أخر الأخبار
درك وكرك صنوا العزة والفخر
درك وكرك صنوا العزة والفخر

ليس كافيا أن نقول كلنا الجيش وكلنا المخابرات وكلنا الدرك، فكلنا الاردن اولا، وكلنا سياج الوطن وحماته قولا وفعلا وكلنا الاردن خلال الازمة وخلال الرخاء، فمن العار ان نخدش وجدان الوطن ومشاعره في مباراة كرة قدم او في مظاهرة او في مسيرة ثم نتحول الى كائنات وطنية اثناء ازمة هذه الاجهزة والوطن ونقف خلفها ضد خارجين عن القانون من ارهابيين ومهربين وفاسدين وباقي تفصيلات ومسميات الخروج عن القانون، ولا نملك رفاه الوقت ولا ظروف الاقليم الرحبة تمنحنا الفرصة كي نناكف بعضنا البعض وكأننا نحسد انفسنا على الامن ونعمائه، فأجهزة الامن والدرك تحتاج الى ظهر شعبي يسعفها بالالتفات الى الخطر الداهم من الخارج ومن الخلايا النائمة على فراشنا دون ان نشعر بها.
في كل ازمة او استشعار خطر على الدولة يثبت الاردنيون صدق انتمائهم وولائهم وصلابة جسمهم امام الخطر الارهابي ويثبتون معدنهم الاصيل بفدائهم للوطن، ولكنهم في لحظات يسحبون كل هذا الرصيد الحيوي وهم يناكفون بعضهم لاسباب اقل من تافهة، فيربكون المشهد ويربكون الامن بكل اجهزته خشية ان ينفجر الحوار الصادم الى صدام، وكأننا نعيش ازدواجية نفسية او حالة فصام تتعالج بالخطر الخارجي وهبوط الخطر الى ارضنا، وليس كل مرة تسلم الجرة، ولكن كل مرة نحن قادرون على حماية الوطن وأمنه وأمانه بوحدتنا وتماسكنا خلف الدولة وسياجها الامني، وفي كل عاصفة نحن الاقدر على تجذير رواسي الدولة وتثبيتها بتحديد الاولويات الوطنية وتقديم الجوامع وتأخير الفوارق.
الكرك والدرك نابا عنا جميعا امس في حماية الجذر الوطني من نجس الارهاب الذي لا دين ولا جنسية له، وحمل الكركيون ارواحهم على كفوفهم وهم يهبون لنجدة الوطن ومساندة قوات الدرك الباسلة التي نترحم على ارواح شهدائهم وندعوا لمصابيهم بالشفاء العاجل وتجاوز المحنة، فهم منا ونحن منهم، وهم عيالنا كما قال الشهيد وصفي التل، وظفر أي فرد منهم يساوي كل رؤوس الفتنة والارهاب، فلا اقل من اراحتهم اثناء الرخاء وتخفيف حجم التوتر عنهم في مناسباتنا الكروية والاجتماعية وحتى في مسيراتنا الرافضة لاي سلوك حكومي، فالمنطقة على كف عفريت واي ارباك لهم او اشغال لهم عن واجبهم سندفع ثمنه كوطن ومواطنين، واي قطرة دم منهم تنزف من مخزوننا البشري ومن رصيدنا الوطني، فدمهم الطاهر يحتاج الى راحة على الاقل من سلوكياتنا اليومية ومن نزقنا الموجع.
تحية فخر وفخار الى قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية والى قوات الدرك تحيتان، الاولى على جهدهم اليومي واحتمالهم طيشنا ومهاتراتنا في المواسم الكروية والاجتماعية والثانية على وقفتهم الصلبة في وجه العصاة والغلاة وتقديمهم الدماء الزكية للذود عن حمانا الوطني، وكل الفخر بشعبنا الناضج الذي يدرك انه المخزن والرئة النقية لامننا واماننا، ويدرك اننا نواجه ظرفا استثنائيا يحتاج تقديم الدولة على الولد والمال، وتقديم الوطن على احتياجاتنا اليومية والمعاشية، فنحن نعيش في الاردن بقلة الزاد والزود ولكننا لن نعيش بدون الاردن وبدون كنفه، فكل ذرة من ترابه تساوي الدنيا بما رحبت وكل قطرة دم اردنية اغلى من ابار النفط وجبال الذهب، فنحن نعيش على الكفاف وقطرة الماء وكسرة الخبز في الاردن ولكن لا نعيش بدون الاردن .
غضبتنا وحميتنا دفاعا عن الوطن وعسكرنا ودركنا يجب ان تكون سلوكا يوميا وليست استجابة للخطر الخارجي فقط، فالاردن يحتاجنا كل يوم وكل دقيقة ونحن نحتاجه كل عمرنا، وعاش الاردن وعاش شعبه وسياجه والفخر لكل دركي وعسكري ورجل أمن، فهذا الوطن بحجم الورد ولكن لا يلين ولا ينحني لغير الله .