أخر الأخبار
نيرون مات ولم تمت روما
نيرون مات ولم تمت روما

إلى أولئك الذين ظلوا يراهنون على أنهم سيكون لهم موقع أو محل من الإعراب على موائد اللئام و أن يمنحهم عباس صفة " شاهد زور " على مذبحة فتح ، لقد سبق السيف العذل ، فقد سقطت كل المراهنات الخاسرة ، وتم تأكيد المؤكد في مؤتمر المقاطعة الإقصائي الذي يراد منه و في قمة أهدافه صناعة " تنظيم للقائد " و إفراغ الحركة من أعظم ميزاتها كما كان يقول الرمز و الزعيم الخالد أبو عمار " دع ألف زهرة و زهرة تنبت في بستان الثورة " ، إنها الضربة الأخيرة التي يوجهها عباس للفلسفة العظيمة التي تربينا عليها " فتح هي التنظيم القائد ، لا تستغربوا و هنا أخاطب كل المناضلين منكم رفاق المسيرة النضالية السابقين و اللاحقين ،هذا هو عباس الذي وضع لنفسه هدفا لا براءة فيه و هو تدمير فتح من الداخل و هو ما لم يستطع أعداءها تحقيقه من الخارج ، نعم الحصون تخترق من الداخل ، تدير فتح بالقوة الناعمة و إستغلال النفوذ و السلطة بأعلى درجات الإنتهازية في بيئة يغلب عليها الطفيليون و تجار المواقف و عبيد المصالح ، هاهو عباس و من معه يخرج لكم لسانه مع الأصبع الوسطى ، ليقول للجميع ، للموافق و المنافق و من قبل الدنية على حساب فتح ليفوز بالوهم ، أنا و من بعدي الطوفان – لقد حققت ما أريد من عقد للمؤتمر رغما عن أنف الجميع و كما أريد و بمن أريد – بل أكثر من ذلك فإن أسماء اللجنة المركزية القادمة و المجلس الثوري في جيبي أنا الملك المتوج وما عليكم إلا السمع و الطاعة .

أيها المناضلون بكل ما تحملونه من تاريخ و تضحيات و إرث نضالي و فعل كفاحي و إنتماء قوي للحركة " أم الجماهير ، عليكم الإنتباه و الخروج من الغفلة قبل فوات الأوان ، عودوا إلى فتحكم الأصيلة و دافعوا عنها بكل ما أوتيتم من قوة ، التاريخ يسجل لكم و عليكم ، ها أنتم تصطدمون بجدار الإقصاء البشع و تداس أحلامكم و طموحاتكم تحت بساطير رأس النظام الأمني البغيض الذي قام بغربلة و فرز أسماء المرشحين لعضوية المؤتمر وفق مواصفات عباسية من منظور أمني ، إن الخيارات محدودة فإما أن تكونوا مع فتح الفكرة أو مع فتح التي يجري تفصيلها و تطويعها على مقاس عباس ، لا تكونوا مع أحد ولكن من غير المقبول أو المعقول ألا تنحازوا للفكرة المقدسة التي شكلت وعيكم الوطني و كنتم و ما زلتم تحملونها على كاهلكم .

أيها المناضلون من الختيارية و الشبيبة و الماجدات و الحرائر ، إن عباس لم يكتفي بإغتصاب تاريخكم و ماضيكم و نضالكم ، بل يصر على إغتصاب مستقبل أبنائكم و يطيح بأحلامكم الوطنية و الشخصية و يطعن في إنتماءكم و حقكم بالمشاركة في صناعة مستفبلكم الوطني ، هل بعد ذلك كله مقبول أن نصمت و نهادن و نتمنى أن ينالنا بعض الفتات من مائدة عباس بعد إنتهاء فصول المسرحية الهزلية التي حدد فيها مسبقا الممثلين و الجمهور والأبطال الوهميين .

أما شريحة المناضلين ولا أقول عابري السبيل من المرتزقة و الأدوات الرخيصة التي تم جلبها بغير وجه حق ، و بعضهم لا علاقة له بحركة فتح ماضيا و حاضرا ، يا أبناء الديمومة إستعدوا للدفاع عن فتحكم قبل ذواتكم ، وكونوا على ثقة بأننا سنسمع صراخكم تحت وقع السياط العباسية ، فلا تراهنوا أنتم على شفافية عباس فهو قد قام بتزوير مخرجات المؤتمر العام السادس ولم يرمش له جفن بمساعدة الأجهزة الأمنية التي ينعقد مؤتمركم المسخ تحت سطوة فوهات بنادقهم في المقاطعة ، في وقت كانت الظروف الفتحاوية أفضل بمليون مرة منها اليوم ، والغالبية فيكم يدرك مسبقا بأنكم ذاهبون للمشاركة في مؤتمر تم تفصيله على مقاسات شخص و ليس بمعايير يرتضيها و يقبلها تنظيم محترم مثل حركة فتح ، و جميعكم يعرف أن الألاف من أبناء فتح ومناضليها تم إقصاءهم و يستحقون عضوية المؤتمر بلا منة من أحد ، فما هو موقفكم غدا بعد أن يتم إقصاء كل من يشك الأمن العباسي في ولائه الكامل و المطلق ؟؟ نعم أنتم في هذا المؤتمر الإقصائي و الأمني ليس أكثر من ديكور و شهود زور حتى لو كانت نواياكم طيبة ، لتعلموا أن الطريق إلى جهنم معبدة بالنوايا الحسنة ، وعباس يسعى مع سبق الإصرار و الترصد لدفع الحركة بمناضليها ومن دخلت عليهم ألاعيبه إلى جهنم وحيث لا تقوم لها قائمة .

موعدنا قطعا سيكون بعد إنتهاء فصول مسرحية عباس السوداء فهو المخرج و المنتج و البطل الوهمي فيها ، ومع كل التقدير للمبررات و الحجج التي يسوقها الكثيرون للمشاركة في المؤتمر الإقصائي ، إلا أن الواقع المبني على المعطيات و المدخلات تقود إلى حقيقة مريرة – هناك جريمة تاريخية و مجرمون سيذكرهم التاريخ – إن فتح يتم ذبحها من الوريد إلى الوريد ، وقادم الأيام ستثبت للجميع حجم هذه المخطط الإجرامي الذي يستهدف حركة فتح . و لن يكون مؤتمر المقاطعة الإقصائي أفضل من المؤتمر العام السادس و مقرراته التي لم يأخذ منها عباس شيئا أو يلتزم في أي منها إلا أنه تم إنتخابه رئيسا للحركة و إستخدم هذا الموقع في ظل إستغلال سافر للسلطة و النفوذ لتدمير الحركة بالإقصاء و الإخصاء و الإرهاب الأمني و الوظيفي ، ومن أجل الهروب من كل جريمة إرتكبها زاد في الإجرام و الغطرسة لدرجة إمتهان كل النظم و اللوائح الحركية و القوانين الرسمية و الأعراف الوطنية و الأخلاقية .

أيها المناضلون إن هذا المؤتمر الإقصائي يمثل وصمة عار في تاريخ حركتنا المشرف ، ولكنه حتما سيكون محطة سوداء سيتوقف عندها التاريخ ، و لكنها لن تكون أخر المطاف ،بل قطعا سوف تشكل زاد و زوادة لكل الأحرار و الشرفاء في المضي قدما لإستعادة الحركة من مغتصبيها ، و إسترداد روحها الكفاحية و عمقها النضالي و إعلاء صوت مدرسة المحبة الثورية في صياغة حاضرها و مستقبلها ، لأن المسألة غير مرتبطة بأسماء أو شخوص بل بحركة التاريخ ، ولا شك أن عباس سوف يحقق مبتغاه في إخراج أشكال قيادية مرتبطة به تقدم له فروض الولاء والسمع و الطاعة ، ولكن من الغباء السياسي وسوء الظن التنظيمي والإفتقار للحكمة الإعتقاد بأن إفرازات هذا المؤتمر الإقصائي هي بمثابة قضاء وقدر لا يرد بل هي - أوهى من بيت العنكبوت – لأن ما بني على باطل فهو باطل ، وهذا الباطل مصيره هو وصاحبه إلى زوال ، فقد مات نيرون ولم تمت روما .