أخر الأخبار
عباس اللاجيء...!!!!
عباس اللاجيء...!!!!

قد يكون من الصائب ان نتذكر ان عباس ومنذ سنوات وضع محددات لمنهجيته السياسية والسيكلوجية كلاجيء سابق وعلى حد قوله بانه سيذهب الى صفد زائرا وليس مقيما مطالبا بحقه" طبعا اذا سمحت له قوات الاحتلال بتلك الزيارة السياحية... ولكن هل عباس يعيش بعقلية اللاجي؟! بالقطع لا، فهو تخلى عن حق العودة بقبوله المبادرة العربية والنص الواضح فيها "حل عادل ومتفق عليه" بخصوص اللاجئين، وهنا لم تكن تلك شعارات سياسية تكتيكية او مناورة في التعاطي مع معطيات دولية واقليمية بل مرتبطة بسلوك واليات فهو صادق عندما يقول "ان مشكلتنا في وقف الاستيطان وليس ازالته واندحاره وقبول تبادلية الاراضي  على الارض الفلسطينية لصالح الاستيطان، قد يكون لعباس فلسفة اخرى عندما قال معلقا: لاحقوق لمن لم تغبر قدماه بتراب الوطن أي الفصل بين من هم موجودين في الداخل ومن هم موجودين في الخارج ونفي حقوق المواطنة عن 6 مليون لاجيء ونازح في المنفى ومعتبرا ان المواطنة هي من سجلت بالسجل المدني للاحتلال وهكذا يتم التعاطي بتصنيفات مختلفة مع الفلسطينيين.

عباس التي نزحت عائلته الى مخيمات سوريا لم يعد يذكر تلك السنوات  العجاف وما صاحب ذلك  من تطلع الاباء للعودة الى اراضيهم واملاكهم وتراثهم وتاريخهم  ولم يعد يذكر حماسة الشباب وارهاصاتهم الاولى لتحرير فلسطين من النهر الى البحر  والتي ادت الى  انطلاق حركة فتح والطلقة الاولى والتي سميت ثورة فلسطينية  بكل الامال والطموحات المرافقة لذلك  وما تبعها من شهداء وجرحى  وانتفاضة اولى وثانية، بل اراد ان لا يكون هناك ترابط  بين نضال الشعب الفلسطيني منذ عام 1928 وعام 1936 الى انطلاقة الثورة  وليجعل حركة فتح فصيل امني بقوات امنية تعتبر التنسيق الامني مقدسا مع الاحتلال وفي كل الظروف.

لا نتجنى على عباس بالقدر الذي  احدثه من انقلاب في كل المفاهيم والاسس والمبادي الوطنية الفلسطينية، بل هو  لايرى ولا يسمع معاناة الفلسطينيين في المخيمات ودول الشتات، متفرغا ومع كل الازمات التي تتلحف الواقع الفلسطيني بالمشاركات المتتالية في ارب ايدول  وبتبرعات مالية يقوم بها ابنائه ولنتخيل تلك التبرعات ارسلت ووهبت للاسر الفقيرة في المخيمات او للبنية التحتية فيها التي تكاد ان تكون معدومة.

لم يضع عباس نفسه محل  اي من عذابات الفلسطينيين في المطارات والمعابر  والاسلاك الشائكة والجدران ايضا حول المخيمات  والتي اصبحت تشكل سجنا بحجم مخيم، ولكن لا غرابة في هذا السلوك  مادامت المخيمات الفلسطينية في الضفة تحت سيف الاستهداف في ثنائية  السلوك والتفاهمات بين اجهزته وقوات الاحتلال  من اجتياحات واعتقالات  في مخيمات نابلس وجنيين وطول كرم ورام الله.

وهنا كم زيارة قام بها عباس كرئيس لكل شيء في الواقع الفلسطيني لمخيمات الضفة ومن قبلها لمخيمات غزة ... وماذا قدمت السلطة   لتلك المخيمات سوى الانشطة الامنية المختلفة وكان المخيمات الفلسطينية اصبحت كيانيات مشبوهه تمتليء بالفيروسات ... بالتاكيد ان عباس لايريد  ان تذكره المخيمات ولو للحظة واحدة  بحق العودة وحقوق مسلوبه  وفقر وبطالة وتفشي الامراض ..... هو يريد ان يحدث انهاك للعقلية والجسد اللاجي .... لا يختلف كثيرا عن مارب الاحتلال.

نواب لهم حصانة دستورية ملاحقين اسرى محررين يتم اعتقالهم  كوادر فتحاوية ومن مختلف الفصائل ايضا تحت بند الملاحقة والاعتقال ... انه يقوم بدور حيوي لتثبيت دولة الاحتلال وامن مغتصباتها.

البعض يتحدث  ويتسأل لماذا عباس لم يزور مخيمات لبنان : مثلا نهر البارد الذي سكانه للان مشتتين او عين الحلوة المقهور بتفشي العصابات والفقر والبطالة او صبرا وشاتيلا التي سجلت في تاريخ العذابات الفلسيطينية او برج البراجنة .... ربما تساؤل في محله وقد لايكون في محله ..... فساعة بالجلوس مع فناني ارب ايدول وتبادل القهقهات والابتسامات   والصور قد تكون تحقق نشوى لعباس بدلا من ان يرى او تؤخذ له صورة  في احدى مخيمات لبنان  لمراءة عجوز يسمتد نظرها الى فلسطين  او طفل يلبس ملابس رثه او مريض لا يجد العلاج او شباب يمنع عنهم مزاولة  58 مهنة.

عباس اللاجي يتنكر لابناء جلدته  ويخرج من ثوبهم  فعباس اصبح يدير مدرسة الاقطاع السياسي بتحقيقة ومنذ تسلمه السلطات كافه هو وابنائة مئات الملايين من الدولارات  بل كالن مؤتمره الاخير في المقاطعة هو تكريس شخصيات الاقطاع السياسي للمال المنهوب .... فكيف له ان يتذكر اللاجئين ..!! وكيف يمكن ان يكون له قدوة غاندي او مانديلا او مارتن لوثر كنج  ....... كل شيء في الساحة الفلسطينية وايقوناتها المشتته اصبحت تحت سيف سلوكيات عباس السياسية والامنية .. تدمير شامل ومصفقين وسحيجه من حوله هم بقيادة الاقطاع السياسي الذي ينظر للمخيمات وكانها  فيروسات ومجموعات من المتسولين .... وفي النهاية ماذا قدمت منظمة التحرير الموؤودة منذ عقود للمخيمات واللاجئين سوى برنامج متنازل عن كل الاماني والطموحات للاجي الفلسطيني.