رام الله - الكاشف نيوز : من يحاول اقناع الشعب الفلسطيني أن الاسرى تم اطلاق سراحهم كالتزام موقع بين طرفي التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي عام 1994 يكون مخطاً بكل تأكيد. لان الشعب لم يعد يستمع او حتى يؤمن بالتصريحات عبر شاشات التلفاز مهما كانت واينما كانت. الفلسطينييون يقرأون الواقع بكل تفاصيله، فعندما تحاول الحكومة والقيادة الفلسطينية و محيطين بالقيادة تمرير صيغة ان اطلاق سراح الاسرى جاء بواقع القوة الفلسطينية والضغط الفلسطيني يكون االشعب قد قرأ الواقع واكتشف حقائق مؤسفة ان صح التعبير.
الحقائق على ارض الواقع تقول ان اطلاق سراح الاسرى جاء بعد مرور 3 اشهر على اللقاءات التفاوضية هذا من ناحية. اطلاق سراح الاسرى جاء في ظل استمرار الاستيطان، وهذا من ناحية اخرى. اطلاق سراح الاسرى جاء مع عدم وجود متغيرات في جوهر الحياة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتهويد المستمر في القدس المحتل هذا من ناحية ايضا و مكشوفة على ارض الواقع لجميع من يحاول فهم المجريات دون الاصغاء لاي تصريح رسمي من مقاطعة رام الله.
احتكار "حركة فتح" لرئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" وابناءه، بدى واضحا عندما خسر ياسر عباس قضية كان قد رفعها ضد صحفي امريكي يعمل لحساب مجلة " فورن بوليسي" الشهيرة والاولى على مستوى العالم، تهتم بالشؤون الاقتصادية. القضاء الامريكي رد دعوة ياسر عباس ضد المجلة و الصحفي نفسه و اثبتت ان ما جاء في التقرير الصحفي في مجلة "فورن بوليسي" صحيحا و معتمدا على ادلة من جهات رسمية وحسابات بنكية، ويتحدث التقرير حول التزامن في تنقل ياسر عباس الى جانب والده الذي يدير السلطة في رام الله للالتقاء بشخصيات سياسية اقتصادية وعقد صفقات تجارية، و الاهم فيما نشر وادين به ياسر عباس تنفذه بالتحكم في الاموال التي تقدمها الولايات المتحدة كمساعدات للفلسطينيين ولكنهم – اي الفلسطينييون - لم يستفيدوا منها للسبب المذكور.
"محمود عباس" بدى منزعجاً جدا في كلمته امام الاسرى الذين اطلق سراحهم وعددهم 26 اسير فلسطيني. قال عباس في كلمته امام الاسرى المحررين في المقاطعة "أن هناك غير الوطنيين من يحاول تسويق أننا عقدنا صفقة اطلاق سراح اسرى مقابل المفاوضات و الاستيطان". هذا ما قاله عباس و ما يقوله الواقع عكس ذلك تماما. لا نعرف متى سيخرج اصغر مسؤول في مقاطعة رام الله ليقول الحقيقة المريرة.
انزعاج الرئيس"محمود عباس" عقب لقاء النائب محمد دحلان على قناة العربية متحدثا حول محاضر اجتماعات "كيري" مع وزراء الخارجية العرب في باريس. وتفيد محاضر الاجتماعات التي سربت الى وسائل الاعلام أن "الرئيس عباس" متفهما لمطلب الاسرائيليين من استمرار الاستيطان بالتحديد نتنياهو الذي يراس الحكومة الاسرائيلية وخوفا من سقوطها ان اوقف بناء الاستيطان، لكن نتنياهو قد عوض عباس باطلاق سراح اسرى تم اعتقالهم ما قبل اتفاق اوسلوا. بدت ملامح احراج وتصنع عندما قال عباس كلمته امام الاسرى المحريرين.
ما جاء في محضر اجتماع كيري و وزراء الخارجية العرب حول تفهم عباس لاستمرار الاستيطان لم يكن "تفهمه" الاول من نوعه وليس غريبا ابدا. قبل عدة شهور من الان كان قد صرح "محمود عباس" في لقاء له قناة عبرية للاحتلال الاسرائيلي، أنه يتفهم الاسرائيليين وخوفهم من حصول فلسطين على مقعد في الامم المتحدة لكنه – اي محمود عباس – طمأنهم أنه لا ينوي ان يتقدم الى محاكم دولية لوقف الاستيطان و محاكمة سياسين وعسكريين اسرائيليين. عباس كان حريص على ايصال رسالة ثقة ووعد الى الشعب الاسرائيلي انه ضد اي عمل عسكري ضد الاحتلال و ضد الانتفاضة و الاهم أنه تنازل عن حق العودة الى صفد.
الاحتلال الاسرائيلي لم و لن يجد شريك افضل من الرئيس "محمود عباس" و ما يطلقه ليبرمان من تصريحات هي ليست اكثر من تلميع لحاكم في رام الله و سياسة اسرائيلية اصبحت مكشوفة. حيث يعلم الاسرائيليين أنه كلما اطلقت تصريحات ضد اي مسؤول فلسطيني يزيد ذلك من شعبيته و يشتغل تلك النقطة على الدوام لانهم بحاجة "محمود عباس". تصريحات ليبرمان دائما كانت صريحة عبر وسائل الاعلام ولم تكن تسريات من خلال اجتماعات له مع اسرائيليين في الحكومة الاسرائيلية.
8 سنوات على تحكم "محمود عباس" بسلطة رام الله وادارتها هو وابنائه و شركاء معه في الحكم. لا يمكن لاي فلسطيني انتقاد رئيس السلطة وتنفذه هو ابنائه في ادارتها والطريقة التي تدار بها، لانه سيعاقب من ينتقده رغم ان الحكم في الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية ليس بالحكم "الملكي". لم يعد وجود حقيقي لحركة فتح، فهو الحكام، وهو الامر الناهي في فتح و في منظمة التحرير و في السلطة الفلسطينية وليس بحاجة الى العودة لحركة فتح لاتخاذ اي قرار مهما كان بعد ان اصبح كل من "حركة فتح، منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية مزيج واحد في شخص واحد، تماما كمخلوط لـ "كوكتيل" في كوب واحد لا يمكن فصل مكوناته بعد خلط العديد من الفواكه.
محمود عباس قال "فليخسأ الاستيطان" في رد منه على ما سرب من محضر اجتماع كيري بوزراء الخارجية العرب. لكن لم تمضي على تصريحات الرئيس "محمود عباس" 24 ساعة امام الاسرى المحررين خلال احتفالية استقبالاً لهم في المقاطعة برام الله، حيث اعلن الاحتلال الاسرائيلي عن بناء 1500 وحدة استيطانية في بقعة مهمة بالقدس الشرقية.
صحيفة "جيروسالم بوست" نشرت تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها "أنه تم اطلاق سراح الاسرى بناء على تفاهمات مع الفلسطينيين على استمرار الاستيطان. ماذا سيقول "محمودعباس" بعد الان؟