أخر الأخبار
السفير القطري وفصائل الجعجعة، ألا تخجلون من أنفسكم؟!
السفير القطري وفصائل الجعجعة، ألا تخجلون من أنفسكم؟!

حدثني أحد اصدقائي ووجهه يملؤه الخجل، أنه وفي يوم الخميس التاسع من فبراير 2017 توجه برفقة عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية الى فندق "موفيمبيك" بمدينة غزة، حيث مقر سفارة دويلة قطر، و عدد من هذه القيادات أعضاءٌ فيما يسمى "لجنة أزمة الكهرباء" ، وقد تداعى الجمع  للقاء السفير القطري محمد العمادي، وجلس على طاولة السفير قيادات فصائلية طالما اعتبرت نفسها قيادات وازنة ولها حضورها كلما استدعى الأمر الدفاع عن فصائلها اذا تعرضت لأي اساءة من فصيل فلسطيني آخر، ولكن للأسف عجزت هذه القيادات عن الرد على استخفاف العمادي بهم وكل اساءاته، وتفاخره أثناء الجلسة مع هذه القيادات الوطنية بعلاقاته الواسعة والمتينة مع قيادات في الجيش الاسرائيلي والمخابرات وجهاز الموساد أيضاً !!!  .

وحسب رواية صديقي أنه وبحضور فوزي برهوم واسماعيل رضوان (حماس) ومحمود خلف (الجبهة الديمقراطية) وأسامة الحج أحمد (الجبهة الشعبية) وخالد البطش (الجهاد الاسلامي) ومعهم آخرين، بدأ السفير القطري استخفافه بالحاضرين فذكرهم أنهم حضروا الى هذه الجلسة بناء على " أمره " قائلاً " أمرت ألتقي بلجنة الكهربا حتى يتم نقاش المشكلة " !! 

وقد بدأ العمادي حديثه باستعداد قطر للمساهمة بشكل كامل لحل المشكلة الكهرباء، عطفاً منها على غزة وأهلها الذين يعانون الأمرين جراء الحصار، وعدم اكتراث السلطة الوطنية بهم.

وقال العمادي أن دويلة قطر قدّمت ما يقارب المائة مليون دولار أنفقتها على الكثير من المشاريع في غزة بشكل مباشر وليس عبر السلطة، لأن الأخيرة تنهب المساعدات القطرية، و قطر خلال اربعة سنوات عمل أنجزت مشاريع أكثر مما قامت به سلطة رام الله .

وعندما قاطعه أحد ممثل الجبهة الشعبية موضحاً له أن المائة مليون تم صرفها لصالح ما تراه حماس وحدها، وليس حسب رؤية جميع الفصائل، قام السفير القطري برفع صوته على ممثل هذا الفصيل الوطني، و موجهاً له نقذاً لاذعاً لا يرتضيه كل وطني غيور .

واستطرد السفير القطري في سرد ما تقدمه وما قدمته دويلة قطر مؤكداً أنها دفعت تسعون مليون دولار فقط لحل مشكلة الكهرباء، ولكنها ذهبت هباء منثوراً، لأن هناك مَن لا يريد الخير لغزة، وخاصة السلطة في رام الله وتحديداً محمود عباس، واتهمهم انهم لا يريدون حل مشكلة الكهرباء، وأن من واجب الفصائل البحث عن طرق للضغط على عباس وجماعته، وتحريك الشارع ضدهم .

وأضاف السفير القطري أن الحل الوحيد والعاجل هو تقديم الضمانات المالية لاسرائيل لتشغيل الخط 161 ، وان تقوم رام الله بالاعفاء الضريبي الكامل للوقود (ضريبة البلو) ،،، وأنه (العمادي) سيكون في رام الله بعد ثلاثة أيام (أي يوم الأحد 12 فبراير) وسيجتمع مع رئيس الوزراء رامي الحمدالله، ليقوم بنقل تحذير مفاده أن قطر ستقوم بحل مشكلة كهرباء غزة، وستتصرف وحدها اذا بقيت السلطة وعباس عقبة أمام الحل .

وتحدث السفير القطري بشفقةٍ بالغة تجاه الوزير مأمون أبو شهلا، والوزير مفيد الحساينة، قائلاً أنهم مساكين ولا حول لهم ولا قوة، ولا يستطيعان مناقشة قيادة رام الله في أي أمر، وأنهما يطلبان من العمادي شخصياً أن يتدخل من أجل إصدار تصريح اسرائيلي لهم للخروج من غزة الى الضفة كي يشاركا في جلسات حكومة رام الله !!!

وأضاف السفير القطري أن رئيس الوزراء رامي الحمدالله رجل ملتزم ومحترم ولكنه منزوع الصلاحيات، ولا يملك القرار بخصوص الكهرباء، والمشكلة عند محمود عباس، لدرجة أن رئيس الوزراء دائم الشكوى للسفير القطري من ديكتاتورية عباس!!.

ويؤكد العمادي أنهم في قطر لديهم وسائل ضغط على عباس تختلف عن وسائل ضغط الفصائل، فهو (أي عباس) واولاده لديهم مصالحهم في الدوحة، ولا يغامرون بها وبخسارتها !!!.

ولم يقف الأمر عند ذلك، بل تفاخر السفير القطري أكثر من مرة أنه يمتلك نفوذاً كبيراً وعلاقات ومعارف، وأنه خلال الفترة السابقة اجتمع مع كل الجهات الإسرائيلية بما فيها قيادات في الجيش الاسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية وأيضاً الموساد، وأنه من خلالهم يخرج ويدخل غزة متى يشاء بدون أي قيود ولا معيقات، وأنه (السفير القطري) لا يخجل من ذلك، لان في هذه اللقاءات مصلحة لأهالي غزة، ولأجل ذلك هو ايضاً يلتقي مع مسئولي وكالة الغوث بغزة، ومنسق الأمم المتحدة .

انتهى ما رواه لي صديقي ولكن لم تنتهي الأسئلة التي تدور بداخلي، وبعيداً عن سؤالي لذلك السفير القطري حول ماهية المصلحة التي سيجنيها أهل غزة من لقاءات سفير قطر مع جهاز الموساد الاسرائيلي، فانني أتساءل هنا هل بمثل هذه الفصائل الفلسطينية وممثليها سنحرر الوطن ؟؟!!!