أخر الأخبار
الاشتباكات في المخيمات أولى ثمار زيارة عباس إلى لبنان
الاشتباكات في المخيمات أولى ثمار زيارة عباس إلى لبنان

ليست المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان، ولكنها المرة الاولى التي يكون فيها الاتفاق محسوماً والاجواء مهيأة للتركيز على عدم استعمال المخيمات الفلسطينية في لبنان كمصدر قلق للبنانيين ومنهم للمنطقة بشكل عام.

محادثات عباس في لبنان تطرقت بالطبع الى وضع المخيمات، وتردد مصادر بعض من التقوه من الشخصيات اللبنانية انه اكتفى باعطاء تعليماته الى المعنيين الامنيين بالتنسيق مع القوى الامنية في لبنان من اجل نزع اي فتيل قد يحاول البعض استعماله عبر الفلسطينيين لزعزعة الامن في لبنان والمنطقة. ويشدد هؤلاء على ان التنسيق جار وان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يلعب الدور الاساسي في هذا الشأن، وهو على علاقة اكثر من جيدة مع عباس والطاقم الامني الفلسطيني، وقد يكون هذا احد الاسباب التي تواجد فيها ضمن الوفد اللبناني في قصر بعبدا خلال استقبال الرئيس الفلسطيني واجراء محادثات موسعة بين الطرفين.

وبعد التعليمات التي اعطاها عباس، توقفت المصادر نفسها عند ما ردّده الوفد الفلسطيني الرسمي، حيث كان بارزاً ان الخلافات بين "حركة فتح" و"حركة حماس" كانت حاضرة في كلام اعضاء الوفد، وانهم القوا بالملامة على "حماس" في كل المشاكل التي يعاني منها الفلسطينيون في المنطقة، وقالوا ان اعضاء الحركة نقلوا مشاكلهم مع "فتح" الى خارج فلسطين، وان كل الجهود عن المصالحة بينهما التي بذلت في السابق ذهبت ادراج الرياح.

وفي ما خصّ المخيمات الفلسطينية في لبنان، شرحت المصادر ان حركة "فتح" كانت على تنسيق تام وكامل مع القوى الامنية في لبنان لتشكيل قوة امنية داخل المخيمات تتولى طمأنة الجانب اللبناني بعدم السماح اولاً بانتشار خلايا ارهابية في الداخل والعمل على ضبط اي محاولة في هذا السياق، وبعدم السماح بدخول او خروج اي ارهابيين. ووفق ما نقل عن اعضاء الوفد الفلسطيني فإن الامور كانت تسير بشكل جيد في البداية، وان الجانب اللبناني كان اكثر من راض عن الامر، لكن تعدد الفصائل الفلسطينية المشاركة في عداد هذه القوة اثّر سلباً عليها، فدبّت الخلافات داخل القوة نفسها ما انعكس تدهوراً في فاعليتها وادائها. واوضحت المصادر ان الجانب الفلسطيني اثار مع الجانب اللبناني امكان اقامة قوة جديدة انما بصلاحيات اكبر لحركة "فتح" وبضرورة اقصاء عدد من الفصائل التي شاركت سابقاً، ويبدو ان الجانب اللبناني لن يعارض هذا التوجه اذا ما كان مردوده ايجاباً على الامن داخل المخيمات وخارجها، ولكن يبقى معرفة موقف الفصائل الاخرى وخصوصاً "حماس" من هذا الوضع المستجد، وما اذا كانت ستقبل ان تكون مجرد شاهد على ما يحصل.

لا تبدو السيناريوهات متعددة، وهناك مجال على التفاهم داخل البيت الفلسطيني لتمرير هذا الامر، ولكن الارجح كان الوصول الى حالة من الصدام والمواجهة المسلحة، وهذا ما بدأ يلوح في الافق بعد الاشتباكات التي اندلعت بالامس في مخيم عين الحلوة. وغني عن القول ان الامور ستكون معقدة على اكثر من صعيد، فعلى صعيد المخيمات، ستتكاثر الحركات والفصائل وسيكون من الصعب ضبطها، وهو امر سيؤدي بطبيعة الحال الى قلق لبناني خارج المخيم من امكان تدفق المسلحين الى خارج المخيمات بعد تفجر الاوضاع فيها.

من هنا، سيكون على الجانب اللبناني ان يمارس كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية والامنية التي يملكها للتعامل مع هذا الوضع، ولا شك انه في هذا الاطار سيكون للواء ابراهيم دور اساسي يراهن عليه الكثيرون، من اجل ان يصبح وضع المخيمات في لبنان، في المدى المنظور على الاقل، خارج اطار القلق والحيطة، والاهم ان ينجح الفلسطينيون في نزع صبغة الارهاب التي لوّنت المخيمات وخصوصاً في الفترة الاخيرة، ولاحقت ابناء المخيمات.