، بل اعتبروا مسبقا ان هؤلاء يشاركون في لعبه خطيرة تهدد عرش الامبراطور بعد ان نزعوا عنهم صفة الوطنية و قرروا انهم يضعون انفسهم في دائرة الشبهات.

تجاوب مع هذا الهجوم الذي جعل من هذه الندوة الاكاديمية اهم من اوسلو او مؤتمر مدريد كل من هو عينه على المؤتمر السابع لحركة فتح التي يقال انه تقرر عقده اواخر الشهر القادم ، حيث كانت فرصه من حيث التوقيت لاظهار الولاء في الدفاع عن " الشرعية" ، منهم من هو طموحاته متواضعه، فقط يريد ان يضمن بأن يكون اسمه من ضمن اسماء المؤتمر، و منهم من يطمح ان تكون له فرصه لانتخابه في المجلس الثوري و منهم من يعتقد ان هذ الامر سيعزز من فرصته ليصبح عضوا في اللجنة المركزية.

ومنهم بلا شك من كان ضحية هذا التضليل واقتنع بالفعل ان هذا المؤتمر هو مؤامرة على الشرعية و منهم من تمنعه احقاده و عقده الشخصية من رؤية الحقيقة و سيعارض اي شيء دون ان يفهم، ولا يريد ان يفهم طالما اسم النائب دحلان مرتبط بالموضوع.

مورست كل انواع الترهيب و التهديد و الوعيد بقطع الارزاق و قطع الاعناق لمن سيشارك في هذه المؤامرة على "الشرعية" الفلسطينية وعلى الرئيس عباس شخصيا . منهم من رفض المشاركة لانه غير قادر على تحمل الصغوط و منهم من ارعبه شدة الهجوم وتجنبا للمشاكل قرر عدم المشاركة و منهم من رفضت مؤسساتهم التي يعملون بها منحهم اجازات لفترة انعقاد المؤتمر .

ومع ذلك الذين شاركوا في هذا المؤتمر ،جميعهم كانوا من قطاع غزة حيث كانت هذه رغبة مركز الدراسات على اعتبار ان هناك ندوات اخرى و مؤتمرات اخرى سيعقدها المركز في المستقبل تغطي مناطق جغرافيه وشرائح فلسطينية اخرى. المشاركون من الفلسطينيين و الذين لم يرعبهم الهجوم العنيف و الذي كان هدفه ان ينتزع عنهم وطنيتهم و يضعهم في دائرة " الشبهات" كانوا من خيرة ابناء الشعب الفلسطيني من نواب في المجلس التشريعي واعضاء في المجلس الثوري و اكاديميين و كتاب و صحفيين و مؤسسات مجتمع مدني .

المصريون كانوا على قدر عالي من الاطلاع على ما يحدث في الجانب الفلسطيني و كل عمليات الاستهبال و التضليل و التدليس و التشكيك لم تنطل عليهم. تحدثوا بروح مسؤولية عالية على اعتبار ان القضية الفلسطينية هي قضية امن قومي مصري و تحدثوا عن ضرورة الحفاظ على وحدانية التمثيل الفلسطيني وعدم التشكيك بشرعيته، عبروا عن ألمهم لحالة التشظي سواء في حركة فتح او نتيجة الانقسام الفلسطيني، تحدثوا عن ضرورة رص الصفوف لكي تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية رغم الاحداث الجسام التي اثرت و ما زالت بشكل سلبي على القضية الفلسطينية.

المشاركون من الجانب الفلسطيني تحدثوا بكل مسؤلية ، وفي جميع المداخلات وعلى مدار الثلاث ايام و باحساس وطني عالي حول ضرورة ان تواصل مصر دوراها الايجابي كما كان دوما على مساعدة الفلسطينيين في الخروج من حالة التشظي و الانقسام الذي يعيشون.

واكدوا على ضرورة الحفاظ على شرعية المنظمة والسلطة ووحدة حركة فتح و تماسكها باعتبارها العمود الفقري لحماية المشروع الوطني من الانهيار. تحدثوا عن مأساة قطاع غزة الناتجة عن استمرار الانقسام و الحصار و تحدثوا عن معاناة الناس نتيجة اغلاق معبر رفح لفترات طويلة، حيث كان هذا الموضوع حاضرا في كل مداخلة من المداخلات خلال ايام المؤتمر.

لم ينس المشاركون توجيه التحية للشعب المصري الذي قدم آلاف الشهداء دفاعا عن فلسطين ، و للرئيس عبد الفتاح السيسي ، و كذلك لم ينس المشاركون بتوجيه التحيه للرئيس محمود عباس بصفته رئيسا للسلطة و لمنظمة التحرير ولكي يشعر كل المهووسين و الموتورين كم كانوا صغار وكم كان المشاركون كبار في وعيهم و تفكيرهم و حرصهم على فلسطين و قضيتها و شعبها.
شكرا مصر و شكرا للمركز القومي لدرسات الشرق الاوسط، شكرا لكل من شارك من النخب الفلسطينية ولم يخش الترهيب و التهديد و الابتزاز .