أخر الأخبار
الروس والإيرانيون فراق بعد اللقاء !
الروس والإيرانيون فراق بعد اللقاء !

أغلب الظن أن ما يقال عن خلافات بين الروس وبين الإيرانيين ومعهم بالطبع نظام بشار الأسد فيه بعض الصحة إنْ ليس كل الصحة فالرئيس فلاديمير بوتين بات من الواضح والمؤكد أنه لا يريد حرباً بلا نهاية في سوريا وأنه في الوقت ذاته لا يملك القدرة المطلوبة للقضاء على المعارضة السورية ولذلك فإنه بعد «النصر»!! الذي حققه في حلب بات مضطراً لإيجاد حلٍّ بالنسبة إليه يكون معقولاً وحتى وإن هو إضطر للتخلي عن شروطه السابقة التي كان أعلنها وزير خارجيته سيرغي لافروف في لحظة كان التفوق العسكري فيها إلى جانبه وإلى جانب حلفائه الإيرانيين ويأتي لاحقاً هذا النظام الذي يبدو أن نهايته الكارثية أصبحت واضحة ومحققة لا محالة .
إن هذا ما غدا يريده الروس الذين لم يعد يهمهم سوى الحفاظ على قواعدهم العسكرية التي أقاموها على الأراضي السورية في ظل غياب الشعب السوري والإنهيار الفعلي والمعنوي لبشار الأسد ونظامه أما بالنسبة للإيرانيين فإن المعروف، وهذا كانوا أعلنوه مراراً وتكراراً، أنهم يريدون هيمنة دائمة على العراق وعلى سورية وعلى اليمن وبالطبع على لبنان وأنهم يريدون مجالاً حيوياً سياسياًّ وعسكرياًّ مريحاً في دول عربية أخرى وهذا كان صرح به حتى الولي الفقيه علي خامنئي الذي «غلَّف» هذا التوجه بالقول إنه يسعى لمناطق تماسٍّ لبلاده مع العدو الصهيوني وبالطبع فإن هذه حجة لم تنطل حتى على أصحاب أنصاف العقول من عرب ومن عجم.. ومن غيرهم!!. 
ربما أنه غير متوقع أن يكون هناك صدامٌ قريب بين الإيرانيين ومعهم بشار الأسد من جهة وبين الروس من جهة أخرى فالمصالح المشتركة لا تزال تفرض على هؤلاء وأولئك كظم غيظهم أكثر من اللزوم والإستمرار بهذا التحالف الشيطاني وإنْ على أساس المعادلة القائلة :»رؤوس مؤتلفة وقلوب مختلفة» لكن في النهاية فإنه لا بد من الفراق وبخاصة وأن روسيا كما هو معروف دولة عظمى حساباتها لا تتطابق في الكثير من الأحيان مع حسابات إيران لا من قريب ولا من بعيد.
ثم وإن الروس بحكم خبرتهم الطويلة التي ورثوها عن الإتحاد السوفياتي وقبل ذلك يعرفون أن دولة كإيران لا يمكن المراهنة عليها «إستراتيجياً» وذلك لأنها دولة أمزجة متغيرة ولأن أي خلل طارئ في تركيبة هذا المجموعة الحاكمة سيجعل هذه الدولة، التي يرى البعض أنها بنيتها أوْهى من خيوط العنكبوت، تغير توجهاتها في رمشة عين فيصبح أصدقاؤها أعداءً بينما يصبح الأعداء أقرب الأصدقاء!!.
قد يكون من المبكر البناء على هذه الإستنتاجات لإستخلاص مواقف سياسية ثابتة لكن حقائق الأمور تشير إلى أنَّ كل لقاءات وتحالفات المصالح العابرة لا بد وأن تكون أعمارها قصيرة جداً وهذا يعني أن التقارب الروسي – الإيراني الذي بني على المصالح العابرة سيكون عمره قصيراً وأنه سينتهي حتماً إن ليس الآن وفي هذه اللحظة التاريخية فخلال فترة قريبة.. ولهذا فإنه علينا أن ننتظر لنرى ما تحمله إلينا وإلى هذه المنطقة قادمات الأيام ومعها الليالي المقبلة !!.