أخر الأخبار
المعارضة السورية: حكومة وجوازات
المعارضة السورية: حكومة وجوازات

 

 

طاهر العدوان 

لا شئ جدي في حل المسألة السورية «وأهل مكة أدرى بشعابها « ولو كانت هناك قناعات بين أوساط المعارضة بان الحل سيأتي من جنيف٢ لتمهلت في قرارها بتشكيل حكومة مؤقتة بعد انتهاء اجتماعاتها في إسطنبول. فما يترقبه السوريون او ما يعمل من اجله المجتمع الدولي هو تشكيل (حكومة انتقالية في دمشق ) كاملة الصلاحيات تشكل تتويجا لاتفاق بين المعارضة والنظام في المؤتمر الذي تعد له الموائد في جنيف.

قرار المعارضة اقرب كثيرا لأرض الواقع من أحلام تشكيل حكومة انتقالية فالصراع لايزال في بداياته رغم مضي ما يقارب ال٣ أعوام على اندلاعه، وكل يوم يمر يبعد السلام ويعمق من الأحقاد والثارات في حرب رست على الطابع الطائفي، ليس على مستوى سوريا إنما على امتداد المنطقة الواقعة بين طهران وبيروت. حرب هذه طابعها ستطول ربما أكثر مما فعلت الحرب اللبنانية والحرب في يوغسلافيا القديمة.

إطالتها يعني بقاء مخيمات اللاجئين في دول الجوار واستمرار تدفقهم عبر الحدود وهنا تأتي ضرورة وأهمية وجود حكومة سورية ترعى شؤونهم وتتابع أحوالهم، خاصة وقد ثبت ان لا سفير من سفراء النظام في الدول المجاورة قام بزيارتهم حتى عندما انشغل العالم بغرق مخيم الزعتري بالأمطار، او مع تواتر المعلومات عن انتشار مرض شلل الأطفال بين صفوف ملايين اللاجئين، اما لأنهم يعتبرون اللاجئين إرهابيين وفق منظومة مصطلحات دعاية النظام، او انهم لا يجرءوا على زيارة مخيمات اللاجئين وحيثما وجد سوريون لأنهم يعرفون انه غير مرحب بهم.

الحكومة المؤقتة ستقوم بما لا تستطيع حكومة دمشق ان تقوم به مثل متابعة شؤون التعليم في الزعتري وغيره وتوفير العناية الطبية والأدوية واهم من ذلك إصدار جوازات سفر سورية مؤقتة وشهادات ولادة الخ. فلقد أثبتت أوضاع السوريين في مصر ان مسألة توفير جواز سفر مؤقت ومعترف به من الدول العربية ودول اصدقاء سوريا مع تسهيل عملية تنقلهم وإقامتهم هي اهم من توفير الغذاء والدواء في المخيمات. لقد غامر مئات السوريين بأنفسهم وعائلاتهم بالانتقال الى أوروبا في قوارب المهربين بعد ان تم التشديد على إقامتهم في مصر وبعض البلاد الأخرى حيث غرق العشرات منهم في البحر بينما يعاني من وصل منهم الىالبر من مطاردة السلطات والمعاملة القاسية على الشواطئ الأوروبية.

اذا ما أصدرت الحكومة المؤقتة جوازات سفر وعقدت الاتفاقات التي تسهل اقامتهم وسفرهم وحتى عملهم مع عشرات الدول التي تعلن ليلا نهارا بانها تقف مع الشعب السوري، فان جانبا كبيرا من اعباء المأساة السورية سيوزع على مجموعة دول وليس على دول الجوار فحسب. الحرب ستكون طويلة ومعاناتها ستتعاظم مع كل شهر يمر، ولم يكن بمستطاع لبنان والمنطقة تحمل انعكاسات وآثار الحرب الأهلية اللبنانية لو ان الدولة اللبنانية اختفت من الوجود او انها فرقت في التعامل بين لبناني وآخر والنتيجة كانت انه لم تظهر مخيمات لبنانية في الدول المجاورة انما تنقل اللبنانيون عبر العالم وساعدهم ذلك على تخطي آثار تلك الحرب.

في سوريا لا توجد حرب أهلية فقط انما لا توجد حكومة تهتم بكل السوريين في الداخل والخارج. فهل تنجح حكومة المعارضة في ان تسد الفجوات السيادية والخدماتية وتشكل مظلة امن وامان للاجئين ولجميع المواطنين السوريين في الخارج ام انها ستكون حكومة بلا عمل.