أخر الأخبار
دور الفكر الاردني في محاربة الارهاب
دور الفكر الاردني في محاربة الارهاب

تعرض الاردن منذ بداية تأسيسه لتهديدات الارهاب للتأثير على أمنه واستقراره، ولا يزال يتعرض لذلك بضرب امنه واقتصاده . وذلك يعود الى مواقفة السياسة المعتدلة وطبيعة نظامه السياسي، الذي بني على القييم منذ انطلاق النهضة العربية الكبرى. هذه الثوره التى لم تحمل السلاح ولم تحمل المادة كذلك، ولكنها حملت القيم والتسامح . حيث عانى الاردن مبكرا من الارهاب لثنيه عن مواقفه السياسية ، التى اتسمت بالتعقل والاعتدال في وسط اقليم ملتهب. 
لذلك دعا الاردن الى ضرورة اتخاذ موقف حازم من الارهاب بشتى انواعه وضرورة محاربته في مهده. ضمن خطط استراتيجية شاملة مبنيه على رؤيا ورسالة واهداف مع مراعاة البيئة المحلية والخارجية. كما اشار لها جلالة الملك في جميع خطاباته وتوجيهاته ، لاعداد خطط استراتيجية شاملة لا تعتمد على الحلول العسكرية والامنية فقط. ولكنها تعتمد على عدة محاور من ضمنها المحور الفكري، وياتي من خلال مايلي:
1. كل اردني يدرك اهمية الجانب الفكري في محاربة التنظيمات الارهابية، حيث ركز جلالته في جميع توجيهاته ولقائاته، على ان الاسلام دين يرفض العنف والكراهيه ويرفض استهداف المسلمين او المسيحيين او الاقليات الدينية وهو دين التسامح ، واكد على ضرورة محاربة الخوارج الذين اسائوا الى الدين الاسلامي.
2. كذلك نبه الاردن الى خطر تنظيم داعش من بدايته وبما يمثله هذا التنظيم من اساءة الى الدين الاسلامي الحنيف وضرورة الدعوى الى سبيل الله بعيدا عن الغلو والتطرف.حيث لا بد من محاربة الارهاب فكريا بما يلي:
أ. ضرورة التركيز على الجوامع بين مختلف الاديان من خلال العودة الى الاصول والجوهر والروح المشتركة بين الاديان.
ب. منع تسلل الترهيب الى الخطاب وضرورة احترام الرأي والراي الاخر والابتعاد عن الفتاوي التى تخدم مصالح واهداف التنظيمات الارهابية، التى تصدر من قبل اشخاص تدعمهم هذه التنظيمات وهم مستأجرين لذلك.
جـ. لا بد من تعظيم اصوات الاعتدال حيث الاصوات الارهابية المتطرفة، تستغل بعض وسائل الاعلام المتطرفة وبعض وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الجهل. وضرورة ضبط وسائل الاعلام المتعددة بموجب قانون خاص يضمن حرية الفكرولكن بموجب ضوابط قانونية.
د. كشف دوافع هؤلاء المتطرفين والخوارج وحبهم للسلطة والسيطرة على عقول وافكار الناس باستخدامهم الدين كقناع لخدمة اهدافهم الشخصية.
3. ولابراز الصورة الحقيقية للاسلام اطلق الاردن رسالة عمان التى تهدف الى اظهار قييم الاسلام الانسانية وروحه السمحة الحريصة على ما يكرم الانسان، وان الاسلام دين قائم على التوازن والوسطية ، ويحمل رسالة سلام ومحبة جاءت لترسي دعائم الحق وتقيم موازين العدل والانصاف بين الناس.
4. كذلك اطلق الاردن عدة مبادرات بهدف ترسيخ مبدا التقارب بين الاديان ، منها مبادرة الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان، ومبادرة' كلمة سواء' التى اطلقت لتقريب المسافات بين المسلمين والمسيحيين .
5. اوضح جلالة الملك في جميع المحافل الدولية من خلال زياراته لهذه الدول، والالتقاء مع رؤسائها واصحاب صنع القرار فيها ، بدور الفكر في محاربة الارهاب والتحديات الارهابية وانعكاسها على المنطقة . وان الدين الاسلامي هو دين التسامح والعدالة وقبول الراي والراي الاخر، وضرورة التركيز على القضاء على الخوارج ، ومحاربتهم بموجب اعداد استراتيجية فكرية شاملة، وحسب ادوات ووسائل تخاطب فكرهم ومعتقداتهم. ويؤكد جلالتة دائما بان الحرب على الارهاب ليس حربا عسكرية فقط، بل هي حرب فكرية وثقافية واعلامية كذلك.
وفي النهاية يتطلب مواجهة التطرف والغلو ، جهودا وفكر وخطط استراتيجية مشتركة تشمل كل الجوانب التى تتعلق بهذه الظاهرة سواء تربويا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا واعلاميا. ولابد من دراسة المحور المادي الذي يدعم الارهاب بوسائلة المختلفة وتجفيف هذا الدعم ومحاربتة.