مع بدء مؤسسة الزواج .. هل تستمر الصداقة؟
عمان - الكاشف نيوز
هل يجعل الزواج علاقة الصداقة سواء من طرف الزوج او الزوجة مهددة بالنهاية، هل تنتهي صداقات قطبي مؤسسة الزواج بغيرهم بعد الارتباط؟ تدل المؤشرات على انتهاء علاقات كثيرة فبمعظم الحالات تبين ان الزواج لا يسمح بوجود صديقة للزوجة او صديق للزوج، يشغله عن واجبات ووقت هذا الرباط المقدس، فما الذي يحصل، و هل هذه هي الحقيقة ام ان هنالك عوامل تؤثر فعلياً على حياة الزوجين وتمنعهم تدريجياً من الاستمرار في صداقات دامت سنوات.
صداقات تحترم خصوصية الزواج
سهى عبد الرحمن: تقول ان الزواج لا يحرم الفتاة من الاستمرار في صداقاتها، ولكن الظروف التي تأتي معه تجعل الفتاة لا تجد الوقت الكافي مابين العمل والمنزل وتربية الاطفال،وبالتالي ترتب اولوياتها مع الوقت، والصديقة اذا كانت متزوجة ستشعر بالحمل الكبير الواقع على صديقتها وتعذرها عن تغيبها. ولكن المشكلة تكون ان كانت هذه الصديقة غير متزوجة ولديها وقت يسمح لها بالخروج والمجئ على راحتها دون الشعور بأن هنالك مسؤوليات متراكمة. وايضاً يوجد صديقات مهمات في الحياة ويساعدن في حل المشاكل الاسرية. اذ تلعب الصديقة دور مهم في تهدئة الامور بين الزوج والزوجة ان كانت تميز الصحيح من الخاطئ.
ربى عواملة تجد ان الصداقة مهمة ولا تستطيع الاستغناء عن صديقتها حتى بعد الزواج، ولكن ماحدث هو ان القدرة على اللقاء اصبحت اقل، وخاصة انها هي وصديقتها بعد الزواج اصبحن في دول مختلفة. تقول ربى: من الصعب الانسان ان يستغني عن صداقة دامت سنوات طويلة. فصديقتي الوحيدة « فادية» اعرفها منذ الطفولة والتحقنا في الجامعة سوياً لهذا اصبحت علاقتنا قوية. والزوج لا يتدخل بصديقات الزوجة الا اذا رأى ان هذه الصديقة تسبب له الازعاج، وتهدد اسرته. وغير ذلك يحترم هذه الصداقة فهو بالمقابل لديه اصدقاء ويراهم بشكل دائم.
الاولويات تحكم
الزوجة ايضاً تريد معرفة معلومات اساسية عن اصدقاء زوجها، وخاصة ان كان يقضي اوقاتا طويلة معهم وهذا الامر يقلقها، فيصبح خروجه المتكرر مقلق بالنسبة لها. تقول فداء صالح: زوجي يخرج كثيرا مع اصحابه وهذا شكل بالنسبة لي ازعاجاً لانني اعتبر ان اولوية هذا الوقت يجب ان تكون للعائلة. وقد تناقشنا مطولا في هذا الشأن ولكنه لم يقتنع باهمية ترتيب اولوياته. ولكن في المقابل عندما تزوج معظم اصحابه لم يعد هنالك من يتواصل معه وشكل هذا بالنسبة له فراغ وفجوة. وحينها قرر قضاء هذا الوقت مع اطفاله وفي البداية كان يتذمر منهم ولكن مع الوقت اعتاد عليهم وعلى اجواء المنزل. الزواج بالفعل يغير علاقات الصداقة بسبب الالتزامات الكثيرة التي تقع على عاتق الاب و الام. والوقت كفيل في ان يحدد هذه الالتزامات و كيفية تطبيقها.
ويؤكد معاذ يوسف أن الزواج كالقافلة التي تسير فلا بد أن تعترضها بعض المصاعب، وبالنسبة لصداقة الزوج و خروجه من البيت فإنه يجب أن يكون مقننا ويجب أن يحترم الرجل تواجد زوجته في البيت وعنايتها بأطفاله، ولا يستطيع أحد أن يقول بصحة غير هذا، ولكن هناك مشاكل حقيقية يواجهها الرجل في بيته وتضطره للخروج إلى أصدقائه ولعل من أبرزها: حديث الزوجة المتواصل في الهاتف لساعات، بعض الزوجات يغرقن في نوم عميق أثناء تواجد الأزواج بالمنزل، حضور الصديقات الدائم إليها، كثرة الشكوى والطلبات، وكل هذه الأمور تجعل الزوج يهرب من البيت ويتجه الى رفقته والاصدقاء والتجوال معهم. ايضا الزوج يحتاج الى صديق يتكلم معه فيما يخص شؤون عمله و منزله. والزوجة لا تستطيع لعب هذا الدور فوجهة نظر المرأة تختلف في اغلب الحالات عن وجهة نظر الرجل. من الممكن ان يقوم الزوج وايضا الزوجة بتنسيق امورهم مع صداقاتهم حتى تبقى وتدوم وان لا تتعرض للخسارة بسبب الزواج.
من الصحي بمكان .. وجود صديق
الاخصائية الاجتماعية امامة ابراهيم تقول ان الانسان اجتماعي بطبعه، والصداقة يجب ان تتاثر بسبب الزواج، ولكن مايحدث في ان الحياة التي اصبح يعيشها الاصدقاء اختلفت عن حياة العزوبية. فالشرط الاساسي في الزواج هو الاستقرار وهذا يتطلب امورا كثيرة لتحقيق هذا الشرط، فالاهتمام بالعائلة يصبح في اعلى مرتبة وبالتالي تصبح العلاقات الاخرى في المرتبة الثانية والثالثة وهكذا.
وتظن أحيانا الزوجة ان الزوج يفضل الصديق عليها ومن هنا تبدأ المشاكل. ولكن في الحقيقة تكون العملية هروبا أو لجوءا أو تأقلما مع وضع ما، وأقصد هنا أن الزوجة التي تذهب إلى صديقاتها في أغلب الأحيان تكون مدفوعة إلى ذلك نتيجة ابتعاد زوجها عن المنزل، الصديق أو الصديقة قد لا يكون مفضلا جدا ولكن يكون أفضل من الوضع الرتيب الموجود في المنزل الذي يحسه الزوج أو الزوجة، والقضية قد لا تتعلق بتحطم العلاقة الزوجية، وإن كان تحطمها سيكون نتيجة لما سيحدث.
ان الرجل عندما يتزوج أو المرأة يسكن كل واحد منهما إلى الآخر، ولكن ماذا يريد الرجل عدا السكن واللجوء إلى زوجته، فالمسألة لها علاقة بأن الرجل يريد أن يشارك انسانة في الحياة، والمشاركة هذه عادة ما تحدث بين شخصين متكافئين من نواح علمية أو معرفية أو ثقافية أو حتى من التواصل على الأقل أو الحب، وإذا فقد التكافؤ والحب اصحبت الحياة الزوجية مهددة بالدمار حيث يصبح كل منهما يتحجج بأبسط الامور ومنها خروج الزوج.