أخر الأخبار
«امشي عدل يحتار عدوك فيك»!
«امشي عدل يحتار عدوك فيك»!

 

بدرية البشر
ظهرت مركل في صورة وهي تفتح هاتفها على أوباما تؤنبه بعد أن اكتشفت أنها تعرضت لعملية تجسس أميركية، تقول له إن هذا العمل مرفوض بين الأصدقاء وأنها لن تسمح به، وقيل إن أوباما كان على الجانب الآخر يحلف ويقسم بأنه لا يمكن أن يكون قد تجسس عليها أو على محادثاتها.
الصحف الغربية شنت حملة واسعة على فضيحة التجسس الأميركية التي كشف عنها المتقاعد في الأمن القومي الأميركي سنودن، الذي فرّ إلى روسيا بعد أن قال إن وكالة الأمن القومي طلبت من المسؤولين البارزين في البيت الأبيض أن يقوموا بتسليمهم أرقام هواتف السياسيين البارزين التي في حوزتهم، وأنهم حصلوا على 200 رقم من بينها أرقام 35 من زعماء العالم، وأن موظفين في الوكالة تم تكليفهم على الفور بمراقبة اتصالات هذه الأرقام. التجسس يصبح فضيحة حين يطاول الكبار فقط، فيما هم يسمحون لأنفسهم بأن يتجسسوا على الآخرين!
جمع المعلومات من باب التجسس والتنصت، بهدف معرفة ما ينوي الآخرون عمله في عرف العمل الاستخباري يُعد أمناً من حيث هو عمل دفاعي استباقي لإبطال البلاء قبل وقوعه. هذه العملية التجسسية ذكرتني بسابقة بريطانية حين كشفت صحف بريطانية عن عملية تجسس على المشاهير والنجوم الذين يحرصون على إقامة السدود في وجه الصحافة، كي يبقوا بعيداً من كاميراتهم والتكسب من فضائحهم وأخبارهم، لكن الفنانين وجدوا أنهم قد وقعوا في كمين تآمر بوليسي إعلامي، باعهم للصحافة بكشف هواتفهم الخاصة، لكن هذه الفضيحة ليست اليوم مثل حين يكتشف الزعماء أنهم في الكمين ذاته.
كلما اتسعت قدرتك على التـواصل مع الـعالم عـبر وسـائله الإلـكترونية كنت عرضة للكشف، فهذه الوسائل الخاصة التي تظن بأنك دفعت ثمنها كي تحظى بالسرية والخصوصية تكتشف أن من قواعد عملها هو الاحتفاظ بمعلوماتك الخاصة في ملف يدعى غيمة فضائية تحت الطلب، أو أن الشركة المصنعة لديها قاعدة جمع بياناتك كلها، وقد تبيعها لجهة استخبارية في صفقة تجارية رابحة.
حجة عمليات التنصت هو أن هذه الدول تحارب الإرهاب، لكن حتى وإن كنت مطمئناً بأنك لست عنصراً إرهابياً فإن هذا لا يعني أن لا تضمن أن تفسير سلوكك إرهابياً عند الآخر. أما في بريطانيا حين تكون فناناً شهيراً فإن أسرارك تصلح للبيع وجني الأرباح!
أحد المواطنـين الأميـركيـين قام بطـلب كـشـف من شـركة الاتـصالات عن «الداتا» التي جـُمـعت عن هاتـفه، وهـددهـم بمـقاضـاتهـم إن لـم تســتجب الـشركة لطلبه، وتمّ له ذلك وتـسـلمها، فاكـتشـف أن الـملف الخـاص بـرقـمه يجمع ويصور نقاط حركته وتـنقلاته في خريطة واضحة وشاملة إذا ركب قـطاراً أو دخـل مـنزلاً أو سافر إلى مدينة أخرى بالتواريخ والمواقع.
وأنت تظن بأنك تجلس في منزلك في خلوة أمام شاشة كومبيوتر وحدك تستخدم اتصالات توافرها لك الشبكة الإلكترونية من بريد إلكتروني ورسائل واتصال هاتفي وقوائم أرقام خاصة... إلخ، من دون أن تدرك أنك في قبضة غيمة فضائية فتحت لك ملفاً تجمع فيه كل تحركاتك واتصالاتك، وتصبح مكشوفاً متى وقع اسمك تحت الطلب، ولن يحق لك أبداً أن ترفع هاتفاً مثلما فعلت ميركل لتؤنب المتجسس عليك قائلاً إن هذا عمل مرفوض.
الأقوياء وحدهم يرفضون أن يتجسس عليهم أحد، لكن الضعفاء يكتفون بقاعدة «امشي عدل يحتار عدوك فيك».
* نقلا عن "الحياة" اللندنية

بدرية البشر
ظهرت مركل في صورة وهي تفتح هاتفها على أوباما تؤنبه بعد أن اكتشفت أنها تعرضت لعملية تجسس أميركية، تقول له إن هذا العمل مرفوض بين الأصدقاء وأنها لن تسمح به، وقيل إن أوباما كان على الجانب الآخر يحلف ويقسم بأنه لا يمكن أن يكون قد تجسس عليها أو على محادثاتها.
الصحف الغربية شنت حملة واسعة على فضيحة التجسس الأميركية التي كشف عنها المتقاعد في الأمن القومي الأميركي سنودن، الذي فرّ إلى روسيا بعد أن قال إن وكالة الأمن القومي طلبت من المسؤولين البارزين في البيت الأبيض أن يقوموا بتسليمهم أرقام هواتف السياسيين البارزين التي في حوزتهم، وأنهم حصلوا على 200 رقم من بينها أرقام 35 من زعماء العالم، وأن موظفين في الوكالة تم تكليفهم على الفور بمراقبة اتصالات هذه الأرقام. التجسس يصبح فضيحة حين يطاول الكبار فقط، فيما هم يسمحون لأنفسهم بأن يتجسسوا على الآخرين!
جمع المعلومات من باب التجسس والتنصت، بهدف معرفة ما ينوي الآخرون عمله في عرف العمل الاستخباري يُعد أمناً من حيث هو عمل دفاعي استباقي لإبطال البلاء قبل وقوعه. هذه العملية التجسسية ذكرتني بسابقة بريطانية حين كشفت صحف بريطانية عن عملية تجسس على المشاهير والنجوم الذين يحرصون على إقامة السدود في وجه الصحافة، كي يبقوا بعيداً من كاميراتهم والتكسب من فضائحهم وأخبارهم، لكن الفنانين وجدوا أنهم قد وقعوا في كمين تآمر بوليسي إعلامي، باعهم للصحافة بكشف هواتفهم الخاصة، لكن هذه الفضيحة ليست اليوم مثل حين يكتشف الزعماء أنهم في الكمين ذاته.
كلما اتسعت قدرتك على التـواصل مع الـعالم عـبر وسـائله الإلـكترونية كنت عرضة للكشف، فهذه الوسائل الخاصة التي تظن بأنك دفعت ثمنها كي تحظى بالسرية والخصوصية تكتشف أن من قواعد عملها هو الاحتفاظ بمعلوماتك الخاصة في ملف يدعى غيمة فضائية تحت الطلب، أو أن الشركة المصنعة لديها قاعدة جمع بياناتك كلها، وقد تبيعها لجهة استخبارية في صفقة تجارية رابحة.
حجة عمليات التنصت هو أن هذه الدول تحارب الإرهاب، لكن حتى وإن كنت مطمئناً بأنك لست عنصراً إرهابياً فإن هذا لا يعني أن لا تضمن أن تفسير سلوكك إرهابياً عند الآخر. أما في بريطانيا حين تكون فناناً شهيراً فإن أسرارك تصلح للبيع وجني الأرباح!
أحد المواطنـين الأميـركيـين قام بطـلب كـشـف من شـركة الاتـصالات عن «الداتا» التي جـُمـعت عن هاتـفه، وهـددهـم بمـقاضـاتهـم إن لـم تســتجب الـشركة لطلبه، وتمّ له ذلك وتـسـلمها، فاكـتشـف أن الـملف الخـاص بـرقـمه يجمع ويصور نقاط حركته وتـنقلاته في خريطة واضحة وشاملة إذا ركب قـطاراً أو دخـل مـنزلاً أو سافر إلى مدينة أخرى بالتواريخ والمواقع.
وأنت تظن بأنك تجلس في منزلك في خلوة أمام شاشة كومبيوتر وحدك تستخدم اتصالات توافرها لك الشبكة الإلكترونية من بريد إلكتروني ورسائل واتصال هاتفي وقوائم أرقام خاصة... إلخ، من دون أن تدرك أنك في قبضة غيمة فضائية فتحت لك ملفاً تجمع فيه كل تحركاتك واتصالاتك، وتصبح مكشوفاً متى وقع اسمك تحت الطلب، ولن يحق لك أبداً أن ترفع هاتفاً مثلما فعلت ميركل لتؤنب المتجسس عليك قائلاً إن هذا عمل مرفوض.
الأقوياء وحدهم يرفضون أن يتجسس عليهم أحد، لكن الضعفاء يكتفون بقاعدة «امشي عدل يحتار عدوك فيك».
* نقلا عن "الحياة" اللندنية