أخر الأخبار
الخلافات الزوجية: أسبابها.. وعلاجها
الخلافات الزوجية: أسبابها.. وعلاجها

عمان - الكاشف نيوز

أرسى الإسلام قواعد العلاقة الزوجية على أسس ثابتة، توزع الحقوق والواجبات على طرفي عقد الزوجية، تتمثل في جمل عامة، مثل:

1-«الرجال قوامون على النساء».أي بالولاية والرعاية والنفقة والمسكن.

2-«وعاشروهن بالمعروف».أي بالصحبة الجميلة، وكف الأذى، وبذل الندى.

3-«ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة، والله عزيز حكيم» فكما أن على المرأة حقا لزوجها، فإن لها حقا عليه.

إلا إن حقه أعظم لما عليه من القوامة.

4-«إن لكم عليهن ألا يُوطئن فُرشكم أحدا تكرهونه… ولهن عليكم رزقُهن وكسوتهُن بالمعروف» رواه مسلم.

كما عالج الإسلام المشكلاتِ التي تعترض مسيرة الحياة الزوجية، ووجه كلا من الزوجين في حال نشوز صاحبه، وإعراضه، كما وجه الولاة المصلحين، فقال:

1-«واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا». مخاطبا الأزواج، واعظا إياهم بذكر اسمين من أسمائه الحسنى، ليعلموا أن فوقهم من له الكبرياء والعظمة.

2-«وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير، وأحضرت الأنفس الشح، وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا» في جانب الزوجة، فتتنازل عن بعض حقها في سبيل حفظ باقيه.

3-«وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها، إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما، إن الله كان عليما خبيرا». مخاطبا الحكام والقضاة.

إن منشأ الخلاف بين الزوجين يرجع إلى أسباب متنوعة.

وسوف نتناول سببين من أسباب الخلاف الزوجي الشائعة في بعض بيوتات مجتمعنا، كما أفصحت عنها الاستشارات:

أولا: الأسباب الطبعِية (هكذا هي الحياة):

لعل معظم حالات الخصام اليومي بين الزوجين ترجع إلى الصفات النوعيةِ الخُلُقِية التي طبع عليها كل منهما العلاج: يتلخص في أمرين:

أحدهما: ضرورةُ مجاهدةِ المرءِ نفسه، وكبحِ جماحِها.

الثاني: تعرفُ كلِ طرفٍ على طبيعة الآخر، وفهمُه له، ومعاملتُه وفق ذلك الفهم.

ثانيا: الواقع الاجتماعي:

تتأثر الأسرةُ الناشئةُ بالوسط المحيط، سلبا وإيجابا، لاسيما أقارب الزوجين.

فقد يقع احتكاك بين أحد الزوجين ووالدِ الآخر أو والدتِه، أو بعضِ إخوانِه أو أخواتِه، فينحي باللائمة من حيث يشعرُ أو لا يشعر على شريك حياته، ويفرغ فيه فورة غضبِه وحنقِه.

وقد يسعى بعض أقارب الزوجين للتدخلِ في شؤونهما الخاصة، فتنشأ خلافات لم تنبع من ذاتيهما، العلاج: يتلخص في أمرين:

أحدُهما: أن يحرص الزوجان على حفظ خصوصياتهِما، وعدمِ بذلها لكل طفيلي مستطلع، وأن يحيطا حياتهما الزوجية بسور من المهابة والاحترام، يحجز الآخرين من انتهاكها، بالاقتراحات والإيحاءات، وجميعِ صور التخبيب.

الثاني: أن يستيقن كل منهما أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس من العقل والدين والمصلحة أن يجر أخطاء الآخرين إلى عقر داره، فتتضاعف مصيبتُه. بل يخلع على عتبة بابه، وحدود مملكته جميع الملابسات الخارجية، ولا يسمح لها بأن تفسد عليه عيشه، أو أن يرمي بها بريئًا.