أخر الأخبار
انتهت الحفلة.. وكالعادة غزة خارج حسابات عباس !
انتهت الحفلة.. وكالعادة غزة خارج حسابات عباس !

لقد تابعنا - نحن الفتحاويون - المؤتمر الإقصائي الذي أقامه أبو مازن في رام الله، وشاهدنا جميعًا مخرجات هذا المؤتمر، الذي قال كلمة الفصل؛ بأن غزة خارج حسابات عباس وجوقته الفاسدة، وللأسف الشديد مُثِّلت غزة بعشرة أعضاء في المجلس الثوري من أصل 80 عضوًا، 5 أعضاء منهم داخل نطاق غزة، و5 أعضاء خارجها، هذا إن دلَّ فإنما يدل على عدم الانسجام والحب بين أبناء فتح في غزة.

إلى كل الوطنيين الفتحاويين.. ما الذي حدا بنا إلى هذه الهُوّة السحيقة، ما بالنا نتكالب على بعضنا ونرقص على جراحاتنا النازفة؟! إننا حتمًا نقف في مفترق طرق وما يجمعنا أكثر بكثير ممّا يُفرقنا. ومع ذلك، تركنا كل ما يجمعنا لنُوغِل فيما يُفرّقنا.

ما يحدث اليوم في حركة فتح يُدمي الأغلبية، ونتجرع مرارته جميعًا، ويفتُّ في عضَدِنا ويُمزِّقُ أحلامَنا، وجميعنا في ذلك سواء على اختلاف رؤانا المستقبلية.. فما بالنا لا نتحد؟! دعُونا نتعالَ على جراحاتنا، ونربأ بأنفسنا عن دائرة المُهاترات السياسية وإلقاء اللّوم على الآخر، ونفكر في حَل مُشترك يُخرجنا ممّا نحن فيه، فالمشكلة تعنيك بقدر ما تعنيني، وليس هذا وقت إبراز المتهم فينا، بقدر ما هو وقت الحل للخروج من هذا المأزق البغيض.. آن الأوان لتتوحد أهدافنا النبيلة، لا بُد أنْ نَثور على الفساد بجميع مُخرجاته الهزيلة والإقصائية، وأنْ نبدأ بأنفسنا وأنْ نكف عن التلفع والتسربل بأذيال المُبررات والتسميات الخاطئة في ظل هذه المرحلة الحساسة جدًا إذا أردنا حقًّا أنْ نُحقِّق التغيير، فنحن في أمسِّ الحاجة إلى ثَورة في الأفكار والمَهارات والمَواقف بِما يتلاءَم مع الواقع الذي نَصْبو إليه، هيّا لنُعِد العمل بنظرية الرؤية الثاقبة والحس النقدي البنّاء، والنَّفَس الكفاحي الطويل، وأن ننظر إلى الجانب المشرق في حركتنا الرائدة بعدما خيَّم الظلام عليها وكثر الفساد، فإبراز جانب مُشرِق واحد في الحياة أفضل من الحديث عن مليون فاسد، حينها يعلو هدير العاصفة وتهتف الأمة لـ«فتح» الخالدة؛ فعلى أقزام الأرض التزام جحورها.

المناضلون وأصحاب الفضل مطلوبونَ للموت وللاندثار حزانى خائبي الأمل، وقطاع غزة مطلوب للبتر، لأنه الثُّلث الضامن للهوية الوطنية، التي يُراد تضييعها وتضييع أحاسيسها وثقافتها، التي هي ثقافة الفلسطينيين، في كل الوطن وفي كل الشتات.
إننا في مرحلة حساسة جدًا لا بُد أن يلتفت فيها بعضنا لبعض بدلًا من تمترسنا على هيئة جزر متباعدة لا يخدم بعضها بعضًا، فالقطيعة لن تؤسس إلا للمزيد من الأخطاء المتبادلة والإهانة المقصودة، معًا نعيد لفتح عنوانها الأبرز في المقاومة الفلسطينية وديمومتها حتى دحر المحتل الإسرائيلي.

أيها الفتحـاويون.. لا تستسهلوا المهمة، فإن العواصف ستهبُّ حتمًا ولن تتمكن الأوراق الساقطة من الصمـود؛ معًا نحو تحقيق أهداف وتطلعات شعبنا الفلسطيني بالحرية والعودة والاستقلال الناجز ..
المجد للشهداء.. الحرية للأسرى.. العودة لأهلنا اللاجئين الفلسطينيين.. الشفاء لجرحانا البواسل.