أخر الأخبار
خطوة مصرية شجاعة
خطوة مصرية شجاعة

قرار مصر تجديد مشاركتها العسكرية في التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي اتخذ في اجتماع لمجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعضوية رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وكل من وزير الدفاع والخارجية والداخلية والمالية ورئيس الأركان ومدير المخابرات العامة ومدير المخابرات الحربية، موجه وبوضوح لا لبس فيه إلى إيران وليس لا إلى علي عبدالله صالح ولا إلى الحوثيين الذي هم مجرد»بيادق» تابعة على رقعة الشطرنج الإيرانية.
كانت مصر قد أعلنت انضمامها إلى هذا التحالف العربي منذ إنشائه في عام 2015 والمؤكد أنها قد قامت بجهد عسكري فاعل في منطقة مضيق المندب الإستراتيجية وفي البحر الأحمر أيضاً وبخاصة في البدايات لكن أن تبادر الآن وبعد نحو عامين إلى تمديد مشاركتها العسكرية في هذا التحالف الذي يضم دولاً عربية أخرى بقيادة المملكة العربية السعودية فإن هذا يعني أنه قد طرأ مستجد خطير يتمثل بتطاول إيران أكثر مما يمكن احتماله بالنسبة لتدخلها السافر في الشؤون العربية الداخلية. 
ولعل ما يؤكد أن مصر، التي كانت وهي ستبقى وستستمر رافعة هذه الأمة، قد أرادت بهذا الإجراء هزِّ العصا في وجه إيران هو أنها ضمَّنت بلاغها الصادر عن هذا الإجتماع، الذي ترأسه رئيس الدولة عبدالفتاح السيسي والذي ضم كل قادة مواقع صنع القرارات «الإستراتيجية» الهامة، فقرة تقول:»إن المجلس، مجلس الدفاع الوطني، قد وافق على تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية في مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب».
والمعروف أنَّ إيران قد استغلت ما أعتبرته غيوماً «سوداء» في فضاء العلاقات الأخوية السعودية – المصرية لتتمادى كثيرا في تدخلها السافر في الشؤون العربية الداخلية، في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وأنها استأنفت محاولاتها السابقة للسيطرة على باب المندب وتحويله إلى معبر إيراني بين البحر الأحمر وبحر العرب وهذا ما جعل التحالف العربي يضاعف تركيزه على هذا الممر الإستراتيجي والسيطرة على ميناء المخا الذي كان الإيرانيون قد هيمنوا عليه حتى قبل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح على الشرعية اليمنية.
ثم وإن المعروف أيضاً أن إيران قد حاولت السيطرة على البحر الأحمر عندما تمكنت في فترة سابقة، كانت فترة عابرة لم تدم طويلاً، من إيجاد موطئ قدم لها في بعض الدول المشاطئة إليه من الناحية الغربية وأيضاً في بعض جزره المتناثرة من باب المندب وإمتداداً نحو الشمال في إتجاه قناة السويس وهنا فإن ما لم يعرفه البعض، ربما، هو أن حراس الثورة الإيرانية بالتعاون مع «إخوان مصر» قد تمكنوا في فترة من الفترات من إيجاد قواعد سرية مسلحة لهم في جزيرة سيناء وطبعاً بحجة مواجهة «العدو الصهيوني» والصحيح هو من أجل التسرب في الشرايين المصرية..وهذا كان في آخر أيام عهد حسني مبارك.. وحيث أصبحت الفوضى «تدبُّ» في مصر.
والمهم هنا هو أنَّ المؤكد أنَّ الدول العربية المعنية سوف تبادر، إن هي لم تكن قد بادرت بعد، إلى التقاط هذا الموقف المصري المستجد الهام جداًّ لإعادة المياه الصافية السابقة إلى مجاريها فأمتنا، في ظل كل هذا الذي يجري في فلسطين وفي لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا، تواجه الآن تحدياًّ وجوديا بالفعل.. ويقيناً أنه لا يمكن مواجهة هذا التحدي الوجودي ما لم تكن أرض الكنانة، مصر، في طليعة الذائدين عن حياض هذه الأمة وفي مقدمة المتصدين للتمدد العسكري والإستيطاني الإيراني في هذه المنطقة التي هي منطقة عربية...وستبقى عربية .