“عواقب الرئاسة” و”سخرية ليبرمان”!
ما أن ننتهي من "أبواب جهنم" التي لم يعد لديها قدرة على فتح أبوابها بعد من حجم ما وصلها من "جثث" بني صهيون"، تأتي لنا تعابير لا تقل "سذاجة" عما سبق، حيث أعلنت الرئاسة الفلسطينية، ردا على قرار تل أبيب الشروع في بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية، بأن ذلك القرار سيكون له "عواقب وخيمة"، طبعا دون نسيان ذكر "الكليشة اللغوية" أن هذا "سيدمر حل الدولتين"!..
بالتأكيد، لن يقف أحدا أمام تلك "الأقوال" التي باتت هي "عقبة" امام مواجهة الفعل الفلسطيني المطلوب ردا على مخططات دولة الكيان لتهويد الأرض الفلسطينية، الى جانب "التحذيرات" القادمة من دول عربية ومعها جامعة العرب، التي لم تتحرك بخطوة عملية واحدة كي يقال أنها "تطلق كلاما جدا" يربك دولة الاحتلال..
المسألة لم تعد إطلاق الأوصاف على ماهية مخاطر المشروع التهويدي الاستيطاني، فهم دون غيرهم يعلنونه دون حاجة لترجمة الفريق الرئاسي العباسي ولا جامعة دول العرب، تهويد ما يمكن تهويده في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، ولذا يستخدون، ومنذ سنوات في رسائلهم باللغة العبرية للسلطة الوطنية تعبير "يهودا والسامرة بدلا من الضفة الغربية" ولم يجد ردا قاطعا من السلطة وجهاتها المختصة برفض التعامل مع تلك الجهات ما لم تتوقف عن استخدام ذلك المصطلح، او يرد عليهم بالعودة لاستخدام أرض فلسطين التاريخية بدلا من السلطة الوطنية..
المسألة ليست كما يتصور البعض، مصطلح وتنتهي المسألة، فلا داعي للتصعيد، لكنه مفهوم سياسي ديني له أبعاده التي يتم التعامل معها وفق المفهوم التوراتي، وايضا ضمن مشروع سياسي يتعامل مع الضفة الغربية وكأن غالبيتها ضمن التهويد، مع بقاء مناطق خارجه لـ"الحكم الذاتي المرتقب"..
ولأن "العواقب" و"التحذيرات" الفلسطينية الرسمية والعربية الرسمية، باتت معلومة تماما لدولة الكيان الاحتلالي فهم يذهبون مباشرة للعمل والتنيفذ، مستعدين لـ"العواقب الوخيمة" و"التحذيرات النارية" التي سـ"تزلزل" اركان المحتل..
ولأن السخرية من الرسمية الفلسطينية وصل الى حد مثير للأعصاب الوطنية، أطلق أحد أضلاع الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، وزير الحرب والعدوان ليبرمان، تصريحا كان الاعتقاد ان يتحول لحركة استفزاز سياسي للرسمية الفلسطينية، وصل بسخريته أن يتساءل ردا على طلب الرئيس عباس وفرقته الماسية العودة للمفاوضات برعاية أمريكية، ضمن مفهوم الرئيس الجديد الذي اقترحه بعد لقاء الملك الاردني عبدالله" الاشتباك التفاوضي"..
ليبرمان، لم يترك الفرصة تمر هكذا، فتساءل مع من التفاوض، حماس في غزة، وفتح في الضفة وعباس "غير شرعي"، هذه رسالة ليبرمان لـ"عاشق المفاوضات الأبدي"، فبدلا من التجاوب الاسرائيلي مع هذه الطلب الذي كان امنية لدولة الكيان، احاله الفاشي ليبرمان الى مهزلة من الرئيس بل وصل الأمر الى اعتباره "غير شرعي"، وهذه مسألة تثير التساؤل، ليس لقائلها، بل لصمت الرئاسة عليها.
جيد أن تطلق تصريحات سياسية ردا على أي فعل عدواني، ولكن دون أن تترافق بخطوة عملية واحدة جادة وجدية تصبح مجالا للسخرية، وهو ما حدث مع ليبرمان..وهو يعلم "حقيقة الموقف" لفريق الرئاسة الذي سيبقى يعيش في "جلباب أن المستوطنات عقبة في طريق السلام"..هذا المصطلح الأمريكي الذي أخترع في حينه للهروب من أي فعل حقيقي ضد المستوطنات..
فريق الرئاسة بعد قرار 2334 في مجلس الأمن، رقص وهلل وكأنه اخترعت سلاحا نوويا جديدا، رغم معرفتهم جل الحقيقة، أنها صفقة بينها وادارة اوباما لتمرير "وديعة كيري" لعناصر "صفقة سياسية مذلة"، ستكشف الأيام القادمة بعض من جوابنها..فيما أن الثمن الذي كان يجب أن تحصل عليه "221 مليون دولار" بات في مهب الريح، لأن ابو حسين اوباما لم يحولها في الوقت المناسب، ما يسمح لإدارة ترامب اعادة النظر بها..فطلعت كما يقال "مقشرة بصل"..
قبل الحديث عن "عواقب الاستيطان الجديد" واجهوا سخرية ليبرمان من "شرعية الرئيس"، كي لا يصبح ذلك واقعا له حساباته الخاصة التي يعلمها "كبير مفاوضي عباس"..
ملاحظة: كي لا يرقص البعض فرحا بقرار ترامب حول نقل السفارة، القرار تأجيل لمزيد من الدراسة وليس الغاءا للقرار..الفرق كبير جدا بين التأجيل والتراجع.. بلاش تبيعوا "المية في حارة السقايين"..الكل فاهم!.
تنويه خاص: مبروووووك يا عرب، حلف الناتو فتح له له فرع في الكويت..متى ستبدأ رحلة التهاني بوجود قوات كان اسمها يثير هيجان شعوب الأمة من المحيط الهادر الى الخليج الثائر لبيك عبدالناصر..زمان ايام ما كانت كلمة عرب لها قيمة ومعنى!.