سوريا: مقتل 28 جنديا نظاميا وإله الشبيحة “المال”
دمشق- الكاشف نيوز/ متابعات:
قتل 28 جنديا نظاميا سوريا على الاقل الخميس في هجمات شنها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية في شمال البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.وقال المرصد "قتل 28 عنصرا من القوات النظامية على الاقل اثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب على ثلاثة حواجز للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب" الواقعة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.واشار الى ان المقاتلين استهدفوا "حاجزي ايكاردا على طريق حلب سراقب، حيث تم الاستيلاء على عربات مدرعة من الحاجزين". كما "تم تدمير حاجز حميشو على طريق سراقب اريحا".ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة انهم "شاهدوا جثث عناصر القوات النظامية على الحواجز". وأدت هذه الهجمات ايضا الى مقتل خمسة من المقاتلين المعارضين.وتقع مدينة سراقب على الطريق بين دمشق وحلب، وهي "خارج سيطرة القوات النظامية، وتتواجد فيها خمس كتائب ثائرة"، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.واشار عبد الرحمن الى ان المقاتلين شنوا هجمات صباح اليوم على هذه الحواجز "التي تعرض محيطها للقصف بالطيران الحربي".
وعلى صعيد آخر تقول المجموعات السورية المعارضة المسلحة الغاضبة من رفض القوى الغربية تزويدها بالأسلحة الثقيلة التي تطالب بها بالحاح، ان ليس امامها من خيار آخر سوى ملء جيوب بعض أنصار الأسد الذين لا يتوانون عن القيام بصفقات.
ففي بلد الخدمة العسكرية فيه اجبارية وحيث يمكن أن ينتمي اشقاء الى معسكرين نقيضين رغماً عنهم في حال كانوا جنودًا، يؤكد المتمردون أنه من السهل ايجاد "وسيط" أو "صديق قديم" لتسهيل الصفقات.
وقال "الرائد" ابو ماهر وهو يدخن سيجارته في قاعة رياضة تحولت الى قاعدة لمجموعته المسلحة في حلب (شمال)، "نشتري (السلاح) من جواسيس الأسد". واضاف أن المقاتلين المئتين الذين يقودهم يقومون "بمهمات خاصة" ضد قوات الأسد. لكنهم يملكون على غرار فصائل المعارضة المسلحة الاخرى، فقط رشاشات وقذائف مضادة للدبابات وبنادق قنص وقذائف وقنابل مصنعة يدويًا.
وفي إحدى زوايا مكتب أبو ماهر المشرف على القاعة التي كانت قبل بضعة اشهر تستقبل رياضيين للتدريب، هناك سبعة كلاشنيكوفات معلقة على حمال ووعاء مليء بالرصاص. فهذا الرجل انشق خلال الصيف عن سلاح الجو. ومثل آخرين من المعارضين المسلحين لا يزال لديه معارف في القوات المسلحة والامن.
وأوضح أبو ماهر أن الرصاصة الواحدة تكلف 110 ليرات سورية (1.60 دولار) اذا حصل عليها من اشخاص مرتبطين بالنظام، مقابل دولارين "في السوق"، رافضاً الافصاح عن أي سوق يقصد. واكد أن معظم رصاصات مجموعته تأتي من "الشبيحة" وهم عناصر الميليشيات الموالية للنظام.
وتابع: "إننا نشتريها من عملاء مزدوجين بحاجة للمال. اله الشبيحة هو المال. ولا يهتمون بأي شيء آخر وهم مستعدون لبيع امهاتهم". واضاف هذا الرجل الذي خط الشيب لحيته مبتسماً "انهم يصلون بسهولة الى مخازن الذخيرة لدى الجيش والشرطة واجهزة الاستخبارات. وهم يجمعون مدخرات تحسبًا لسقوط النظام".
لكنه بقي غامضًا بشأن وتيرة الصفقات والاماكن التي تجري فيها. ويبدو أن المسلحين لا ينزعجون كثيرًا لفكرة تمويل أنصار عدوهم. وقال عضو في الجيش السوري الحر المعارض بالقرب من الحدود التركية "إنهم اخذوا مالنا خلال الاربعين سنة الاخيرة، وذهبنا ونفوسنا، فأين هو الفرق؟"
ورأى يوسف عبود احد قادة لواء التوحيد في الجيش الحر أنها مسألة بقاء مع تأكيده أنه اشترى رصاصاً من النظام "مرة أو مرتين". وقال "ما عساي افعل؟ احيانًا ليس لدي ما يكفي من الأسلحة أو الرصاص. لا احبذ ذلك، لكن من دون هذه الأسلحة والرصاص لكان العديد من (مقاتلي) الجيش الحر في عداد القتلى".
كذلك يتزود المتمردون بالأسلحة من جنود قتلوا في ساحة المعركة. وآخرون من عسكريين نجحوا في الفرار مع اسلحتهم. وقال محمد ابو عصام الحلبي (49 عاماً) الذي يقوم بحراسة مجمع رياضي قديم يقع على خط الجبهة في حلب، إنه اشترى كلاشنيكوفه من "اشرار النظام" بألف دولار عندما قرر أن يصبح "مجاهدًا" قبل ثمانية اشهر.
واضاف هذا المسؤول سابقًا عن مصنع: "لا تستطيع شراء ذلك من السوق وانا بحاجة لسلاح. فكيف العمل غير ذلك؟" واكد ابو عصام الحلبي صاحب اللحية الكثيفة والذي يضع العصابة السوداء الاسلامية على رأسه، أن السلاح لم يكن ثمنه قبل الانتفاضة اكثر من 200 أو 300 دولار.
وفي الجانب الآخر من الطريق لا يرى "الملازم" احمد سعدين (24 عامًا) أي مانع لشراء أسلحة من النظام، منتقدًا بشدة الرفض الغربي تزويد المتمردين بالأسلحة المضادة للطائرات والدبابات. وقال "فمن أي جهة أخرى يمكننا شراؤها؟" قبل أن يبدأ بالركض هربًا من رصاص قناص.